نشرت وسائل اعلام محلية، اليوم الاثنين، وصية منفذ عملية القدس فادي أبو شخيدم، حيث أكد فيها على أن الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك يستوجب بذل الدماء لأجله.
وافتتح الشهيد أبو شخيدم وصيته، في عبارة " أكتب حروفي هذه وأنا بأعلى درجات السعادة استعدادا للتويج سنوات من العمل الدؤوب المتواصل للقاء الله تعالى"، مشددًا على أنه لا حياة بعزة وكرامة لنا والمسجد الأقصى حاله يسوء يومًا بعد آخر، مؤكدًا أن الأقصى "ينتظر منا الكثير، فأعيدوا الرباط والبوصلة نحوه".
وأضاف: "منذ أن عرفت قدماي المسجد وأُشربت القرآن والسنة، وأنا أحلم بقرب لقاء الله شهيداً بإذن الله مقبلاً غير مدبر، وما كانت سنوات عمري السابقة إلا استعداداً إيمانياً وعسكرياً لهذه اللحظة الشريفة المباركة".
وفي رسالة لعائلته، قال: "والله إن الحياة في ظلكم شرف ورفعة، لكن ما عند الله أشرف وأرفع وأعلى، وكم كنتم لي عوناً وسنداً في حياتي، فكان حقاً على أن أجازيكم بخير منه، ذلك أنه بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشهيد يشفع لأهله وأسأل الله أن أكون شفيعاً لكم ولوالدي رحمه الله".
وتابع: "فاصبروا واحتسبوا واثبتوا، واعلموا أني اخترت هذه الطريق مرضاة لله وفوزاً بجنة الله تعالى، فالحياة قصيرة وقد أفلح من جعلها لله واستطاع أن يضحى بنفسه".
كما أوصى عائلته "بالثبات على دين الله حتى تلقوا الله، فدينكم لحمكم ودمكم، وأقصاكم عزكم وفخركم".
كما وخاطب في الوصية من أسماهم "رفاق الدعوة والعمل الإسلامي": "إن كلماتنا ودعوتنا المباركة التي نعمل فيها منذ نعومة أظفارنا، تستوجب علينا التضحية والفداء، فلا تبقى كلماتنا ميتة دون روح".
وأكد: "فلا بد للكلمة من شاهد على صدقها، وهو العمل، وخير تغيير التغيير بالتضحية وموافقة القول الفعل، وبعد هذه السنوات من العمل وطلب العلم وتعليم الناس أقول لا بد وأن نقود المركب بدمائنا وأن نكون القدوة العملية في باب الجهاد".
ولطلابه وطالباته الذين درسهم في مدارس القدس لسنوات، قال: "ما يتجاوز العشرون عاماً مرت وأنا أعلم وأدرس في المساجد والمدارس ودار الفقه ودار الحديث وغيرها من محاضن التربية والتعليم، وكنت في كل لقاء أحزن لأن غيري سبقني إلى غيري سبقني إلى الجنة مقبلاً غير مدبر".
وأردف: "وكنت أحدثكم بقصص هؤلاء من لدن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أسود الإسلام في عصرنا، ووالله ما فارقت الدمعة عيني عند الحديث عنهم، لكني كنت أعد واستعد للحاق بهم والسير في ركبهم، واليوم أحبتي أغادركم للحاق بهم".
وفي ختام الوصية قال: "أختم وصيتي بطلب الدعاء بالقبول والمغفرة والرحمة، ورفع الدرجات… أسأل الله أن يتقبلني ويتقبل مني جهدي وجهادي إنه ولي ذلك والقادر عليه".
واشتبك الفدائي البطل فادي أبو شخيدم، صباح أمس، مع قوات الاحتلال عند باب السلسلة بالبلدة القديمة، وقتل جنديًا إسرائيليا وأصاب ثلاثة بعملية إطلاق النار، أحد الجرحى حالته خطرة.
ويعتبر أبو شخيدم من روّاد وشيوخ المسجد الأقصى المبارك وأحد أعلام المرابطين في ساحاته. كما عمل خطيبًا لعدد من المساجد في مدينة القدس، إضافة لكونه أحد وجهاء وأعلام وقادة حركة حماس في مخيم شعفاط.
والشهيد أبو شخيدم (42 عامًا) هو أسير محرر سابق من سجون الاحتلال، حاصل على ماجستير في الشريعة الإسلامية، يعمل مربيًا ومدرسًا للتربية الإسلامية في مدرسة الراشيدية بالقدس.