خاص _ شهاب
يعتبر موسم الأعياد اليهودية الأخطر على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، لا سيما في السنوات القليلة الأخيرة، لاستغلال الاحتلال ومستوطنيه هذه الأيام لمحاولة فرض سيطرتهم على المسجد وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، والسعي بكل ما يملكون لتنفيذ مخططاتهم، والعمل على إعادة بناء هيكلهم المزعوم.
وتنطلق اقتحامات المستوطنين في موسم الأعياد اليهودية بعد يومين 17 أيلول/ سبتمبر الجاري، عبر تنظيم اقتحامات كبيرة للأقصى والبلدة القديمة، وتأدية طقوس تلمودية وتوراتية، ضمن الحرب الدينية على المسجد والمدينة المقدسة، وتستمر قرابة ثلاثة أسابيع.
وتستغل جماعات الهيكل الأعياد اليهودية لممارسة طقوسها التلمودية والتوراتية في المسجد المبارك، أبرزها الصلوات والدعاء والصوم وذبح القرابين والنفخ في البوق وغيرها، في مساعي لتهويده وفرض واقع جديد فيه.
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، قال إن التصعيد المقبل على المسجد الأقصى المبارك يرتبط بسلوك الاحتلال على الأرض، ومدي تنفيذه لتهديدات مستوطنيه وجماعاته المتطرفة، موضحًا "إذا واصل الاحتلال تنفيذ سياسته التهويدية والإرهابية فهذا يفتح المجال لتصعيد كبير على الأرض، لاسيما أن المقاومة تقف على أهبة الاستعداد لمواجهة هذه التهديدات، وفي مقدمتها ما يتعلق بالأقصى، الذي يعد خطًا أحمرًا لا يمكن تجاوزه".
وأكد الصواف خلال حديث خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أنه على الاحتلال الحذر الشديد، فإن المس بالأقصى والقدس سيشعل الأوضاع في المنطقة، مبينًا أن الأمر لن يقتصر على الساحات الفلسطينية بل يشمل كل الساحات العربية والإسلامية التي تقف في وجه الاحتلال بكل ما لديها من قوة.
وأضاف أن المعركة ستكون شاملة وقوية ضد الاحتلال وغطرسته، وهو يمارس حربًا دينية بشكل علني تستهدف القدس والأقصى.
وبين الصواف أن المقاومة في غزة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48 أعلنت موقفها وتحدثت عن قرارها، وأكدت أنها متأهبة وجاهزة للذود والدفاع عن كل فلسطين.
ومن جانبه أكد الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، أن المسجد الأقصى عقيدة للمسلمين وآية منقوشة في كتاب الله، وأن الرباط فيه وشد الرحال إليه دفاع عن حوض الرسول الكريم.
ودعا الشيخ الخطيب، لبذل كل جهد ممكن في معركة الإرادات التي نخوضها مع الاحتلال لتثبيت حقنا في المسجد الأقصى ونيل شرف الرباط فيه.
وقال إن المطلوب هو عدم خذلان المسجد الأقصى، وعدم المساومة عليه أو إدارة الظهر له، وأن يشد الجميع الرحال إليه.
ونبه إلى أن ثلاثة أسابيع صعبة ستمر على المسجد الأقصى المبارك، بسبب دعوات استباحته وتدنيسه من الجماعات الاستيطانية.
وأشار إلى أن الاحتلال يستغل الواقع العربي والفلسطيني العام وموجة التطبيع العمياء على حساب الصمت عما يجري في المسجد الأقصى.
وانطلقت دعوات مقدسية للزحف إلى المسجد الأقصى المبارك، للرباط والاعتكاف فيه وحمايته من العدوان "الإسرائيلي" المرتقب.
ودعت حراكات شبابية في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، جموع المقدسيين للزحف إلى المسجد الأقصى بدءاً من الليلة للدفاع عنه ورد عدوان المستوطنين.
من جانبها دعت رابطة أهالي بلدة صور باهر في القدس المحتلة، للرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى الليلة، لحمايته من مخططات الاحتلال والجماعات الاستيطانية.
ووجهت الرابطة نداءً لأبطال صور باهر الذين كانوا سداً منيعا أمام عدوان الاحتلال على المقدسات، بأن واجب اللحظة يحتم على الجميع الرباط والاعتكاف في الأقصى، وإفشال مخططات المستوطنين لتهويد المسجد خلال الاحتفال بأعيادهم.