شهاب- عبد الحميد رزق
اقترب حزب الليكود اليميني المتطرف، ممثلا بزعيمه بنيامين نيتنياهو، من حسم مقاعد "الكنيست الإسرائيلي"، وتفويضه بشكل رسمي في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وذلك وفقًا لما أظهرته نتائج فزر نحو 95% من الأصوات حتى نهاية أمس الأربعاء.
ما آلت إليه نتائج الانتخابات حتى اللحظة من توجه المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين، يدلل بشكل قاطع على ذهابه باتجاه المزيد من التطرف والعنصرية، خاصًة بعد إعلان نتنياهو قبل بداية الانتخابات، نيته تعيين المتطرف المجرم "إيتمار بن غفير" وزيرًا في حكومته المقبلة.
محللون ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أكدوا في أحاديث منفصلة مع "شهاب"، أن نيتناهو حال عودته رسميا للحكم، لن يغير معاملته مع الفلسطينيين، وسيكمل ما بناه على مدار سنين ولاياته السابقة، سواءً على المستوى السياسي مع السلطة أو في سياساته مع غزة.
"لن يغيّر الكثير"
عادل ياسين، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، قال إنّ "عودة نتنياهو لسدة الحكم لن تغير الكثير في معاملته للفلسطينيين، فسيواصل نفس السياسة التي تبناها على مدار السنوات الماضية سواء كانت مع السلطة أو قطاع غزة".
وأوضح ياسين في حديث لـ "شهاب"، أنّ "نيتنياهو سيستمر في دعمه ومساعدته لأجهزة أمن السلطة سرًا وعلنًا لتعزيز مكانتها، والحفاظ على التنسيق الأمني معها، كما أنه سيواصل تجاهله للمسار السياسي ورفضه العودة إلى طاولة المفاوضات مع قيادة السلطة".
ولفت إلى أنّ "سياسته مع غزة ستسير كما هي ولن يقدم على إلغاء التسهيلات التي قدمتها حكومة نفتالي بنيت وحكومة يائير لابيد وسيحرص على إطالة مدة الهدوء مع غزة قدر الإمكان".
وتطرق إلى إمكانية تعيين بن غفير رسميًا وزيرا في حكومة نيتنياهو، مؤكدًا أنّ "التأثير الأكبر لهذا القرار سيكون على الوسط العربي في الداخل المحتل، الذي سيجد نفسه في حالة صدام دائم مع أجهزة أمن الاحتلال خصوصًا في منطقة النقب التي تشهد عمليات هدم متواصلة لمنازل البدو".
"بن غفير سيكون ظاهرة باردة"
المختص في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، توقع أن أثر عودة نيتنياهو لن يكون كبيرا بالنسبة للفلسطينيين، وإنما سيكون كذلك على (إسرائيل) ومؤسساتها الداخلية -القضاء والسياسة وغيرها-".
وأكد بشارات في حديث خاص مع وكالة "شهاب"، أنّ "أنباء تولي بن غفير وزارة الداخلية ستجعله ظاهرة باردة، وبهذا المنصب الرسمي سيتم تحجيم انتهاكاته وإرهابه نوعًا ما، بالتالي إن ذلك لن يكون مخيفًا كما هو متوقع".
وقال "بن غفير ربما سيحصل على حقيبة وزير الأمن الداخلي، وسيحدث تغييرات في الأمن والشرطة الإسرائيلية، لكنه عليه الالتزام بالنهاية بمعيار معين يحد من سياساته المعتادة، لأن نتنياهو لديه مقاييس ومرجعيات أقوى من بن غفير".
"أن تكون عنصرياً دون خجل"
تسفي برئيل المحلل السياسي "الإسرائيلي، كتب في صحفية هآرتس، وفقًا لترجمة "الهدهد" إنّ "بنيامين نتنياهو سيؤلف حكومة تنهي عهد (الديمقراطية الإسرائيلية) كما عرفناها في أكثر من 70 عاماً، نتيجة الانتخابات الحالية هي نتيجة حكم نتنياهو الطويل والعقيم المليء بالتضليل، والفساد، والتحريض، والعنصرية".
يوافق ذلك ما كتبه الباحث الإسرائيلي رفيت هيخت، أيضا في هآرتس، إنّ " ما أظهرته النتائج حتى الآن يثبت أن (إسرائيل) باتت غير معنية بالديمقراطية الحقيقية، وأن معظم جمهورها معني أكثر بالدولة اليهودية، مع العلم أن الأمر الأكثر يهودية فيها هو العنصرية، بمعنى حقوق زائدة لمجموعة معينة مع حرمان مجموعات أخرى من الحقوق، وستكون إجابة من هو "الإسرائيلي" بالنسبة لك في (إسرائيل) عام 2022؟ أن تكون عنصرياً دون خجل".