خاص - شهاب 

تصدر هاشتاق (من قتل ياسر عرفات) مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع إحياء الذكرى الـ18 لرحيله وتسريب محاضر لجنة التحقيق باغتياله، فيما لا يزال الشعب الفلسطيني يريد معرفة هوية "القاتل" الذي يقول رئيس السلطة محمود عباس أنه يعرفه.

يوم الخميس 10 نوفمبر/تشرين ثاني 2016 خلال مهرجان أقيم في "المقاطعة" برام الله إحياء للذكرى الـ12 لرحيل "أبو عمار"، أعلن عباس أنه على علم بهوية الشخص المسؤول عن قتل عرفات، وتعهد أيضا بالكشف عن نتائج التحقيق في أقرب وقت.

وقال عباس في تلك الكلمة: "لو سألتموني من؟ فأنا أعرف من، ولكن لا تكفي شهادتي، لا بد للجنة أن تصل لكل التفاصيل، وفي أقرب فرصة سيُعلن، وستُدهشون من النتيجة وسيكشف الفاعلون". 

يُذكر أنه في أعقاب تصريح عباس بأنه يعرف "القاتل"، أثيرت خلافات واسعة داخل حركة "فتح" لا سيما بين بعض القيادات المتنفذة التي رأت أن "أبو مازن متهم بقتل عرفات وليس قاضيا".

لكن مرّت ست سنوات على هذا التصريح ولم يصدق عباس مع شعبه، إذ طلّ اليوم مُجددا وألقى كلمة خلال مهرجان إحياء الذكرى الـ18 لرحيل الرئيس ياسر عرفات، الذي أقيم في مدينة غزة.

وطالب "الفتحاويون" المشاركون في مهرجان إحياء ذكرى "عرفات" بغزة، عباس برفع العقوبات وإنصاف ذوي الشهداء الذين يقطع رواتبهم وعدم التمييز بين الموظفين بالضفة والقطاع وإعادة الحقوق كافة التي سلبها من أهالي القطاع.

وفي كلمته اليوم، تحدث عباس عن الراحل أبو عمار لكنه تجاهل التسريبات الأخيرة وهوية القاتل التي قال إنه يعرفه، فيما تطرق إلى ملفات عديدة تخص القدس وجرائم الاحتلال ومعاناة أهالي القطاع التي فاقمتها "عقوباته" المفروضة عليهم.

من قتل عرفات؟

ما شهدته مواقع التواصل، لا يختلف كثيرًا عما حدث خلال المهرجان على الأرض، إذ أعادوا نشر كلمة عباس المصورة حول "هوية القاتل"، والتسريبات الأخيرة لجلسات التحقيق في القضية، التي كشفت عن وجود خلافات كبيرة بين "أبو مازن وأبو عمار" قبل اغتيال الأخير.

وكانت وكالة (شهاب) للأنباء، قد حصلت على نسخ من محاضر التحقيق مع شخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية في ملف اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات. وتكشف الوثائق، تفاصيل ما تحدثت به قيادات من السلطة وحركة فتح للجنة التحقيق التي تم تشكيلها برئاسة اللواء توفيق الطيراوي في أكتوبر 2010.

الناشطة آيات اصليح، غردت على هاشتاق (من قتل عرفات) عبر تويتر: "إفادات مسربة من لجنة التحقيق باغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات تبعثر الأوراق في المقاطعة.. ومحمد اشتية يظهر كأحد المتآمرين على "أبو عمار" لرفع الغطاء السياسي عنه! من يحلّ طلاسم لغز اغتيال عرفات؟".

وغرد الكاتب شرحبيل الغريب على الهاشتاق نفسه، قائلا إن "الإحياء الأمثل لذكرى اغتيال الرئيس الشهيد ياسر عرفات هو كشف المتورطين في قتله ومحاسبتهم وطنياً وقانونيا. صحيح أن الشهداء والقادة يرحلون لكن يبقى النهج والأثر، والتكريم الأفضل للشهيد أبو عمار هو استمرار السير على خطاه ونهجه ، نهج الثورة والانتفاضة".

وشارك حساب د. مريم عنان البرش: "بعد 18 عاماً من التحقيق في اغتيال ياسر عرفات.. لا نتائج دقيقة ولا حقيقة واضحة!".

فيما كتب الناشط "أبو فراس": تسريبات التحقيق باغتيال ياسر عرفات تبرز دور محمود عباس وتآمره مع الاحتلال والأمريكان ضد عرفات.

