توافق اليوم الذكرى الـ30 لاستشهاد المجاهد القسامي محمد عزيز رشدي من الخليل، بعد اشتباك مسلح أدى لمقتل 6 من جنود الاحتلال.
سيرة بطل
ولد الشهيد البطل محمد عزيز رشدي في مخيم العروب بمدينة الخليل عام (1969م) حيث نشأ في أسرة محافظة فارتبط بالمسجد منذ نعومة أظفاره، وامتاز بذكائه وتفوقه في دراسته.
درس المراحل الأساسية في مدارس المخيم، ومن ثم أكمل تعليمه في معهد المعلمين في رام الله في الرياضيات، وترأس في ذلك الحين العمل الإسلامي، فكان رئيسا لمجلس الطلبة وأميرا للكتلة الإسلامية.
عرف بين إخوانه بعزة نفسه وإبائها حيث رهن حياته وماله لدعوته ودافع عنها في كل موقع، وكان محمد من أوائل أطفال مخيم العروب يسابق الكبار على الصلاة في الصفوف الأولى داخل مسجد عمر بن الخطاب، وأتقن الشهيد لعبة الكاراتيه وقد حصل على الحزام الأسود.
جهاده
مع اشتعال انتفاضة الحجارة عام 1987 انخرط محمد في فعالياتها وقاد شباب مخيم العروب، واستخدم وإخوانه أسلحة الانتفاضة من الكتابة على الجدران وتنفيذ الفعاليات عبر مناشير حركة حماس، إضافة إلى إغلاق الشوارع خارج المخيم وداخله، حتى قذف سيارات الجنود والمستوطنين بالحجارة والزجاجات الحارقة والفارغة.
نال قسطا من العذاب والاعتقال على أيدي الاحتلال، حيث اعتقل ست مرات كانت أولها أثناء عودته من الأردن إلى أرض الوطن حيث اقتيد إلى معسكر الفارعة قرب نابلس، وفي جميع الاعتقالات كان يخضع للتحقيق القاسي والتعذيب الشديد.
56 عملية فدائية
"الحاج بركات"؛ الاسم الحركيّ للقائد محمد رشدي لأنه العقل المدبّر لعشرات العمليّات الفدائيّة، حيث قرر أن يعيش حياة المطارد حتى أصبح متهما بالعديد من العمليات التي أجملها العدو بالمشاركة والتخطيط والتنفيذ والإعداد لأكثر من 56 عملية عسكرية في المنطقة.
وكان من أبزر عملياته: إيواء مطاردي القسام، وحلقة الوصل لخلايا القسام في الضفة الغربية، وتنظيم وتجنيد عناصر، وقتل كولونيل متقاعد في الجيش الصهيوني عام 1993 يدعى موردخاي ليبتن من قرب من مغتصبة إفراتا، وقتل الكابتن كوبي ومرافقه وجرح آخر قرب بلدة دورا قضاء الخليل، والعديد من التهم الأخرى التي توجها شهيدنا البطل بأسر "يارون حاييم" وقتله ردا على جريمة الجيش الصهيوني بقتل أخيه مطارد كتائب القسام ماهر أبو سرور والتمثيل بجثته، وذلك بعد أسبوع من هذه الحادثة البشعة.
استشهاده
بعد يوم من توقيع اتفاقيات أوسلو (13/9/1993) كان البطل محمد بمعية مجموعة من كتائب القسام في مهمة جهادية في وادي سعير قرب الخليل، وأثناء اشتباك مسلح مع قوة صهيونية، أصيب بجروح فطلب من زملائه محمد طقاطقة وخالد الزير وعبد الرحمن حمدان وإبراهيم سلامة أن ينسحبوا وأن يبقى هو يغطي انسحابهم.
قاتل حتى استشهد بعد إصابته بصاروخ في رأسه فاستشهد بطلنا وقد اعترف العدو بمقتل ستة من جنوده في المعركة.