أدلى طيارون أمريكيون شهاداتهم وتفاصيل جديدة "مثيرة" حول مشاركتهم في صد الهجوم الصاروخي الإيراني الأول غداة الـ 13 من إبريل/ نيسان الماضي، على "إسرائيل".
وكان الهجوم الإيراني، قد شمل إطلاق دفعة صاروخية ضخمة تجاوزت أكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ باليستية وصواريخ كروز.وأطلقت عليه طهران اسم "الوعد الصادق". وقالت إنه رد على استهداف "إسرائيل" القنصلية الإيرانية في دمشق، واغتيال عدد من القادة العسكريين في الأول من أبريل/نيسان 2024.
وقال الطيارون، لشبكة "بي بي سي"، إن ليلة الهجوم "كانت مرهقة وكانت بمثابة أول اختبار حقيقي لقواتنا"، وأضافوا أن "الوضع في إحدى قواعدنا بالمنطقة كان فوضويًا"، مشيرين إلى أن في ضربة أكبر بكثير مما توقعه الجيش الأميركي.
وعندما أقلع الطيار الرائد بينجامين كوفي الملقب بـ"إيرش"، بطائرته المقاتلة "أف-15″، في إحدى الليالي من الربيع الماضي، لم يكن يتوقع نفاد الصواريخ أثناء تصديه للهجوم الإيراني الضخم ضد إسرائيل.
وتلقى كوفي وزميلته في الطاقم، ضابطة أنظمة الأسلحة النقيب لاسي هيستر الملقبة بـ "سونيك"، تعليمات باستخدام كل الأسلحة المتاحة لصد الهجوم.
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" هي الأولى منذ تلك الليلة، وصف كل من هيستر وكوفي كيف طارا قرب إحدى الطائرات الإيرانية المسيرة، على ارتفاع أقل بكثير من الحد الأدنى الآمن لمقاتلة "إف-15″، واستخدما المدفع، وهي مناورة شديدة الخطورة في ظلام تام ضد هدف بالكاد يمكن رؤيته. لكنهما أخطآ الهدف.
قال كوفي "تشعر وكأن الأرض تندفع نحوك وتشعر بنفسك تقترب أكثر فأكثر من الأرض. الخطر كان كبيرا جدا بحيث لا يمكن المحاولة مرة أخرى".
وبحسب الطيارين، كانت الأجواء في قاعدة عسكرية أميركية غير معلنة في الشرق الأوسط مماثلة في الفوضى، حيث أسقطت الدفاعات الجوية للقاعدة صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية كانت تحلق فوقها، وتم نقل القوات إلى الملاجئ.
وقالت هيستر "عندما تلقينا الإيجاز الخاص بالطيران تلك الليلة، لم تكن لدينا فكرة بعد. كان يمكن أن يكون الأمر مجرد دورية عادية، مجرد طلعة أخرى في دائرة انتظار، بانتظار حدوث شيء ما".
وعندما حاول الطيارون الهبوط في القاعدة، شاهدوا انفجارات في السماء واتصلوا بالرائد "كلايتون ويكس"، الملقب بـ"رايفل"، وهو طيار مقاتلة "إف-15" الذي كان يدير عمليات الطائرات على الأرض في ذلك الوقت. ورد ويكس بالطلب منهم البقاء في الجو لأطول فترة ممكنة، باستخدام الوقود المتوفر لديهم.
وقال "لا تغيروا وجهتكم، لأن حتى مدارج الهبوط البديلة لا نعلم ما يجري هناك أيضا، لذا إذا كانت الانفجارات تحدث فوق رؤوسنا، فمن المحتمل جدا أنها تحدث هناك أيضا".
نُصح الجنود على الأرض بالتوجه إلى الملاجئ، لكن كثيرين منهم لم يفعلوا ذلك، وبدلا من ذلك ظلوا يركزون على إعادة الطائرات إلى الجو لمواصلة المعركة.
من جهته قال المقدم الطيار تيموثي كوزي إن طياري المقاتلات لم يكن لديهم وقت كافٍ للتدرب قبل ذلك.
وأضاف كوزي: "الطائرات المسيرة الهجومية تمثل تكلفة منخفضة ومخاطرة منخفضة بالنسبة للعدو لاستخدامها. يمكنهم إرسال كميات هائلة منها، وعلينا التصدي لها لحماية المدنيين وحماية حلفائنا. لم نكن قد بدأنا التدرب على نطاق واسع بعد."
وحصل العديد من طياري مقاتلات "إف-15" وأطقم الجو والأرض الذين شاركوا في العملية تلك الليلة على جوائز هذا الأسبوع تقديرا لشجاعتهم، حيث تم منح "هيستر" و"كوفي" وسام النجمة الفضية، وهو ثالث أعلى وسام عسكري للشجاعة في القتال.
كما حصل "ويكس" على وسام النجمة البرونزية، الذي يُمنح تقديرا لأعمال البطولة التي تُنفذ في القتال البري. أما "كوزي" و"كولفر" فقد حصلا على وسام الصليب الطائر المميز مع درجة الشجاعة، وهو أعلى وسام عسكري يُمنح لتحقيقات جوية استثنائية.
معلومات حول الرد الإيراني "الوعد الصادق"
شنت إيران أول هجوم عسكري مباشر في تاريخها على "إسرائيل" يوم 13 أبريل/نيسان 2024، وأطلقت عليه تسمية "الوعد الصادق". وأعلنت على تلفزيونها الرسمي إطلاق مسيرات وصواريخ باليستية من أراضيها باتجاه إسرائيل. وقالت إنه رد على استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال عدد من القادة العسكريين في الأول من أبريل/نيسان 2024. وأعلنت إسرائيل أنها صدت 99% من الصواريخ والمسيرات الإيرانية، في حين أكد التلفزيون الإيراني إصابة نصف هذه الصواريخ والمسيرات الأهداف التي أطلقت لأجلها.
وأعلنت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة انتهاء الهجوم بعد ساعات من إطلاق المسيرات والصواريخ الباليستية، وتوعدت إيران برد أكبر في المرات القادمة إذا استهدفت إسرائيل مصالح أو مواقع إيرانية.
وقد صرح السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري وقتها لوكالة الصحافة الفرنسية أن الهجوم نُفّذ بـ6 صواريخ من طائرات إف-35. وأكد أكبري أن "الرد سيكون حاسما".
كما نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري "أن الهجوم أدى إلى تدمير مبنى القنصلية بالكامل"، في حين أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي انتظر مغادرة القنصل الإيراني قبل تنفيذ الهجوم في رسالة من الجيش إلى حزب الله اللبناني.
وتوعدت إيران بالرد على إسرائيل، واصفة الهجوم بأنه "عمل عدائي وانتهاك للقانون الدولي"، وأكد حزب الله بدوره "أن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب".
واستمرت تصريحات المسؤولين الإيرانيين بالتنديد بالهجوم والتوعد بمعاقبة إسرائيل طوال الأيام التي سبقت الهجوم الإيراني.
وقد ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمقطع مصور يتحدث عن استعداد إسرائيل لمواجهة الهجوم الإيراني، مؤكدا على الدعم الأميركي وعدة دول أخرى لإسرائيل.
وبمجرد بدء الهجوم من الأراضي الإيرانية أعلنت إسرائيل تعليق العمل في المدارس والجامعات وتعليق الأنشطة التعليمية كافة يومي الأحد والاثنين.
وتزامنا مع بدء الهجوم أوقفت عدة دول في المنطقة حركة الملاحة الجوية، منها العراق وسوريا ولبنان والأردن. وقد أعلنت إسرائيل أن عدد المسيرات تجاوز 200 مسيرة.