وأجاب الناشط إسلام حبيب على تساؤل الهاشتاق (من قتل عرفات)، قائلا: "هو من يغلق التحقيق ويستمر في السلطة متفرد  ويعطل الانتخابات ويسحب تقارير إدانة الاحتلال بارتكاب مجازر وجرائم حرب".

من ناحيته، نشر الناشط أسامة شبير صور عن التسريبات الأخيرة تحت عنوان "وثائق سرية وخطيرة تكشف تورط عباس في قتل عرفات".

وتساءل وهيب عصام: "لماذا صدرت امريكا وحلفاؤها محمود عباس قبيل اغتيال عرفات؟".

أما الناشط محمد هنية، فقد كتب: "القضية الأطول في تاريخ الاغتيالات السياسية .. أسئلة مشروعة لي كفلسطيني!! من المستفيد من التستر على قتلة الرئيس عرفات؟".

وعلّق الناشط حسن عمران أبو السعيد على تسريبات اغتيال أبو عمار، قائلا: "عباس يحاول إخفاء الحقيقة وعدم فتح الملف من المسؤول عن اغتيال عرفات".

أما ناشط عبر تويتر يدعى (Amr)، فقد تساءل: "لماذا تتستر قيادة فتح والسلطة على قتلة عرفات؟ ولماذا لم تخرج جماهير فتح تطالب بالتحقيق باغتيال عرفات؟".

أما حساب "أحمد أحمد"، فقد تساءل أيضا: "أين شرفاء فتح من قضية اغتيال غرفات؟".

كما أكد الناشط محمود أبو زياد أن الوفاء لدم الرئيس الراحل ياسر عرفات يكون بمعرفة القاتل.

وشارك الناشط ضياء الكحلوت تغريدة مصورة على هاشتاق (من قتل عرفات)، مؤكدا أن قضية "عرفات" فلسطينية عامة وليست قضية فتح.

ونشر ناشط يدعى "Ahmad wadi" صورة كاريكاتير، حول احتفالات القيادة المتنفذة في السلطة، في ذكرى اغتيال ياسر عرفات.

واعتبر ناشط يدعى "Khader"، أن من قتل ياسر عرفات هو من ينسق مع الاحتلال "الإسرائيلي".

أما الناشطة (yasmein)، فقد قالت إن "روح أبو عمار لا تريد مهرجانات خطابية، الروح لن ترتاح، وهي ترى القتلة يلبسون ثوب النضال!

وتوفي ياسر عرفات "أبو عمار" في مشفى باريس العسكري في 11 نوفمبر 2004 بعد فترة من الحصار الإسرائيلي له في مقر المقاطعة برام الله وسط الضفة الغربية، فيما تم تشكيل لجنة التحقيق بعد مرور ست سنوات على اغتياله. وكانت قناة الجزيرة كشفت في تحقيق استقصائي لها عن إمكانية وفاة عرفات بمادة البولونيوم المشعة.

وكانت وكالة (شهاب) للأنباء، قد حصلت قبل أيام، على نسخ من محاضر التحقيق مع شخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية في ملف اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وتكشف الوثائق، تفاصيل ما تحدثت به قيادات من السلطة وحركة فتح للجنة التحقيق التي تم تشكيلها برئاسة اللواء توفيق الطيراوي في أكتوبر 2010.

وكان الطيراوي، قد أصدر بتاريخ 1 نوفمبر/تشرين ثاني 2022 بيانًا أكد فيه أن وثائق تحقيق تتعلق بوفاة عرفات "تمت قرصنتها وتسريبها". وشدد الطيراوي على أن تلك الوثائق "سرية لضمان سلامة سير التحقيق، إلى حين الوصول إلى الحقيقة الكاملة" المتعلقة بأسباب وفاة عرفات.

وأثارت تلك التسريبات ضجة واسعة في الشارع الفلسطيني، إذ كشفت شهادات شخصيات رفيعة بالسلطة، عن مدى تأزم العلاقة بين أبو مازن وعرفات ووصولها لطريق مسدود، قبل اغتيال الاخير.

وفي الإطار ذاته، توقعت مصادر مطلعة من داخل حركة فتح، أن تعلن اللجنة المركزية للحركة طرد اللواء توفيق الطيراوي من عضويتها وتجريده من كافة المناصب المنسوبة إليه.

وأشارت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لوكالة شهاب إلى أن القرار قد يصدر خلال الساعات القليلة المقبلة، وذلك على خلفية التسريبات الأخيرة المتعلقة في وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأكدها في بيان صحفي نشره على صفحته في فيس بوك.