لم تعتبر من الدروس السابقة

تقرير السلطة تجني ثمار الوهم بمزيد من المجازر والاستيطان

شهداء نابلس

خاص _ حمزة عماد

أيام قليلة مضت على الاتفاقية التي تمت بين السلطة والاحتلال برعاية أمريكية، لسحب قرار إدانة الاستيطان في مجلس الأمن والذي كانت السلطة تنوي تقديمه، حتى اقتحم الاحتلال مدينة نابلس، وارتكب مجزرة مروعة راح ضحيتها 11 شهيدًا وما يزيد عن 100 جريح.

لم تكتف "إسرائيل" بمكافأة السلطة الفلسطينية على سحبها قرار إدانة الاستيطان، بمجزرة نابلس فقط، بل تعدت ذلك إلى المصادقة على بناء 3 آلاف وحدة استيطانية بشكل نهائي في مستوطنات الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، فيما من المقرر أن يتم المصادقة على بناء 4 آلاف وحدة أخرى اليوم الخميس.

القوى والفصائل الوطنية والإسلامية استهجنت استجابة السلطة للمطالبات الأمريكية بسحب مشروع قرار إدانة الاستيطان في مجلس الأمن، ووصفته بأنه سلوك خارج عن الإجماع الوطني، وهو بمثابة تقديم خدمة مجانية للاحتلال، ويعمل على تجميل صورته البشعة أمام الرأي العام العالمي، ويشجع مسار التطبيع البغيض.

النّائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة قال إن سحب قرار إدانة الاستيطان من قبل السلطة في مجلس الأمن لاقى استنكارا كبيرا من قوى وفصائل الشعب الفلسطيني كافة، مضيفًا أن السلطة رضخت مقابل وعود وهمية وكاذبة.

وأكد خريشة في حديث خاص لوكالة شهاب للأنباء، أن سحب قرار إدانة جرائم الاستيطان التي يقوم بها الاحتلال من قبل السلطة يؤكد ارتهانها للوعودات الأمريكية الكاذبة، موضحًا أن قيادة السلطة بأكملها لا يعول عليها.

وأوضح أن كل الاتفاقيات التي وقعتها السلطة برعاية أمريكية لم يلتزم بها الاحتلال، مشيرًا إلى أن السلطة لم تتعلم من المرات السابقة التي نقض الاحتلال فيها الاتفاقيات.

وأضاف خريشة أن الفئة المتنفذة في السلطة تقوم بهذه الاتفاقيات من أجل مصالحها، مؤكدًا أن قراراتها واتفاقياتها تزيد من عزلتها وعدم رغبة الشارع الفلسطيني فيها.

وأشار خريشة إلى أن هذا القرار جاء بعد اتصالات ولقاءات وهرولة كبيرة إلى رام الله من أجل وأد ظاهرة المقاومة التي تتنامى بشكل سريع وكبير في الأراضي الفلسطينية، موضحًا أنه بعد ما أخذ الاحتلال ما يريد قام بمجزرة بشعة بحق أهالي مدينة نابلس دون النظر للاتفاقية التي تمت برعاية أمريكية، وقام بشرعنة عدد كبير من المستوطنات في الضفة والقدس اليوم.

ودعا النّائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، القيادة المتنفذة في السلطة الالتزام بإرادة الشعب الفلسطيني وعدم الارتهان للوعود الكاذبة من قبل الاحتلال والأمريكان، مطالبًا السلطة أن تكون أكثر وعيًا لهذه المخططات.

ولفت إلى أن غياب المؤسسات الشرعية المنتخبة للشعب الفلسطيني فتح الباب واسعا أمام فئة متنفذة تتحكم بقرار الشعب، مطالبًا السلطة برفع يدها عن المقاومة إذا لم تقدر على حماية شعبها.

وطالب خريشة الأجهزة الأمنية برفع اليد عن المقاومة والكف عن الاعتقالات السياسية، داعيًا لعدم المساس بالمقاومين ووقف الملاحقات بحقهم.

وبين أن الأراضي الفلسطينية اليوم بأكملها مضربة احتجاجًا على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق أهالي نابلس، مؤكدًا أن دم الشهداء غالي على شعبنا الفلسطيني وهو مستعد أن يدفع ويقدم الغالي والنفيس من أجل حماية المقاومين واحتضانهم والوقوف بجانبهم.

بدورها قالت الناشطة السياسية فادية البرغوثي، إن سحب قرار إدانة الاستيطان وعدم طرحه في مجلس الأمن من قبل السلطة تعدى موضوع الهرولة، وبات الأمر يشبه الشراكة بين الاحتلال والسلطة برعاية أمريكية، مضيفة "الأجدر بالسلطة أن تتعلم من أخطائها السابقة بعد نقض الاحتلال لكافة الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين وعدم الوقوع في الفخ من جديد".

وأكدت البرغوثي في حديث خاصة لوكالة شهاب للأنباء، أن الاحتلال لم يلتزم في أي اتفاقية وقع عليها سواء رسمية أو شفهية ولا يأبه بها، داعية السلطة لعدم سحب مثل هذه المشاريع التي تدين الاحتلال وقادته ومحاسبتهم أمام المجتمع الدولي وعدم الارتهان لأي اتفاقية.

وأضافت أن الاحتلال يسعى دائمًا لسحب أي وثيقة أو تقرير يدينه أمام العالم ويسعى بكافة الطرق لذلك، موضحة أن السلطة لو كانت معنية بمحاسبة الاحتلال وتشويه صورته لقدمت القرار في مجلس الأمن.

وأشارت البرغوثي إلى أن السلطة الآن أصبحت محصورة في شخصيات معينة وبقاؤها مرهونا بملاحقة المقاومة والمقاومين بالضفة، مضيفة أن السلطة تقوم باعتقال المقاومين والعمل على وأد جذوة المقاومة من أجل استمرار مصالحهم.

وبينت أن السلطة اليوم مأزومة سياسيًا واقتصاديًا وشعبيًا وتسعى بكافة الطرق للبقاء في الضفة، فبالتالي لم يعد هناك شيء لبقائها إلا محاربة المقاومة وتفتيت أركانها.

ولفتت البرغوثي إلى أن قيادة السلطة تتحرك بتوجيهات صهيونية وأمريكية ولا تلقى بالًا للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن القيادة المتنفذة تسعى كيفما شاءت لاستمرارها في سدة الحكم حتى ولو على حساب المقاومة.

القناة "12" العبرية كشفت الإثنين 20 فبراير 2023عن بنود أخرى في التفاهمات التي جرت بين السلطة و"إسرائيل"، والتي نصت على امتناع السلطة عن التوجه لمجلس الأمن لإدانة الاستيطان مقابل "تسهيلات" إسرائيلية.

وذكرت القناة أن اجتماعًا عقد على أعلى المستويات -مساء السبت الماضي- بين السلطة والاحتلال، وتقرر خلاله منح السلطة عدة تسهيلات منها تخفيض الضريبة على الوقود للضفة الغربية بنسبة 50%، كما تقرر منح السلطة نصف عائدات رسوم معبر الكرامة.

كما جرى الاتفاق على منح السلطة تسهيلات جمركية وعقد لقاءات دورية مع مسؤوليها فيما يتعلق بالأوضاع في المسجد الأقصى والقيام بخطوات لـ"تخفيف التوتر"، حيث جرى التوصل للتفاهمات بوساطة أمريكية

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة