إنتر ميلان.. "الحصان الأسود" لدوري أبطال أوروبا

لاعبو إنتر ميلان

أضفى إنتر ميلان نكهة استثنائية على نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بعدما تسلل بهدوء إلى الحدث الأبرز في القارة "العجوز" والذي تستضيفه مدينة إسطنبول التركية اليوم السبت، في نزال شرس مع العملاق مانشستر سيتي الإنجليزي.

ولم يكن أشد المتفائلين من جماهير الإنتر، يحلم بالوصول إلى نهائي دوري الأبطال، في موسم خسر فيه الفريق لقب "الاسكوديتو" لحساب نابولي، بل إنه حتى لم يتواجد في المركز الثاني، حيث حل ثالثا خلف لاتسيو "الوصيف".

لكن الإنتر لن يكون الفريق الوحيد في تاريخ البطولة الذي يحمل لقب "الحصان الأسود"، بوصوله إلى النهائي في موسم لم يكن جيدا كفاية خلاله لهذا الحلم، فهو أمر تكرر كثيرا.

ويشهد التاريخ لفرق كثيرة حطمت التوقعات وواصلت الطريق نحو "ذات الأذنين"، وهو ما يبشر أبناء سيموني إنزاغي باستعادة الكأس الغائبة عن خزائنهم منذ "13 عاما".

مسيرة استثنائية

"النيراتزوري" قطع مسيرة استثنائية نحو النهائي، حيث تأهل عن المجموعة الثالثة كوصيف للعملاق بايرن ميونخ، بينما أطاح بعملاق آخر وهو برشلونة، متفوقا عليه بفضل فوزه ذهابا في إيطاليا (1-0)، وتعادلهما في "كامب نو" بمباراة ملحمية انتهت (3-3).

وفي دور الـ16 لم تكن مهمة الإنتر هينة، حيث تجاوز بورتو البرتغالي بفوزه ذهابا في إيطاليا (1-0) والتعادل بدون أهداف إيابا، وكرر نفس السيناريو في ربع النهائي أمام عملاق البرتغال الآخر بنفيكا، لكن هذه المرة هزمه في عقر داره (2-0)، قبل أن يتعادلا في موقعة نارية بسان سيرو (3-3).

وترقب الجميع سقوط الإنتر في نصف النهائي أمام غريمه الأزلي ميلان في ديربي إيطالي ناري، لكن فريق الأفاعي لدغ جاره وألحق به هزيمة ستظل خالدة في تاريخ مواجهتهما، حيث تفوق عليه ذهابا وإيابا (2-0) و(1-0)، على الترتيب.

تاريخ الأبطال

لم يتوقع كثيرون أن يصل إنتر لنهائي دوري الأبطال في ظل تقلب مستواه على مدار الموسم، إلا أن هذا المؤشر ليس دقيقا في التاريخ الذهبي لأبطال أوروبا.

وعلى مدار البطولة الأفضل حول العالم، كان هناك أبطال وصلوا إلى النهائي في مفاجأة مدوية، وأكملوا المشهد بالصعود إلى منصة التتويج، وهو ما يحلم به أنصار الإنتر أمام العملاق الإنجليزي مانشستر سيتي.

وهذه الظاهرة ليست جديدة على دوري الأبطال، لكن فعلها عدد كبير من الأندية الأوروبية وكانت البداية منذ عام 1976 عندما وصل سيلتيك الاسكتلندي إلى النهائي، والمثير أنه واجه إنتر ميلان الذي كان يملك آنذاك جيلا ذهبيا استطاع الفوز باللقب مرتين على التوالي (1963-1964، 1964-1965).

ورغم ذلك فاز النادي الاسكتلندي، في أول ظهور له بنهائي الأبطال على "النيراتزوري" (2-1) في مدينة لشبونة بالبرتغال.

مفاجآت مدوية

ولا ينسى عشاق الكرة الأوروبية نسخة 1979، التي كان فيها نوتينغهام فورست الإنجليزي "الحصان الأسود" الذي وصل إلى النهائي مع مالمو السويدي في مفاجأة للجميع، واستطاع الفريق الإنجليزي أن يرفع الكأس الغالية على ملعب ميونخ الأولمبي في ألمانيا.

وفي حقبة الثمانينيات، كانت المفاجآت حاضرة بقوة بدءا من أستون فيلا صاحب اللقب في 1982 بعد فوزه على بايرن ميونخ (1-0)، ثم تكرر الأمر في العام التالي عندما تغلب هامبورج الألماني على يوفنتوس في النهائي بنفس النتيجة.

وفي 1986، فجر ستيوا بوخارست الروماني مفاجأة كبرى، بعدما بلغ النهائي وحصد اللقب بفوزه على العملاق الإسباني برشلونة (2-0) بركلات الترجيح، محققا الكأس الأولى والأخيرة في تاريخه حتى الآن.

وكانت أكثر النهائيات غرابة في تاريخ البطولة عام 1991، عندما اخترق النجم الصربي حصار الكبار لـ"ذات الأذنين" واستطاع أن يخطف تذكرة النهائي بل ويفوز على مارسيليا الفرنسي (1-0) ليحقق اللقب الوحيد أيضًا في تاريخه.

نهائي إسطنبول

في العصر الحديث لكرة القدم، وتحديدا مع الألفية الثانية لم تكن المفاجآت حاضرة بقوة في النهائي، باستثناء ظهور بورتو في نهائي 2004 أمام موناكو، في ليلة حسمها أبناء البرتغال بثلاثية نظيفة على حساب الفريق الفرنسي، وشهدت ميلاد المدرب القدير جوزيه مورينيو.

كما كان وصول ليفربول لنهائي العام التالي (2005) مفاجئًا خصوصا أنه أطاح في طريقه بعمالقة كبار مثل باير ليفركوزن، يوفنتوس وتشيلسي، رغم أن "الريدز" لم يكن في أفضل حالاته بإنجلترا، إذ أنهى الموسم في المركز الخامس بـ"البريميرليغ".

وأكمل "الريدز" سلسلة المفاجآت بمباراة نهائية خالدة استطاعوا خلالها الفوز على ميلان الإيطالي بركلات الترجيح (3-2)، بعد عودة تاريخية من الهزيمة (0-3) إلى التعادل (3-3)، وهي ليلة لن ينساها كل من كان في ملعب أتاتورك الأولمبي الذي يستضيف مجددا نهائي هذا العام.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة