حماس والعلاقات الدولية والعمل الدبلوماسي عنوان مؤتمر نظَّمه مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات، وكان لي شرف الحضور والمناقشة بهذا المحور بالغ الأهمية، إذ تناول المشاركون عبر أوراق بحث تاريخ ومحددات العلاقات الدولية والعمل الدبلوماسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي أشار الحضور على تطور في العمل الدبلوماسي لحركة حماس، وهو ما يطرح تساؤلات مهمة: ما هي أهم محددات السياسة الخارجية لحركة حماس؟ وما أبرز المراحل في تاريخها الدبلوماسي؟ وما أبرز العقبات والتحديات التي تعترضها؟
أولًا: ثوابت السياسة الخارجية الحمساوية.
ست ثوابت أشارت إليها أدبيات حركة حماس وهي:
1.عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
2.الاستقلالية في اتخاذ القرار.
3.البحث عن أرضية مشتركة.
4.تجنب تضارب التحالفات.
5.تجنب إثارة العداء للآخرين.
6.حصر المقاومة المسلحة داخل حدود الانتداب البريطاني لفلسطين.
ثانيًا: أبرز المراحل والمحطات في التاريخ الدبلوماسي لحركة حماس.
تعتبر حرب الخليج و اجتياح العراق للكويت أول تحدٍ دبلوماسي لحركة حماس، ولا سيما بعد أن حسمت منظمة التحرير الفلسطينية موقفها بدعم العراق، ذهبت حركة حماس باتجاه رفض اجتياح العراق للكويت، وانطلقت حماس في قرارها حفاظًا على الوجود الفلسطيني بالكويت، ولاقى القرار ترحيبًا عربيًا ولا سيما من السعودية، ثم جاءت المحطة الثانية عبر حادثة الإبعاد الشهيرة مرج الزهور عام 1992 التي تعرف العالم على حركة حماس ونُخبها المبعدة، وهو ما ساهم في انفتاح الكثير من الدول والمنظمات على الحركة، ثم فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006 التي حصدت 74 مقعدًا من مقاعد البرلمان وشكلت الحكومة وهو ما دفع بعض الدول إلى استقبال وزير الخارجية محمود الزهار وكتلتها البرلمانية في العديد من العواصم العالمية.
وهناك الكثير من المحطات مثل الربيع العربي، والعدوانات المتكررة على قطاع غزة، وغير ذلك ساهمت في المزيد من الانفتاح وعقد اللقاءات والاتصالات علنيًا وسريًا من بعض العواصم التي باتت تنطلق من فرضية أن حماس جزء من الحل وليست المشكلة.
ثالثًا: أبرز العقبات والتحديات أمام دبلوماسية حماس.
هناك تحدٍ داخلي وتحدٍ خارجي على النحو التالي:
1.التحدي الداخلي وينقسم إلى:
ا. العلاقة التنافسية حول وحدانية التمثيل السياسي والدبلوماسي مع منظمة التحرير الفلسطينية.
ب. قدرة حماس كحركة إسلامية على صناعة نخبة من صفوفها قادرة على مخاطبة المجتمع الدولي.
2. التحدي الخارجي وينقسم إلى:
ا. ارتباط حماس بجماعة الإخوان المسلمين.
ب. تبني حماس النهج العسكري والرؤية السياسية التي تتبنى تحرير فلسطين التاريخية.
الخلاصة: التحديات التي تعترض الحركة الإسلامية لبناء علاقات طبيعية مع الدول تحتاج إلى جهد وخارطة طريق جوهرها يقوم على مسارين: الأول: الذهاب لانتخابات تدفعها لأن تكون جزءًا مؤثرًا في منظمة التحرير الفلسطينية، والثاني: تبني خطاب إعلامي وقانوني ينسجم بين النظرية والتطبيق وهو ما يؤكد حاجة الحركة لرأس مالٍ اجتماعي قادر على الإبداع ومخاطبة العالم.