حصلت وكالة "شهاب" للأنباء على معلومات حصرية مسربة من داخل سجون الاحتلال تكشف فظاعة الجريمة التي ارتكبتها قوات القمع الإسرائيلية، بحق الأسيرات، بدءًا من يوم الثلاثاء الماضي 14 ديسمبر 2021.
وبحسب المعلومات، فقد بدأت الجريمة الأخيرة عند الساعة التاسعة مساء يوم الثلاثاء 14 ديسمبر، حينما جاء ضابط العدد "الإسرائيلي" عند الأسيرة مرح جودة بكير (22 عاماً) ممثلة الأسيرات في سجن "الدامون"، وطلب منها أن يتم تفريغ الغرفة رقم "11" بالكامل بحجة أسباب أمنية.
وانتقلت الأسيرة مرح من غرفتها إلى الغرفة "11" كي تخبر الأسيرات بما تريده إدارة سجون الاحتلال، الأمر الذي قابلوه بالرفض، خاصة في ظل الطقس السيء وتأخر الوقت، فيما طلبن أن يتم التفاوض معهن في الصباح، لكن إدارة السجون رفضت. وفقا للمعلومات المسربة.
ثم جاء ضابط مخابرات الاحتلال، وتحدث مع مرح (ممثلة الأسيرات في الدامون) وأخذ يهددهن ويتوعدهن بأنه سيخرج الأسيرات من الغرف، قبل أن يمنحهن مهلة 40 دقيقة للتفكير فيها.
وعند الساعة 12.30 منتصف الليل، قطعت إدارة سجون الاحتلال الكهرباء عن كامل القسم وجلبت قوات القمع بأعداد كبيرة لاقتحام غرفة 11 الموجود فيها أربع أسيرات وهن (ميسون موسى الجبالي، نورهان خضر عواد، شروق البدن، ملك سلمان).
وحيال ذلك، طلبت الأسيرة مرح بكير أن تخرج الأسيرات بطوعهن دون أن يتم سحبهن بالقوة، لكن إدارة سجون الاحتلال رفضت ذلك وقامت بالاعتداء عليهن بالسحب والجر وتفريقهن إلى غرفة متفرقة، في المقابل قامت الأسيرات بالغرف الأخرى بطرق الأبواب كخطوة احتجاجية على الاعتداء على الأسيرات.
وأضافت المعلومات أنه "عندما قاموا (قوات القمع) بالتجهيز لرش الغاز توقفت الأسيرات مراعاة للحالات الصحية لعدد من الأسيرات".
وفي اليوم الثاني، في الساعة الثانية والنصف، اقتحمت قوات القمع بأعداد كبيرة القسم وتم قطع التيار الكهربائي بحجة إجراء تفتيش للغرف، فقاموا بسحب الأدوات الكهربائية والكمكم والبلاطة والتلفزيون والراديو وبعدها قاموا بعزل الممثلة (مرح) ومساعدتها وثلاث أسيرات "منى قعدان، ياسمين جابر، ربى عاصي".
وبعد ذلك، قامت إدارة سجون الاحتلال بإجراء تنقلات في الغرف كافة والاعتداء على الأسيرات بالضرب والجر والسحب.
وتكشف المعلومات أيضا، أنه تم إلغاء التنقلات والاعتداء على الأسيرات بالسحب جميعا، فيما تعرضت بعض الأسيرات لشد الشعر وإزالة غطاء الرأس مما أدى إلى ظهور الكدمات في الجسم والإصابات الطفيفة.
وبحسب المعلومات، فقد تعرضت الأسيرة إيمان فطافطة للضرب المبرح حتى فقدت الوعي، وتم نقلها إلى الغرفة المراد نقلها إليها من قبل إدارة السجون رغم فقدانها الوعي.
وتصف المعلومات الواردة إلينا الضرب الذي تعرضت له الأسيرات بأنه "وحشي"، وكان مركزا من قبل قوات القمع على الرقبة والشد بعنف من الرقبة لوضع الكلبشات، فيما تعاني جميع الأسيرات من أثاره وعلاماته.
وعلى إثر ذلك، قامت الأسيرات بالطرق على الأبواب كخطوة احتجاجية على الاعتداء عليهن والنقل التعسفي، وبعد انسحاب قوات القمع قامت إدارة السجون بإرجاع أسيرتين إلى القسم وهن (ياسمين جابر، ربى عاصي).
وأشارت المعلومات الواردة من داخل السجون، أنه لا يوجد معلومات حتى هذه اللحظة عن الأسيرات (مرح بكير، وشروق البدن، ومنى قعدان).
وأفادت المعلومات بأن الأسيرات قمنّ بإرجاع وجبتين متتاليتين وأبقيت الثالثة لمعرفة أي معلومات عن الأسيرات اللاتي ما زلنّ في العزل.
وكشفت أن الأسيرات المعزولات يخضّن إضرابا عن الطعام منذ اللحظة الأولى لعزلهن، وأنه تم محاكمة جميع الأسيرات محاكمة غيابية وصدرت عقوبات على جميع القسم (غرفة 11+ الأسيرة مرح بكير)، وهي (منع شهر كنتينا، ومنع شهر زيارات لكل الأسيرات، ومنع شهرين كنتينا، و400 شيكل غرامة لخمسة أسيرات".
واستنادا إلى ذلك، أضافت المعلومات أنه تم إغلاق القسم بالكامل حتى إشعار آخر ومنع الأسيرات من الاستحمام لمدة ثلاثة أيام وفي اليوم الثالث تم السماح لهن بالاستحمام، وقامت مخابرات الاحتلال وإدارة السجون بإبلاغهن أنه سيتم تحويل قسم الأسيرات من قسم أمني إلى قسم مدني ليكون فيه التعامل مع السجانين والأسيرات بشكل مباشر وعدم حصولهن على أي معلومة عن الأسيرات المعزولات من اليوم الثاني.
وعلى أثر ذلك، أكدت المعلومات أن الأسيرات قمّن بإرجاع وجبة الغداء؛ كخطوة احتجاجية وطرق الأبواب للمطالبة بالأسيرات المعزولات واحتجاجا على الاعتداء الهمجي الذي قامت به إدارة السجن.
وفي صباح اليوم الرابع، فوجأت الأسيرات أثناء الجولة التفقدية المعتادة بين الغرف بأنه يوجد مساعد ضابط الأمن يتفقد مع السجانة أبواب الغرف دون مراعاة خصوصية الأسيرات، إذ تؤكد الأسيرات أن "هذا يشكل انتهاكا صارخا لحرمتهن وخصوصيتهن"، وعلى إثر ذلك قمّن بإرجاع وجبة الغداء كخطوة احتجاجية.
وهددت مخابرات الاحتلال، الأسيرتين ربى عاصي وياسمين جابر بالعزل الانفرادي، وأبلغت الأسيرات بأن عودتهن للقسم ستكون قبل يوم الأحد.
وكشفت المعلومات أن قوات الاحتلال رفضت إعطاء ربى وياسمين الدواء أثناء توزيعه، قبل أن يتم انتزاعه وحل هذه المشكلة. وفي اليوم التالي لم يتم فتح أي باب لهن حتى مرافقتهم على الفحص الأمني، فقامت الأسيرات بعدم الخروج من الغرف إلى بعد مرافقة أي أسيرة لهم.
وتحدث ضابط مخابرات الاحتلال الذي يدعى "ليئور" أن "قرار عزل الأسيرات في يده وأنه لم يعطِ تاريخ لانتهاء العزل".
وتفيد المعلومات الخاصة الواردة لنا من داخل السجون، أن مخابرات الاحتلال تخطط ألا يكون هناك أي ممثلة أو مساعدة في قسم الأسيرات حتى بعد خروج الأسيرتين مرح وشروق من العزل، وكذلك التعامل مع الأسيرات بطريقة أخرى.
ووجهت مخابرات الاحتلال، وفقا للمعلومات، خلال جلسات الحوار مع الأسيرتين ربى وياسمين، برش الغاز وأنه يمنع مرافقة أي أسيرة للأخرى إلى العيادة أو المستشفى وغيره.
وبناء على ما سبق، كشفت المعلومات أن الأسيرات يعتزمن تنفيذ خطوات احتجاجية، من بينها الإضراب عن الطعام، موضحة أن هناك نحو خمسة أسيرات يعتزمن الدخول فيه ومنهن (شاتيلا أبو عيادة، ميسون الجبالي، نوهان عواد).