تقرير "قمة إسرائيلية عربية بالقدس!".. مقاولو التطبيع في سباق عجيب!

خاص - شهاب

تُصر بعض الدول العربية على توجيه الضربة تلو الأخرى في ظهر الشعب الفلسطيني، لا سيما عقب توقيعها اتفاقيات تطبيع مع كيان الاحتلال "الإسرائيلي" من خلال التعاون الأمني والتجاري وتبادل الاجتماعات واللقاءات والزيارات سرًا وعلانيةً.

ورغم أن "مبادرة السلام العربية" لا تلبي سوى أدنى طموحات الفلسطينيين، إلا أن الإمارات والبحرين والمغرب والسودان خالفتها وطبعّت علاقاتها مع الاحتلال قبل "تسوية جميع القضايا الفلسطينية (والسورية واللبنانية) العالقة مع إسرائيل". كما تنص المبادرة.

ولم تكتف "دول التطبيع" بذلك، بل تحاول "شرعنة" وجود الاحتلال في المنطقة وجعله "حليفا" لها بداعي مواجهة "التهديد الإيراني"، الأمر الذي استغله الكيان "الإسرائيلي" لتحقيق مكاسب استراتيجية في وقت تستمر جرائمه اليومية بحق الفلسطينيين.

طعنات وقمة "تاريخية"!

وفي إطار ذلك، أعلنت وزارة خارجية الاحتلال "الإسرائيلي" أنها ستستضيف في القدس المحتلة، لقاء "تاريخيًّا" يومي الأحد والاثنين يجمع بين وزراء خارجية الولايات المتحدة و3 دول عربية، وفي الوقت ذاته كشفت عن توقيع مذكرة عسكرية مع المغرب.

وقالت خارجية الاحتلال في بيان "بناء على دعوة من وزير الخارجية يائير لبيد ستعقد قمة دبلوماسية تاريخية يومي الأحد والاثنين المقبلين في إسرائيل".

والدول العربية التي ستشارك في اللقاء هي المغرب والإمارات والبحرين. فيما كشف موقع "واللا" العبري أن وزير الخارجية المصري سامح شكري سينضم إلى "القمة"، كما تجري اتصالات مع الأردن للمشاركة.

وطبّعت الإمارات والبحرين علاقاتهما مع الاحتلال في سبتمبر/أيلول 2020 بموجب اتفاق بوساطة أميركية، عُرف باسم "اتفاق أبراهام". وفي نهاية العام ذاته أعلن المغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية مع "الكيان" بعد توقفها في عام 2002.

وتأتي هذه "القمة" بعد أيام من اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان ورئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت، في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر لإجراء محادثات بشأن "التأثير الاقتصادي للحرب الروسية على أوكرانيا والنفوذ الإيراني".

التطبيع خيانة

الصحفية نجوان سمري مراسلة قناة الجزيرة بالقدس، أعربت عن أسفها إزاء هذه "القمة" التي يعقدها الاحتلال "الإسرائيلي" في العاصمة الفلسطينية المحتلة القدس.

وكتبت سمري في تغريده عبر حسابها بموقع تويتر : "الأحد، قمة أمريكية إسرائيلية مغربية إماراتية بحرينية على مستوى وزراء الخارجية. أين؟.. في القدس.. نعم في القدس".

وعلّقت صفحة "قلم مريم" عبر تويتر، وكتبت : طعنة أخرى في ظهر الفلسطينيين من قبل "الإخوة العرب".

وأضافت  "يشارك وزراء خارجية البحرين والإمارات والمغرب يومي 27 و 28 مارس في قمة تعقد في إسرائيل ، بلد الفصل العنصري ، مع بلينكن ولبيد. خيانة وخزي إضافيين #التطبيع_خيانة".

بدوره، وصف الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبو هلالة "القمة المرتقبة" بأنها "جريمة".

وقال أبو هلالة  إن "المحقق الدولي يتهم إسرائيل بالفصل العنصري و 3 دول "عربية " تجتمع في القدس المحتلة . المحقق الدولي أجنبي وهذه الدول عربية ؟".

