في الذكرى السادسة لاغتياله

تقرير المهندس الزواري.. طريق الأحرار لدعم فلسطين ومقاومتها

المهندس محمد الزواري

لم يجعل من المسافات عائقاً أمام واجبه في الدفاع عن القضية المركزية للعرب والمسلمين والعمل الدؤوب على تحرير فلسطين والمسجد الأقصى من دنس الاحتلال الغاصب، فسجل جهاده بمداد من ذهب في صفحات التاريخ الناصعة، وبات ملهماً للشباب العربي والإسلامي نحو القدس والأقصى وإسناد المقاومة بالخبرات.

إنه العالم التونسي المهندس محمد الزواري أحد قادة كتائب القسام ومهندسيها البارعين، الذي اجتاز الحدود ليصنع لنفسه تاريخ البطولة والتضحية والفداء، والذي يوافق اليوم الخامس عشر من ديسمبر الذكرى السادسة لاغتياله على أيدي الغدر الصهيونية في مدينة صفاقس بالجمهورية التونسية.

الميلاد والنشأة

ولد المهندس محمد محمود الزواري في مدينة صفاقس التونسية في الثامن والعشرين من يناير عام 1967م، وبدأ تعليمه بالمدرسة الابتدائية "بالي"، ثم التحق بمعهد الذكور الهادي شاكر ليتم تعليمه الثانوي، ولم يتسنَ له إكمال الدبلوم بسبب الملاحقات الأمنية، ما اضطر لمغادرته البلاد، وبعد عودته لتونس أنهى تعليمه الجامعي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، حيث درس فيها الهندسة الميكانيكية.

وخلال دراسته الجامعية، أشرف الزواري على العمل الإسلامي لحركة النهضة بمعاهد صفاقس، وكان عضوًا في قيادة الاتحاد العام التونسي للطلبة بصفاقس.

طيار المقاومة

التحق الزواري بصفوف كتائب القسام عام 2006م في سوريا، وبعدها أصبح الركن الأساس لنجاح مشروع الطائرات بدون طيار والذي كان في مراحله الأولى، وشكل دفعة كبيرة ونقلة نوعية للمشروع.

وأشرف الزواري مع أحد الضباط الكبار في الجيش العراقي على النموذج الأول لمشروع كتائب القسام للطائرات بدون طيار، والذي عُرف باسم مشروع "الطائرة العراقية"، كما قاد فريقا من مهندسي كتائب القسام في زيارة استكشافية لإيران، والتقى مع فريق خبراء مختص بالطائرات الذي تفاجأ حينها من خبرة الفريق القسامي وقدرته على تصنيع الطائرة وإطلاقها.

أظهر مشروع طائرات القسام قدرات متقدِّمة وصلت حد القدرة على التصنيع والإطلاق، ومع اندلاع الحرب الصهيونية على قطاع غزة عام 2008، كان الزواري قد أشرف على تصنيع 30 طائرة بدون طيار، لتمثل هذه المجموعة الثمرة المبكِّرة لمساعي القسام في تطوير طائرات بدون طيّار والتي استخدمتها في هذه الحرب والتي أطلقت عليها المقاومة "حرب الفرقان".

وزار المهندس الزواري قطاع غزة أكثر من 3 مرات في الفترة الواقعة ما بين 2012 إلى 2013، ومكث فيها قرابة 9 أشهر، واستكمل بناء مشروع الطائرات المسيرة وتطويرها.

أبابيل السماء

توجت جهود المهندس الزواري ورفاقه من مهندسي القسام بتطوير طائرات بوظائف ومهام متعددة، كشفت المقاومة عن بعضها، أبرزها طائرة أبابيل وهي أول طائرة تصنعها كتائب القسام، وكشفت عنها خلال معركة العصف المأكول عام 2014.

وأعلنت كتائب القسام أنها أنتجت ثلاثة نماذج من طائرات أبابيل، ذات المهام الاستطلاعية، وذات المهام الهجومية "إلقاء"، وذات المهام الهجومية "الانتحارية"، لتكون بذلك كتائب القسام صاحبة السبق في صناعة الطائرات بدون طيار فلسطينياً.

ونفذت طائرات القسام في إحدى طلعاتها مهام محددة فوق مبنى وزارة الحرب الصهيونية "الكرياه" "بتل أبيب" التي يقاد منها العدوان على قطاع غزة خلال معركة العصف المأكول.

ولم يكتف الزواري بالتحليق في علمه وتصنيعه في السماء، فقرر أن يغوص في البحر ليخصص أبحاثه في تطوير غواصة يتم التحكم فيها عن بُعد، لتكون سلاحًا جديدًا في يد المقاومة، لكن اغتياله من اليد الصهيونية حانت قبل أن يرى مشروعه الجديد النور ويرتقي شهيداً.

مواصلة الطريق

في الخامس عشر من ديسمبر عام 2016م، استشهد المهندس الزواري بإطلاق نار استهدف سيارته أمام منزله في مدينة صفاقس على يد الغدر الصهيونية، ظن العدو أنه باغتيال الزواري سيضع حدًا لتطور قدرات كتائب القسام في مجال الطائرات المسيّرة، لكنه خاب وخسئ.

ففي التاسع عشر من مايو عام 2021م، كشفت كتائب القسام عن أحدث جيل من طائراتها المُسيَّرة، وأسمتها "الزواري" وفاءً لدور المهندس الشهيد في تطوير سلاح الطائرات القسامية، وعرضت صورًا جوية التقطتها الطائرة بعدما نفذت طلعات رصد واستطلاع لأهداف ومواقع شملت تمركز قوات الاحتلال والآليات العسكرية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعادت لقواعدها بسلام.

كما كشفت كتائب القسام خلال معركة سيف القدس في مايو 2021م، عن طائرة شهاب الانتحارية ونفذت بها العديد من المهمات، كان أبرزها استهداف منصة الغاز في عرض البحر شمال قطاع غزة، ومصنع للكيماويات في مستوطنة "نير عوز" شرق خان يونس.

رسخ الشهيد المهندس الزواري بدوره المهم والاستراتيجي في العمل المقاوم بفلسطين أهمية ومكانة الشعوب العربية والإسلامية ودورها الثابت في نصرة أعدل القضايا والدفاع عن أعظم المقدسات، وعبّد طريقها نحو فلسطين بدمائه ليُواصلوا طريقه حتى كنس الاحتلال عن أرضها، وتطهير القدس من دنس المحتلين.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة