خاص - شهاب
في تصعيد غير مسبوق، انقلب الاحتلال على اتفاق وقف إطلاق النار ووسّع عملياته العسكرية في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 500 فلسطيني وإصابة المئات خلال ثلاثة أيام فقط.
وتزامن ذلك مع إغلاق محور نتساريم بالكامل، مما عمّق عزلة شمال القطاع عن جنوبه، وسط استمرار الحصار الخانق ومنع إدخال المساعدات الإنسانية منذ بدء شهر رمضان.
ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة أوضاعًا كارثية في ظل القصف الإسرائيلي العنيف، حيث توقفت المساعدات الإنسانية تمامًا، وانهارت الخدمات الطبية، ونفدت الإمدادات الأساسية من الغذاء والدواء، مما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وفي تعليقه على التطورات، قال عماد أبو عواد، المختص في الشأن الإسرائيلي، إن الحرب لن تتوقف قريبًا، ولا توجد أي رؤية أو ضمانات تؤدي إلى إنهائها بالكامل، مشيرًا إلى أن إسرائيل تستغل التصعيد لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.
وأضاف أبو عواد:"لا يمكن اعتبار ما يحدث مجرد جولة عسكرية، فالحصار جزء من الحرب، وعرقلة الإعمار جزء من الحرب، ومحاولات التهجير القسري جزء من الحرب، بل حتى العمليات الجراحية التي تخطط إسرائيل لتنفيذها في القطاع هي جزء من هذه المعركة المستمرة."
وأوضح أن الولايات المتحدة، التي كانت المحرك الأساسي لفرض التهدئة السابقة، هي نفسها التي منحت إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف القتال، متسائلًا إن كان هذا التحول يعكس تغييرًا في الاستراتيجية الأمريكية أم مجرد أداة ضغط لتحقيق أهدافها في المنطقة.
وحذّر أبو عواد من أن إسرائيل لا تكتفي بتوسيع عملياتها في غزة، بل تواصل تصعيدها في الضفة الغربية وسوريا ولبنان، مما يزيد من احتمالية تحوّل المواجهة إلى حرب إقليمية شاملة، في ظل تصاعد الغضب الشعبي والتوترات الإقليمية.
واختتم حديثه قائلًا:"حتى لو كانت إسرائيل تتفاوض تحت النار لاستعادة أسراها وتحقيق مكاسب داخلية، فإن الحرب لن تنتهي، بل ستأخذ أشكالًا مختلفة، وربما تتطور إلى مواجهة أكبر تشمل المنطقة بأكملها."