وأضاف : "الصهيونية تتراجع عالميا وتتقدم في المساحة الرسمية العربية"، متابعا : "اللقاء جريمة بحق القدس وفي وجه رمضان ! لا احترام لقدسية الزمان ولا المكان".

فيما سخر أحد المغردين عبر تويتر من الحال الذي وصلت إليه "دول التطبيع" العربية، وكتب : "إسرائيل صارت تستضيف قمه !؟ كان تقول الكيان المحتل. على العموم السبب الفلسطيني هو اللي (الذي) باع ارضه لهم".

كما سخر ناشط عربي بقوله : "أتوقع إسرائيل رضخت للمبادرة العربية (حل الدولتين) التي قدمها الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد قمة بيروت. انسحاب العدو الصهيوني إلى حدود 1967 واقامة دول فلسطينيه عاصمتها القدس الشرقية. الأحداث الأخيره في أوروبا أرعبت إسرائيل وليس أمامها أي مفر للبقاء سوى هذه الطريق".

وعقّب الباحث د . محمد الفيلالي على هذه القمة وتوقيع مذكرة عسكرية بين الاحتلال والمغرب، قائلا : "يستمر التطبيع والتضبيع".

 

انتفاضة شاملة

وفي تعقيبه على "القمة" المرتقبة، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة : "مقاولو التطبيع في سباق عجيب؛ كأنما يعانقون حبيبا غائبا، والحبيب الطامع في تصفية القضية يحتفل".

وأضاف الزعاترة : " وحدها انتفاضة شاملة (يطاردها عباس) ستواجه ذلك". في إشارة إلى جهود السلطة وبعض الدول العربية لمنع التصعيد المحتمل في القدس خلال شهر رمضان المبارك، حال واصل الاحتلال جرائمه بحق المقدسات.

أما المختص في الشأن "الإسرائيلي" سعيد بشارات، فقد علّق على اللقاء بالقول : "حلف عربي تقوده إسرائيل"، مشيرًا إلى أن كل طرف سياسي في إسرائيل يحاول أن يبرز تأثيره في الساحة الإقليمية والدولية؛ لإرضاء ناخبيه. 

وأوضح أن "بينت أعلن عن نفسه وسيطاً بين القوى وروسيا، وعقد قمة في شرم الشيخ قبل يومين ضمت السيسي وبن زايد. جانتس يتسابق على الهامش ويحاول التخريب على بينت، فقبل كل زيارة يقوم بها لدولة يسبقه بأيام اليها، مما يشير إلى أزمة بين الإثنين. لبيد يحاول االابتعاد عن مسار بينت ويقوم بزيارات دبلوماسية أخرى لكنها بارزة ويتم تسليط الضوء عليها". 

وبحسب بشارات، تأتي هذه القمم والزيارات في ظل خشية من تصعيد شديد على الساحة الفلسطينية، حيث رفعت دولة الاحتلال من إجراءاتها الامنية قبل قدوم رمضان وتقوم بتسهيلات إلى جانب اعتقالات استباقية.

في حين اتفقت ناشطة أخرى، أن "القمة" التي يستضيفها الاحتلال بمشاركة دول عربية هدفها "حماية أمن إسرائيل".

 

ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، لا يزال كابوس معركة "سيف القدس" الذي أوجع الاحتلال العام الماضي، يلاحق الاحتلال وقادته ويجرون لقاءات على نطاق واسع وتحركات مكوكية في محاولة لمنع تفجر الأوضاع خلال الشهر الفضيل هذا العام.

اقرأ/ي أيضا.. مع اقتراب "رمضان".. كابوس "سيف القدس" يلاحق قادة الاحتلال

وبهذا الصدد، كتب الكاتب والمحلل السياسي الأردني ياسر الزعاترة : "هستيريا في المنطقة هدفها منع انفجار الساحة الفلسطينية خلال رمضان". 

وأضاف : "الكل يعلم أن انفجارا كهذا سيؤثر على مجمل الوضع العربي والإقليمي. سيهدد "اتفاقات أبراهام"، ومعها مشروع تصفية القضية عبر "سلام اقتصادي"، وقد يفجّر الوضع الشعبي العربي أيضا"، مشيرا إلى أن رئيس السلطة محمود عباس "حاضر بقوة كجزء من جهود منع الانفجار".

 

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة