خاص _ حمزة عماد
عمليات أصابت المنظومة الأمنية للاحتلال في مقتل، أرعبته وأربكت قيادته، منفذوها غير معروفين وغير مطاردين، أوقعت خسائر فادحة في صفوف المستوطنين، ما زالت ظاهرة "الذئاب المنفردة" تقلق الاحتلال، لا سيما في ظل غياب أي حل لمواجهتها أو الحد منها.
ثلاث عمليات حدثت في الآونة الأخيرة وسط مدينة القدس المحتلة، أقلقت الاحتلال، وأوقعت فيه خسائر كبيرة، أبرزها عملية الشهيد خيري علقم، وعملية الشهيد عدي التميمي، وكان آخرها عملية الدهس التي نفذها الشهيد حسين قراقع، في مستوطنة "رامون" بمدينة القدس المحتلة، ظهر أمس الجمعة 10 فبراير 2023، أسفرت عن مقتل 3 مستوطنين وإصابة 5 آخرين.
"ظاهرة الذئاب المنفردة"
الخبير الأمني د. محمود العجرمي قال إن، ما يصفهم الاحتلال بـ"الذئاب المنفردة" هم التعبير الحقيقي لأبطال الشعب الفلسطيني ومقاومته، وأن العمليات التي تجري في الآونة الأخيرة لأفراد وليس لأشخاص محسوبين على تنظيم معين، مضيفًا أن من يقوم بهذه العمليات متطلع على الإرث الكفاحي لأبناء الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال على مدار السنوات الماضية بأكملها.
وأكد العجرمي في حديث خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن عمليات "الذئاب المنفردة" التي أَصابت الاحتلال في أكثر من مكان، فاجأته لأنها جاءت من دون ترتيب أو تنظيم، موضحًا أن هذا الأمر يقلق ويربك المنظومة الأمنية الإسرائيلية بصورة كبيرة.
وأضاف أن، عمليات "الذئاب المنفردة" تزلزل المنظومة الأمنية الإسرائيلية لأنها تجري من دون توقع، مشيرًا إلى أن نسبة وقوع العمليات زادت خلال الفترة الأخيرة ولها نتائج كبيرة على أرض الواقع.
وكشف العجرمي أن، ظاهرة "الذئاب المنفردة" التي تقوم بالعمليات خلال الفترة الحالية، متواجدة منذ الصراع مع الاحتلال ولكنه لم يستطع القضاء عليها، مبينًا أنه غير قادر أيضًا على إيجاد حل لهذه الظاهرة.
وتابع "المستوطن الصهيوني يعيش حالة كبيرة من القلق والخوف نتيجة العمليات الفردية، والمنظومة الأمنية والشرطة قلقة منها بصورة كبيرة، لذلك قلقون من ظاهرة "الذئاب المنفردة".
وبين العجرمي أن من يقوم بالعمليات الفردية هم أفراد من الحاضنة الشعبية الفلسطينية، وليسوا أفرادا منتمين لتنظيمات فلسطينية، مؤكدًا أن ما دفعهم لهذا الأمر جرائم الاحتلال المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
تحدي كبير
بدوره قال المختص في الشأن الإسرائيلي عادل ياسين، إن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتبر ظاهرة العمليات الفردية أو ما يطلق عليها "الذئاب المنفردة" بمثابة تحدي كبير ومعضلة معقدة لا تمتلك القدرة على إنهائها أو إحباطها لأن هذه العمليات تتعلق بمزاج فردي وليس عمل تنظيمي يمكن الكشف عنه من خلال متابعة تحركات أفراد التنظيم.
وأكد ياسين في حديث خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن خطر هذه العمليات يكمن في انعدام قدرة الأجهزة الأمنية على التنبؤ بها، لأنها قرار فردي قد يكون عابرا ولحظيا استغلالًا لظروف متاحة كتجمع للقوات أو المستوطنين أو نتيجة استفزاز للفلسطينيين، مضيفًا أن هذا الأمر يجسد تآكل قوة الردع حتى على المستوى الفردي وفشل السياسات الإسرائيلية لمنع هذه الظاهرة وتطويع الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن، استمرار هذه العمليات يكشف سوءة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ويساهم في تضعضع ثقة المجتمع الإسرائيلي بها، عدا عن تعطيل نسبي لسير الحياة العامة وما يترتب عليه من خسائر اقتصادية.
وقتل ثلاثة مستوطنين وأصيب 5 آخرون بجراح في عملية دهس بطولية نفذها شاب فلسطيني في مدينة القدس المحتلة ظهر أمس الجمعة 10 فبراير 2023، ووصفت جراح 2 من المصابين بالحرجة، فيما أصيب الباقي بجراح ما بين المتوسطة والخطيرة.
واستنفر الاحتلال قواته في مدينة القدس بعد عملية الدهس، كما وصل إلى موقع العملية عدد من المسؤولين الأمنيين والسياسيين في حكومة الاحتلال.