خاص - شهاب
اهتمت وسائل الإعلام العبرية، بشكل كبير بالتطورات السياسية التي شهدتها "إسرائيل" خلال الأيام الأخيرة، وتمثلت بانضمام حزب إسرائيل بيتنا إلى الائتلاف الحكومي وتعيين زعيمه أفغيدور ليبرمان وزيرا للجيش، بدلا من موشيه يعلون.
وتقول صحيفة هآرتس العبرية، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجد نفسه في حالة صراع من أجل البقاء، فلجأ لتوسيع الائتلاف الحكومي وكان الضحية خلال "أسبوع جنوني" من الاتصالات زعيم المعارضة يتسحاق هيرتسوغ، بعد الاتفاق مع أفغيدور ليبرمان.
ورأت الصحيفة، أن نتنياهو يصارع من أجل البقاء حتى وإن كان ذلك على حساب إسرائيل "التي يبدو أنها تتجه نحو الهاوية"، مضيفة أن نتنياهو ليس لديه ما يخسره فيرمي بالجميع إلى الجحيم.
وتشير الصحيفة، إلى أن نتنياهو اختار طريقة "وقحة بلا أخلاق"، من خلال بدء الحديث عن مؤتمر إقليمي للسلام بالتعاون مع هيرتسوغ، ثم الانتهاء بتعيين ليبرمان "بطريقة بلطجية"، معتبرة أن تجاهل يعلون الذي لا يمثل تهديدا سياسيا حقيقيا لنتنياهو، يعد رسالة لغيره من الوزراء تحمل تهديدا وتحديا لحكم الرجل الواحد "نتنياهو".
ووفقا للصحيفة، فإن نتنياهو كان يبحث عن رجل قوي يزرع الخوف بين الجنرالات، فاختار ليبرمان الذي لايملك أي مؤهلات حتى ليكون محللاً عسكريا وليس وزيراً للجيش، كما رأت أن نتنياهو سعى من خلال هذا التعيين للتقليل من تأثير الجيش وجنرالاته على عمل الحكومة، وجعلهم يعملون من أجل الحفاظ على بقائهم.
فيما تقول صحيفة معاريف العبرية، إنه يتعين على ليبرمان أن ينسى تصريحاته العدوانية وينتبه لما سيقوله كوزير للجيش، مشيرة إلى تصريحات سابقة له عام 2011 طالب خلالها بقصف "سد أسوان" بمصر، كما وجه رسالة إلى الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك والذي كان المصريون ينتفضون ضد حكمه قائلا: "اذهب إلى الجحيم".وحسب معاريف، فإنه على ليبرمان أن يعمل من أجل تعزيز العلاقات الدفاعية الوطيدة مع مصر، والعمل ضد حماس في غزة وداعش في سيناء بالتنسيق الأمني المتبادل مع مصر.
وكتب المحلل العسكري رون بن يشاي في يديعوت قائلا، إن نتنياهو يغامر بمستقبل الأمن القومي الإسرائيلي ويهدده بتعيين ليبرمان الذي لا يتمتع بخبرة عسكرية كما كان يتمتع بها يعلون، مؤكدا أن هناك أضرارا مباشرة وغير مباشرة لهذا التعيين، وأنه لا يمكن التنبؤ بالقرارات التي سيتخذها ليبرمان والتي ستقرر مصير كل إسرائيلي في أي لحظة، خاصة أن وزارة الجيش بحاجة لاتخاذ قرارات فورية وسريعة في بعض القضايا الحساسة، حسب قوله.
ووصف بن يشاي استبدال يعلون بليبرمان بأنه "تصرف غير أخلاقي"، معتبرا ذلك رسالة للمسؤولين الأمنيين والعسكريين وكذلك السياسيين بأن من يحاول أن يملي عليه قراراته فإنه سيتم إقالته على الفور.
وتوقع أن لا توافق الولايات المتحدة على تعيين ليبرمان وزيرا للجيش، مشيرا إلى أن تصريحات ليبرمان عندما كان وزيرا كانت ستتسبب بأزمة دبلوماسية لإسرائيل مع عدد من الدول منها مصر، وقال: "من السيء جدا أن يفضل رئيس الوزراء الحسابات السياسية على أمن وثقة المواطنين".
كما تناولت يديعوت أحرونوت في تقرير آخر لها رفض نشطاء في الليكود لتعيين ليبرمان، والتخلي عن يعلون الذي قالوا إنه "كان كل شيء بالنسبة لنتنياهو"، معتبرين أن ما جرى معه "محزن، وغير عادل، ولا يتناسب مع تاريخه"، ومتسائلين "لماذا إذلال يعلون؟ هل نسيت ما فعله من أجلك؟".
فيما أشارت القناة العبرية العاشرة أمس إلى الحالة العدائية القديمة بين ليبرمان ونتنياهو، ومن ثم عودة العلاقات وتفرقهما مجددا وعودتها أمس، معتبرة أن ما يجري "تصرف غريب لا يكاد يفهم"، خاصة من ليبرمان الذي حاول أن يلعب بشكل مسرحي دور أنه في صفوف المعارضة، ومع أول عرض زواج قبل به، حسب تعبيرها.
من جانبها ركزت القناة الثانية على الاتصالات السرية التي كانت تجري، والتي أدت للإطاحة بيعلون ووصول ليبرمان لأحد أهم الحقائب الوزارية التي كان يحاول منذ زمن طويل أن يتولاها.