احتجاجات شعبية واسعة..

إقالة رئيس "الشاباك".. نتنياهو يبعد معارضيه وسط اتهامات وتصعيد غير مسبوق

رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس "الشاباك" رونين بار

في خطوة غير مسبوقة بالكيان الإسرائيلي، صوتت حكومة الاحتلال لصالح إقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، رونين بار، ما أثار جدلًا واسعًا واحتجاجات شعبية واسعة في مختلف مدن الكيان.

تأتي هذه الإقالة في ظل توترات سياسية وأمنية متصاعدة، وسط مخاوف بشأن تأثيرها على استقرار واستقلالية المؤسسات الأمنية والعسكرية، وتطرح تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية والمؤسسات الأمنية في الكيان الإسرائيلي.

ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تسييس الأجهزة الأمنية، ما قد يضعف من فعاليتها في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، ما يعكس حالة من الاستقطاب السياسي والاجتماعي في الكيان، حيث يخشى الكثيرون من أن نتنياهو يسعى لتعيين شخص موالٍ له.

كما تأتي هذه الإقالة في وقت يشهد فيه المجتمع الإسرائيلي انقسامات حادة بسبب محاولات نتنياهو تقليص صلاحيات القضاء، وهو ما يعتبره معارضوه تهديدًا للديمقراطية.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي بغزة، حيث استأنف الاحتلال عملياته بعد انقلاب بنيامين نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار.

 

"اتهامات وتصعيد"..

رئيس جهاز (الشاباك) رونين بار هاجم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عبر رسالةٍ عاجلة وجهها للوزراء قبيل جلسة التصويت على إقالته، اتهمه فيها بمنع التحقيق في أحداث 7 أكتوبر التي كشفت ثغرات أمنية كارثية، وتهميش دوره في مفاوضات تبادل الأسرى، ما أدى إلى فشل تحرير المخطوفين.  

كما اتّهم رئيس "الشاباك" نتنياهو باستخدام ادعاءات "وهمية" كغطاء لإخفاء دوافع سياسية لإنهاء ولايته، وإعاقة التعاون بين الشاباك والحكومة، ومنع الوزراء من الاطلاع على تفاصيل حساسة.

وخاطب بار الوزراء الإسرائيليين بالقول: "أنتم غير مطلعين على معظم التفاصيل بسبب توجيهات رئيس الحكومة".

وكشف رئيس الشاباك عن وجود "يد إيرانية متغلغلة في عمق إسرائيل"، مؤكدًا أن قرار إقالته يهدف لإسكات أي تحقيقات مستقبلية، ووصف الادّعاءات ضده بأنها غير مستندة إلى أدلة واضحة.

ونفى بار صحة الادّعاءات الموجهة ضده، معتبرًا أنها "غطاء لدوافع أخرى غريبة ومرفوضة". وأكد أن الشاباك ينفذ السياسات التي يضعها المستوى السياسي، مشيرًا إلى أن قرار استبعاده من فريق المفاوضات انعكس سلبًا على جهود تحرير "المخطوفين" في غزة، وأكد وجود تعاون بين الشاباك ورئيس الحكومة منذ بدء الحرب، رغم منعه من لقاء الوزراء الإسرائيليين خلال العام الماضي.

ونقلت القناة 12 عن يائير غولان زعيم حزب الديمقراطيين قوله، إنّ رسالة رئيس الشاباك لائحة اتهام غير مسبوقة ويجب أن تهز كل منزل. 

كما نقلت القناة ذاتها تصريحات منسوبة لمصدر سياسيّ جاء فيها أنّه لو كان رونين بار يؤدي وظيفته كما يتمسك بمنصبه لما وصلنا إلى 7 أكتوبر، وأنّ الحكومة فقدت الثقة في رئيس الشاباك الذي يتمسك بمنصبه مستغلًا عائلات المخطوفين.

 

"إبعاد المعارضين"..

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أحمد الحيلة، قال إن إقدام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على إقالة رئيس "الشاباك" (الأمن الداخلي) "رونين بار"، يستكمل به سيطرته على الأجهزة الأمنية والجيش، بعد إقالته لوزير الحرب "يوآف غالانت"، واستقالة رئيس هيئة الأركان "هيرتسي هاليفي" تحت الضغط، واستقالة رئيس الاستخبارات العسكرية "أهارون هاليفا" العام الماضي وغيرهم.

وأضاف الحيلة، أن هذا الطريق يمهّد لنتنياهو لاستدامة الحرب في المنطقة وليس في غزة وحدها، بعد أن انقلب الرئيس دونالد ترامب على استراتيجيته المعلنة بوقف الحروب في العالم، وانتقاله إلى صناعة السلام في الشرق الأوسط بالقوة، أي فرض مصالح أمريكا و"إسرائيل" بالقوّة العسكرية.

وأشار إلى أن هذا يشجعهم على ذلك صمت العديد من الدول العربية على ما يجري من إبادة للفلسطينيين في غزة، وتقديرهم بأن جسم المنطقة العربية طري، وفاقد للمناعة أمام أسنان آلة الحرب الإسرائيلية والأمريكية.

وأكد على أن نتنياهو يقود "إسرائيل" إلى مزيد من المعارك لتوسيع مساحة "إسرائيل" جغرافياً، بذرائع أمنية، لا تعدو كونها تحقيقاً لنبوءات أيدولوجية توراتية (إسرائيل الكبرى).

وتساءل الكاتب الحيلة، هذه مصالحهم وأهدافهم المعلنة بوقاحة، فأين العرب من الدفاع عن أنفسهم، هل ينتظرون أن يؤكلوا يوم أكل الثور الأبيض؟.

 

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة