ذهول إسرائيلي..

بعد عام ونصف من الإبادة.. غزة قادرة على دك "تل أبيب" بالصواريخ

غزة قادرة على دك "تل أبيب" بالصواريخ

منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى المستمرة منذ 17 شهرًا، تواصل كتائب القسام قصف مدينة "تل أبيب" بالصواريخ في كل حين، في رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي الذي يشن عدوانه وحرب الإبادة الجماعية ضد أهالي قطاع غزة، أنها قادرة على قصف المدينة الاقتصادية الكبرى وقت ما يناسبها.

ولأول مرة بعد استئناف الاحتلال لحرب الإبادة الجماعية، كتائب القسام، أعلنت عن قصف مدينة "تل أبيب" برشقة صاروخية من طراز (مقادمة M90)، وذلك ردًا على ما وصفته بـ"المجازر الصهيونية" التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة.

وتسببت الصواريخ المطلقة من قطاع غزة في إرباك حركة الطيران، حيث أشارت القناة 12 العبرية إلى تعطل حركة الإقلاع والهبوط في مطار اللد "بن غوريون"، ما أجبر طائرات مدنية عدة على التحليق في الأجواء بانتظار الإذن بالهبوط.

كما ذكرت أن شظايا صواريخ الاعتراض سقطت في مناطق متفرقة من مدينة "ريشون لتسيون" جنوب "تل أبيب"، وسط استنفار أمني واسع لشرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي في مواقع سقوط الصواريخ.

ووفق محللون، فإن قصف القسام لمدينة "تل أبيب" بعد 17 شهرًا على الحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال على القطاع، يمثل ضربة قوية تزامنا مع الحديث الإسرائيلي عن القضاء على المقاومة الفلسطينية ومقدراتها في قطاع غزة.

 

"ردود الفعل الإسرائيلية"

سادت حالة من الغضب والتحريض والذهول في الكيان الإسرائيلي، بعد تمكن كتائب القسام من إطلاق رشقة صاروخية تجاه مدينة "ريشون لتسيون" جنوب "تل أبيب"، بعد حجم الكثافة النارية التي أطلقها جيش الاحتلال خلال عام ونصف تجاه قطاع غزة.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن المستوطنين الإسرائيليين يعيشون أجواء الحرب من جديد، بعد أن دوت صافرات الإنذار في "تل أبيب"، وعطلت عشرات الرحلات الجوية في مطار اللد "بن غوريون"، ما جعلهم يعيشون بإرباك شديد بعد شهرين من الهدوء.

وأشارت إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعاد الحرب على قطاع غزة ليجبر حركة حماس لإجراء مفاوضات تحت النار، ولكن المستوطنون تحت النار الآن.

ومن جانبه، قال موقع "حدشوت بزمان" العبري، إن "أي أحد يقول لكم على القنوات الإخبارية أن حماس تم حلها فهو يعيش في فيلم. وفي الأشهر الأخيرة، استأنفت حماس إنتاج الصواريخ، والأسوأ من ذلك، باستخدام متفجرات معدلة من قنابل سلاح الجو".

وأضاف الموقع العبري، أن حركة حماس تظهر قدراتها على الإطلاق ولا تزيد من مستوى الهجمات حتى الآن، مؤكدا على أن "حماس مستعدة لعملية الجيش الإسرائيلي في غزة وتستعد وفقًا لذلك. لا تصدقوا التقارير التي تقول إن حماس ردعت وضعفت".

كما أفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلية بإصابة 13 مستوطنًا أثناء توجههم إلى الملاجئ، وعانى ثلاثة مستوطنين من نوبات هلع، فيما قُطعت أصابع مستوطن بعدما أغلق على يده باب الملجأ أثناء انطلاق صفارات الإنذار في "تل أبيب" بعد إطلاق الصواريخ من غزة.

 

"ضغط سياسي"

ومن جهته، قال الخبير العسكري، العميد إلياس حنا، إن الهجوم الصاروخي الذي خرج من قطاع غزة باتجاه "تل أبيب"، يعني أن المقاومة جاهزة للتعامل مع عودة الاحتلال للقتال، مشيرا إلى أنها تحاول أيضا إعادة بنيامين نتنياهو إلى المفاوضات بالقوة.

وأضاف أن ما تقوم به "إسرائيل" من قصف مكثف وحشد لقوات برية وعودة لمحور نتساريم يمثل اختبارا لما أصبحت عليه المقاومة بعد اتفاق وقف إطلاق النار.

ووفقا لحنا، فإن استهداف "تل أبيب" بعد كل الشهور الطويلة من عدم استهدافها يحمل رسالة من المقاومة إلى "إسرائيل" بأن عليها إعادة حساباتها جيدا، وهي تتحرك نحو توسيع القتال.

ويرى حنا، أن الاحتلال يحاول فرض أمر واقع معين بالصدمة واعتماد طريقة جديدة للعمل على الأرض، وقال، إن ترك هذا الأمر فترة طويلة يعني أن المقاومة غير قادرة على التعامل.

وتوقع أن تشهد غزة عمليات مختلفة عما كانت عليه في الفترة الماضية إذا قررت "إسرائيل" بدء اجتياح بري، مشيرا إلى أن قصف جماعة أنصار الله (الحوثيون) تل أبيب أيضا يعكس أن كل الأطراف لديها خططها.

ووفقا للخبير العسكري، فإن قصف تل أبيب لا يمثل ضغطا عسكريا بقدر ما هو ضغط سياسي على نتنياهو، وهو أيضا دليل على أن المقاومة تواصل الربح من خلال عدم الخسارة.

كما أن إطلاق هذه الصواريخ على تل أبيب بعد كل هذه الحرب يعني -في رأي حنا- أن المقاومة تمتلك ما يكفي من هذه الصواريخ النوعية، وأن نتنياهو لم يتمكن من القضاء عليها.

 

"تقاتل بلحمها وعظمها"..

وتعليقًا على الرشقة الصاروخية من غزة تجاه مدينة "تل أبيب"، كتب الناشط والصحفي الفلسطيني خير الدين الجابري على صفحته بمنصة (X)، قائلاً: "غزة تقاتل بلحمها وعظمها بعدما خذلها الجميع بعد أكثر من عام ونصف، غزة كبيرة على هذه الأمة أقسم بالله".

المدون الفلسطيني بلال نزار ريان، قال إن الرشقة الصاروخية الكثيفة التي انطلقت اتجاه مدينة "تل أبيب" بعد أكثر من 529 يومًا، تؤكد أن كتائب القسام تعيد رسم المعادلة في الميدان، وترد على المجازر برشقة صاروخية تصيب عمق الكيان المجرم.

ومن جانبه، قال الناشط الفلسطيني، أدهم أبو سلمية بمنشور على صفحته بمنصة (X)، إن المقاومة بغزة تقصف تل أبيب عاصمة كيان الإرهاب رداً على المجازر الصهيونية، مؤكدًا أن هذه الرشقة عنوانها بوضوح، لا تلتفتوا لكل تهديدات العدو وحربه النفسية وجرائمه النازية، فهو لا يملك إلا الإرهاب وقتل الأطفال والنساء، لكنه أجبن من أن يكسر المجاهدين، أو أن يضعف عزيمتهم.

عضو المجلس الوطني الفلسطيني، فايز أبو شمالة كتب أيضاَ على صفحته بمنصة (X)، قائلاً: "إلى تل أبيب، إلى تل أبيب، هكذا هلل الناس في خان يونس، وهم يرون صواريخ القسام تنطلق من خان يونس باتجاه الغرب!، ويقول الناس: ما يجيب الرطل إلا الرطل ونص، وما يسقط من السماء تتلقفه الأرض!".

المدون معاوية بدير نشر صورة لحركة الملاحة في مطار اللد "بن غوريون"، وقال: الرشقة الصاروخية من غزة تعطل حركة الملاحة الجوية في المطار، 8 رحلات على الأقل في حالة تحليق دائري فوق المطار وقبالة سواحل تل أبيب بالتزامن مع حالة الإنذار.

الفلسطينية فاطمة عبد الله، علقت على خبر الرشقات الصاروخية قائلةً: "للّه درّهم ما أكرمهم وأشرفهم وأعزّهم!، يغارون على دماءِ أبنائهم وأخوتهم وينتخون لهم فيقصفونَ تل أبيب!، وهم بعزّ الألم والخذلان ليذكّرونا دائماً بأن الأمل يولد من رحِم الألم!، ويتفطنون لواحدةٍ من مآسي أهلهم فيقيمون حملةً لإفطار نحو مليوني صائم في غزّة!، قد عزّ الرّجال بعدهم!".

فيما أعاد نشطاء نشر مقطع فيديو من خطاب سابق لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد يحيى السنوار، بعد أن قصفت مدينة "تل أبيب" مرتين خلال ساعات من اليمن وغزة.

.

 

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة