تقرير خاص - شهاب
بات القلق والخوف يتسرب إلى أروقة حكومة الاحتلال وحلفائها من أمريكا والغرب وكذلك السلطة الفلسطينية والدول العربية المطبعة؛ خشية من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، في ظل تصاعد الجرائم "الإسرائيلية" بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته على رأسها المسجد الأقصى.
وتبدو الأمور ذاهبة نحو الانفجار، كما يرى مراقبون، إذ أن الوزراء المتطرفين بحكومة الاحتلال، يمنحون المستوطنين، ضوءًا أخضرًا لتنفيذ مشاريعهم الاستيطانية والاستعمارية، خصوصًا سياسة "الإحلال الديني" في المسجد الأقصى، وتغيير الوضع التاريخي فيه.
ولا ينفصل عن ذلك، ما تشهده الضفة الغربية المحتلة من عدوان متصاعد أدى إلى استشهاد نحو 16 فلسطينيا وإصابة العشرات وهدم البيوت والمنشآت وسرقة الأراضي، وسط دعوات فلسطينية لتصعيد المقاومة ضد الاحتلال ومستوطنيه، حتى دحره عن كامل التراب الفلسطيني المحتل.
"الحلم الصهيوني"
الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، حذر من خطورة مخططات الاحتلال التي تستهدف القدس والمسجد الأقصى، خاصة في ظل حكومة الاحتلال المتطرفة.
وقال بكيرات لـ"شهاب" إن الاحتلال يُجند قواه السياسية والعسكرية والأمنية؛ من أجل تحقيق ما يسمى بـ"حلم الحركة الصهيونية" بتحويل مدينة القدس والأقصى إلى "تراث يهودي بحت".
وأضاف أن وجود الحكومة الحالية هو بداية تحقيق الحلم الصهيوني، لاسيما أنها تحمل سياسات تستهدف بشكل مباشر تغيير الواقع التاريخي والديني والحضاري بالأقصى، "وهذا يحدث لأول مرة منذ بداية الاحتلال".
وأفاد بكيرات بأن الاحتلال يسعى لتحقيق السيادة الإدارية الكاملة على القدس والأقصى، وليس الأمنية فحسب، مؤكدًا أنه لا يريد فقط شل المسجد بحيث يتهاوى ولا تكون فيه خدمات، وإنما يعمل من أجل شل حركة القدوم إلى الأقصى.
وجدد التحذير من خطورة ما يحاك تجاه الأقصى، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة إنقاذ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من "أنياب" الحكومة الصهيونية الفاشية.
"الأقصى نقطة التفجير"
الكاتب والمحلل السياسي، ياسر الزعاترة، يرى أنّ أكثر ما يشغل قادة كيان الاحتلال "الإسرائيلي" وحلفائه حاليًا، هو إمكانية اندلاع "الانتفاضة" الفلسطينية الجديدة، مؤكدا أن قضية المسجد الأقصى هي "نقطة التفجير".
وقال الزعاترة: "لا شيء يشغل قادة الكيان مثل سؤال الانتفاضة"، مضيفا أن هذا السؤال يشغل أمريكا والغرب و(محمود) عباس (رئيس السلطة الفلسطينية) ومقاولي التطبيع العرب أيضا".
وأوضح أن "أمريكا والغرب خائفون من الانشغال بمنطقتنا؛ بوجود أولويات أهم، وعباس وعصبته سعداء بسلطتهم؛ ومقاولو التطبيع يخشون ردّة فعل شعوبهم"، مستطردا بقوله: "لأنهم جميعا ضدها؛ فواجب الوقت هو دعم انطلاقها".
"نهاية عهد عباس"
وفي السياق ذاته، يرى ما يسمى معهد دراسات الأمن القومي "الإسرائيلي" بجامعة "تل أبيب"، أن الاحتلال في 2023 سيواجه خمسة تهديدات رئيسة، أبرزها خطر اندلاع انتفاضة مسلحة في الضفة الغربية.
وقالت مراسلة القناة 12 العبرية، سافير ليبكين، إنّ المعهد "يرى أنّ التخوف إسرائيلي من اندلاع انتفاضة مسلحة في الضفة الغربية، يمثل تهديدًا حقيقًا لإسرائيل، خاصًة في ظل سير الساحة الفلسطينية نحو نهاية عهد رئيس السلطة محمود عباس".
وأوضحت المراسلة أنّه "بتصاعد العمليات الفدائية في الضفة، فإنّ احتمالات التفجير تتزايد، والخطر أيضًا يتصاعد من صحوة عنيفة قد تندلع لانتفاضة مسلحة ردًا على تحركات الاحتلال، خاصة مع ضعف السلطة الفلسطينية وقوة حماس العسكرية في غزة".
"لا مفر من الانفجار"
كما اتفق الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، بأن "الأقصى سيكون نقطة التفجير"، وقال: "لا مفر من انفجار الصراع على المسجد، في ظل أن الهدف هو تغيير هويته".
وبين الباحث ابحيص أنه بالنسبة لحكومة الاحتلال الفاشية، فإنّ مركز المشروع الصهيوني الاستعماري هو المُقدس الإسلامي، وأعلى ما يعنيها هو المسجد الأقصى.
وذكر أن حكومة الاحتلال المتطرفة، تسعى لإعادة تعريف "الإحلالية الصهيونية"، والمشروع الاستعماري المتبلور حول طرد الفلسطيني والاستحواذ على أرضه إلى "الإحلال الديني".
وأوضح ابحيص أن مفهوم "الإحلال الديني" الذي ستعمل حكومة وجماعات المتطرفين على تطبيقه، يعني أنّه لا بد من إزالة المُقدس الإسلامي من الوجود، وتعزيز "المقدس اليهودي" بدلًا منه.
يشار إلى أن الانتفاضتين الأولى (1987م) والثانية (2000 م)، قد اندلعتا في ظروف لا تختلف كثيرا عن الوضع الراهن الذي يمر به الشعب الفلسطيني، إذ لا تزال جرائم الاحتلال والمستوطنين مستمرة بل تتصاعد يومًا بعد الآخر، تنتظر "نقطة التفجير" التي تُجمِع جهات مختلفة على أنها ستكون المسجد الأقصى المبارك.