شهاب – تقرير خاص
حذرت عائلة القيادي في حركة حماس الشيخ مصطفى أبو عرة (62 عامًا)، من تردي حالته الصحية بشكل أكبر مما هي عليه الآن، جراء استمرار اعتقاله في سجون السلطة لليوم الثالث على التوالي، محملة الأجهزة الأمنية المسؤولية كاملة عن ذلك.
وتواصل أجهزة أمن السلطة في طولكرم، اعتقال القيادي أبو عرة لليوم الثالث على التوالي، بسبب فيديو متداول له طالب فيه بوقف الاعتقالات السياسية بحق المقاومين والنشطاء والصحفيين.
وقالت العائلة لوكالة "شهاب" للأنباء، أن الشيخ أبو عرة مازال محتجزا في مستشفى بطولكرم بسبب وضعه الصحي الصعب، وزاره محامي الهيئة المستقلة لتفقد وضعه وحالة اعتقاله، ومن المتوقع أن يتم نقله لمركز توقيف الشرطة.
وأكدت عائلته، أن قرار الاعتقال صدر من رام الله، وأن الشيخ كان يرفض أن يذهب لمقرات الأجهزة الأمنية بقدمه، لولا تدخل عدة أشخاص بعد تهديد السلطة باقتحام المنزل ولو كلفهم ذلك نزول الدم، على حد قولهم.
واستغربت تواصل اعتقاله حتى اللحظة، رغم حالته الصحية السيئة والأمراض التي يعاني منها، بسبب تعبيره عن رأيه ومطالبته بوقف الاعتقالات السياسية التي تعيق تحقيق وحدة وطنية وتفشل اللقاء المزمع عقده للأمناء العامين في القاهرة، نهاية الشهر الجاري.
ولفتت العائلة إلى أن تاريخ ومواقف الشيخ تشهد له بالوحدوية والدعوة للوقوف معا في مواجهة التحديات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، "وعندما جاء وفد حركة فتح لمخيم جنين، الشيخ كان يقف بجانب العالول ورفض ما حصل من طرد لهم على يد عناصر غاضبة من نفس الحركة".
يمكث في المستشفى
بدوره، قال نائب رئيس المجلس التشريعي، د. حسن خريشة، أنه زار مساء يوم أمس، الشيخ مصطفى أبو عرة في مستشفى ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم.
ووصف خريشة الشيخ بأن معنوياته مرتفعة، ووضعه الصحي مستقر نسبيا، وقال "تألمت ولم أمكث معه طويلا، لأني لم أستطع رؤية شيخ وقور ومثقف وأحد دعاة الوحدة الوطنية، والحريص دائما على النسيج المجتمعي.. مكبلا ورهن اعتقال غير مبرر ومرفوض وطنيا وشعبيا".
وطالب خريشة بإطلاق سراح أبو عرة وكل المعتقلين حتى يقتنع الشارع أن الدعوة للحوار واجتماع القاهرة جدي ،"ويحقق نتائج تعزز الوحدة وأهمها وحدة الميدان، فنحن جميعا مستهدفون من الاحتلال وكذلك وحدتنا".
من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى الإفراج الفوري عن الشيخ أبو عرة الذي اعتقلته أجهزة السلطة الأمنية في طوباس، مؤكدة ضرورة التحرك الشامل لإجبار السلطة على وقف سياسة التنسيق الأمني والاعتقال السياسي المُهين.
وقالت الحركة في تصريح صحفي: إنّ اعتقال الشيخ مصطفى أبو عرة، وهو شخصية وحدوية وصاحب حضور وطني ودور دعوي ومجتمعي متقدم، يمثل استخفافا برموز شعبنا وشخصياته الاعتبارية وقيمه المجتمعية، ويعكس إصرارا على تنفيذ أجندة لاوطنية لا تخدم سوى الاحتلال، ويضع علامات استفهام على إمكانية نجاح الدعوات الأخيرة للفصائل للاجتماع والحوار في القاهرة.
