لحرف الأنظار عن الأزمة..

بعد التصعيد الدامي في غزة.. هل سيحقق نتنياهو أهدافه وسط أزماته؟

هل سيحقق نتنياهو أهدافه وسط أزماته؟

بعد أيام على عودة حرب الإبادة المتواصلة التي تشنها حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، الذي انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار، ظن من خلالها أنه سيحقق بها أهدافه التي لم يستطيع تحقيقها خلال 15 شهرًا من القصف والإبادة والدمار والتجويع.

وتعمد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تفجير الأوضاع في وقتٍ كان يشهد تصاعدًا للمظاهرات في مدينة "تل أبيب" ضده بسبب قراراته الأخيرة المتعلقة بإقالة قائد جهاز "الشاباك" رونين بار.

ويُشير مراقبون إلى أن هذه الخطوة كانت تهدف إلى تحريف الأنظار عن الأزمات الداخلية في الكيان الإسرائيلي وتوجيهها نحو تصعيد الوضع في غزة، وهو سيناريو سبق وأن تم تكراره في أوقات مشابهة.

وقد ارتقى ما يزيد على 506 فلسطينيًا بينهم 200 طفل، وأُصيب أكثر من 900 آخرين، إثر تواصل الغارات التي تشتها طائرات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء، مستهدفة منازل وخيامًا ومساجد ومراكز إيواء.

 

"هل سيحقق أهدافه؟"..

الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة، قال إن حرب الإبادة الجماعية التي استأنفها مجرم الحرب نتنياهو في غزة بدعم وغطاء أمريكي لن تحقق له أهدافه التي فشل في تحقيقها طيلة خمسة عشر شهرًا من القصف العنيف والقتل الجماعي الذي طال ستين ألفًا من الأبرياء في غزة غالبيتهم من النساء والأطفال.

وأضاف الزبدة، أن الرغبة الصهيونية المتطرفة برفض أية حلول سياسية؛ ومحاولة تهجير الشعب الفلسطيني؛ وإرغام المقاومة الفلسطينية على الاستسلام والاختفاء من المشهد السياسي هي أوهام ستتبدد في قادم الساعات والأيام.

وأشار إلى أن الألم الذي يتجرّعه الفلسطيني اليوم بفعل الإجرام الصهيوني لن يلبث أن يصل مداه إلى "تل أبيب" ومدن وسط وشمال فلسطين المحتلة حال استمرت جرائم الاحتلال وعنجهيّته.

ولفت المحلل السياسي، إلى أن ألاعيب نتنياهو السياسية ومحاولاته قتل أسراه في غزة؛ والتهرّب من استحقاقات الحرب أو دفع أية أثمان للفلسطيني ستُدخله في أتون حرب استنزاف متواصلة وطويلة لن يجد الاحتلال بُدّا من إنهائها ولو بعد حين؛ ولكنه حينذاك سيكون جيشه قد غرق في مستنقع غزة التي باتت اسبرطة عصرها فهي تأبى الخنوع ومقاتلوها يرفضون إلقاء السلاح أو الاستسلام.

 

"أزمة تهدد استقراره"..

ومن جانبه، قال الكاتب والصحفي الفلسطيني أحمد الكومي إن مؤسسة الجيش والأمن في الكيان الإسرائيلي تواجه واحدة من أصعب فتراتها على الإطلاق، حيث تتصاعد الأزمة الداخلية التي تهدد فعالية عملها واستقرارها.

وأضاف الكومي، أن "عدم الثقة" بين المؤسسة العسكرية ورئيس حكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما أدى إلى سلسلة من الإقالات على أعلى المستويات، شملت وزير الحرب، ورئيس الأركان، ورئيس جهاز الشاباك، بالإضافة إلى قيادة المناطق العسكرية المركزية.

وأشار الكومي لتقارير إعلامية غربية وإسرائيلية، أن هذه الأزمة قد تصل إلى رئيس جهاز الموساد الذي قد يكون الضحية المقبلة في إطار الهيكلة العسكرية الحالية.

ولفت إلى أن من أبرز التطورات التي تسلط الضوء على الأزمة الحالية، ارتفاع معدلات تهرب جنود الاحتياط من الخدمة، وهو ما يُعتبر مؤشرًا خطيرًا على تآكل الثقة داخل المؤسسة العسكرية. كما تم تسريح ضابط مخابرات وطيار من الجيش بعد إعلانهم عن عدم رغبتهم في المشاركة في حرب لا تخدم مصلحة الشعب الإسرائيلي.

