غزة - عبد الحميد رزق
عاد الزميل الصحفي عامر أبو عرفة إلى زنازين الاحتلال، بعد ما حاصرت فجر اليوم الثلاثاء، قوة عسكرية إسرائيلية منزله الكائن في مدينة الخليل، جنوب الضفة المحتلة، واقتادته مكبل اليدين والعينيين.
أبو عرفة "39عاما"، الأب لثلاثة أطفال، يعمل كمراسل صحفي منذ عام 2002، وخلال مسيرته المهنية اعتُقِلَ حوالي 14 مرة، كان آخرها عام 2019، بإجمالي مدة أسر وصلت لـ 6 سنوات.
وتواصل سلطات الاحتلال بهذه الممارسات، سياسة الإرهاب ضد الصحفيين الفلسطينيين، ومحاولة كتم صوت الحقيقة، وخمد الأصوات الفاضحة لانتهاكاته بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
ظروف الاعتقال
صفاء الحروب، زوجة الأسير الصحفي أبو عرفة، أوضحت في حديث خاص لوكالة شهاب للأنباء، ظروف اعتقال زوجها فجر اليوم.
وقالت الحروب: "قرابة الـ30 جنديا داهموا المنزل، وحاصرت 4 جيبات كبيرة أطرافه، وقاموا بتكبيل وأغمضوا عينيه ثم اقتادوه إلى الجيب العسكري، وطالبونا بالبقاء في الداخل، ومن ثم شرعوا بتفتيش المنزل".
وأضافت زوجة أبو عرفة: "في خضم حملة تفتيش المنزل، سرق الاحتلال مبلغا ماليًا قدره 24 ألف شيكل كان مخصص لشراء شقة سكنية".
وبيّنت أن قوات الاحتلال حققت ميدانيا مع زوجها لمدة نصف ساعة قبل الاعتقال، مشيرة إلى أن هذه المرة ليست الأولى التي يتم فيها اعتقال عامر، إذ أنه اعتُقِلَ سابقا حوالي 14 مرة، ما بين زنازين الاحتلال وسجون السلطة الفلسطينية.
مؤسسات العمل الصحفي تتضامن
من جانبها، عبرت العديد من مؤسسات العمل الصحفي عن تضامنها الكامل مع الأسير الصحفي عامر أبو عرفة، مؤكدين أن اعتقاله يعد استمرار لسياسة الإرهاب الممنهج ضد الصحفيين الفلسطينيين، وانتهاك صارخ للقيم والمبادئ الإنسانية.
وأكّدت كتلة الصحفي الفلسطيني، في بيان صحفي، اليوم، أنّ اعتقال أبو عرفة بعد أسابيع على اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة والزميلة غفران وراسنة وعقب زيارة بايدن بساعات؛ يعكس استهتاراً واستخفافاً بالغاً بالمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والمدافعة عن حرية الصحافة.
بدوره، قال منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، إنّ قوات الاحتلال تواصل انتهاكاتها بحق الإعلام الفلسطيني، وتؤكد تنكرها لكل الالتزامات والأعراف الدولية والإنسانية التي تكفل حماية الصحفيين وحرية العمل الإعلامي، محاولة بكل جهدها حجب الرواية الفلسطينية.
في الإطار ذاته، شددت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، على أن اعتقال أبو عرفة ليس الاستهداف الأول للصحفيين في تاريخ الاحتلال، بل امتداد لسلسلة متواصلة من الجرائم الإسرائيلية، كشيرين أبو عاقلة وياسر مرتجى وأحمد أبو حسين وعامر عمارنة، الذي فقد عينه جاء استهداف الاحتلال قبل أعوام.
يشار إلى أنه باعتقال أبو عرفة، يرتفع عدد الصحفيين القابعين في زنازين الاحتلال إلى 17 صحفيا، في عدوان صارخ لحرية الصحافة، والقوانين الدولية والأعراف الإنسانية.