وشددت على أنّ هذا الاعتقال الفجّ، وهو ينفذ في وقت تتصاعد فيه انتفاضة شعبنا بوجه الاحتلال وجرائمه في القدس والأقصى وسائر أنحاء أرضنا المحتلة، ليؤكد أن هذا التيار المتنفذ في السلطة وأجهزتها الأمنية لا يبالي بالسلم الداخلي والمجتمعي، ويصرّ على ضرب وحدة شعبنا وتدمير أي تقدم نحو تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال والانعتاق من الاحتلال.
من هو الشيخ أبو عرة؟
عمل الشيخ إمامًا وخطيبًا في حي المدينة الرياضية في عمان بين عامي (1982-1984)، وإمامًا وخطيبًا لمسجد تابع لعرب الشبلي في الداخل المحتل لعدة أشهر عام 1986، وإمامًا وخطيبًا في مسجد صير في جنين عام 1987 لمدة سنة، ثمَّ عُيِّن واعظًا وخطيبًا في محافظة جنين بعقد من رابطة العالم الإسلامي بين عامي (1992-1996)، وانتقل بعدها للعمل مديرًا لمكتب زكاة جنين لعدة أشهر، وعمل بعدها مدرسًا للتربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم، كما عمل مأذونًا شرعيًا بين عامي (1999-2018)، بحسب سيرته الذاتية التي نشرها مركز رؤية.
وبدأ أبو عرة حياته متدينًا، وانتمى لجماعة الإخوان المسلمين أثناء دراسته الجامعية، وشارك في نشاطاتها الطلابية التوعوية والدعوية، وبعد عودته إلى فلسطين عام 1985 انخرط في العمل الدعوي والتربوي والاجتماعي.
والتحق بحركة حماس فور تأسيسها، وأسس فرعها في بلدة عقابا، وشارك في إعداد وتنفيذ العديد من فاعليتها في عقابا ومحافظة جنين، وكان عضوًا في لجنة طوارئ شكلتها الحركة لمتابعة العمل الدعوي والحركي في المحافظة بين عامي 1996-1998.
كما أنَّه انخرط في العمل المؤسساتي؛ فكان رئيسًا للجمعية العلمية الثقافية في عقابا في تسعينيات القرن الماضي، وعضوًا في جمعية البر والإحسان في جنين ورئيسًا لمكتبها بين عامي (2000-2007)، ومديرًا لمكتب رابطة علماء فلسطين في محافظة جنين لعدة سنوات.
وانتخب رئيسًا لمجلس شورى حركة حماس في محافظة جنين لدورتين متتابعتين (1998-2007)، وانتخب عضوًا في بلدية عقابا عن قائمة الإصلاح والتغيير في انتخابات عام 2005، وأصبح رئيسًا للبلدية عام 2007.
وخلال مسيرته، تعرض للاستهداف من قوات الاحتلال التي منعته من السفر منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، ومنعته من دخول الأراضي المحتلة عام 1948 منذ عام 1986، واستدعته مخابراته عدة مرات.
واعتقله الاحتلال أول مرة عام 1990، ثمَّ توالت اعتقالاته، وتعرض خلالها لتحقيق قاسٍ، وأبعد إلى مرج الزهور أواخر عام 1992، واغتيل شقيقه علان (من كوادر كتائب القسام) عام 1996 بالقرب من بلدة الجلمة قضاء جنين. وعرقل الاحتلال عمله رئيسًا للبلدية.
كما لم يسلم من حملات الاعتقال السياسي فاعتقلته أجهزة أمن السلطة عدة مرات، ليكون هو الآخر رغم مكانته ضحية أخرى لسياسة الباب الدوار.
واعتاد أبو عرة في الآونة الأخيرة على تصدير تصريحات ومواقف تلامس الهم الوطني وتدعو إلى الوحدة والتصدي لعدوان الاحتلال واستهدافه للمسجد الأقصى.