وبين أن "مؤسسة الجيش الإسرائيلي لطالما كانت تُعتبر آخر قلاع الكيان وحامي الحصانة الوطنية، وقد تم تحييدها عن الخلافات الداخلية في البلاد. إلا أن الأزمة الحالية أظهرت تحولات جذرية، حيث بدأت الشكوك في تدبير المؤسسة العسكرية تظهر بوضوح، مما يزيد من تعقيد الوضع الداخلي الإسرائيلي".

وفيما يتعلق بالتصعيد العسكري في غزة، يشير الكومي إلى أن "العودة إلى الحرب هناك تعتبر قرارًا محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لإسرائيل. هذا القرار لم يعد محكومًا بالتهديدات الأمنية فقط، بل أصبح قرارًا سياسيًا في ظل فشل أهداف الحرب السابقة بعد مرور 15 شهرًا. على الرغم من تعيين وزير حرب جديد، ورئيس أركان جديد، وقائد منطقة جنوبية جديد، ورئيس استخبارات عسكرية جديد، فإن هذه التغييرات قد تفضي إلى أنماط مختلفة في الخطط العملياتية التي ستكون أقل تأثرًا بهجمات 7 أكتوبر وبغياب الشعور بالمسؤولية لدى القادة الجدد".

ومع تأزم الوضع الداخلي، يبدو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيعمل وفق متطلبات الحاجة السياسية أكثر من أي وقت مضى، في وقت أصبحت فيه العلاقة بين المستوى السياسي والعسكري خالية من الاستقرار والشراكة الحقيقية، مما يثير تساؤلات حول قدرة المؤسسة العسكرية على التعامل مع التحديات المقبلة في ظل هذه الظروف الدقيقة، وفقًا للصحفي الكومي.

 

"لحرف الأنظار"..

ومن جانبه، أكد الباحث الفلسطيني علي أبو رزق، أنه في كل مرة يشعر الإسرائيلي أنه على مقربة من الدخول في أزمة سياسية داخلية، يقوم بتفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وقال أبو رزق، أن في قطاع غزة على وجه الخصوص، كانت "تل أبيب" على شفا الدخول في مظاهرات ضخمة ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإقالته رئيس جهاز "الشاباك" فقام بتصدير الأزمة إلى غزة، لحرف الأنظار، وهذا سيناريو سابق ومتكرر

وأضاف أنه "بعد انتهاء المرحلة الأولى، وجد الاحتلال نفسه أنه أمام استحقاق الدخول في المرحلة الثانية، وهذه المرحلة تعني صفقة أسرى مقابل أسرى وإعادة إعمار، وليست أسرى مقابل أسرى فقط، فحاول التملص منها للعودة إلى سيناريو أسرى مقابل أسرى ومن ثم الاستفراد بقطاع غزة".

وتابع أبو رزق: "منذ اللحظة الأولى لمنع دخول الكرفانات والآلات الثقيلة، كشف الاحتلال عن نيته المبيّتة أنه ماض في مخطط جعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة ومن ثم التهجير، وأنه لا يريد الذهاب نحو وقف كامل لإطلاق النار، بل استعادة أسراه ومن ثم مواصلة الحرب فالتهجير، وسيناريو هذه الليلة كنا سنعيشه وبشكل أقسى عند تسليم آخر أسير إسرائيلي".

وشدد الباحث على أن "ما جرى ليس بعيدا عن تواطؤ عربي فاضح، بكل أسف، وهناك تقارير أن جهات عربية رسمية ذهبت للأمريكي لإفشال الخطة المصرية التي تم الإجماع عليها في قمة القاهرة، بحجة أن هذه الخطة تُبقي للمقاومة ولو هامش صغير في قطاع غزة".

وأشار إلى أن "هذا المستوى من الفظاعة والإجرام في شهر رمضان المبارك، يعني إهانة شخصية لكل مسلم من هذه الأمة، ولا يعني أن إسرائيل قد أمنت العقوبة فقط، بل أنها تريد ممارسة الإخضاع السياسي والابتزاز السياسي والغطرسة السياسية والاستعباد السياسي للمنطقة ككل".

نوه إلى أن "إسرائيل تريد أن تعلن نفسها سيدة ومقررة على الإقليم، وهذا لا يمكن إفشاله إلا بغضب حقيقي وفعال ومتواصل، وأن لا تتركوا غزة، وحدها، لتدفع فاتورة حرب إقليمية من جديد".

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة