قال الكاتب والمحلل السياسي فرحان علقم، إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول عبر أدواته المتعددة ومنها المستوطنون المتطرفون أن يفرض أمرا واقعا في كل الساحة الفلسطينية وخاصة في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأوضح علقم أن الاحتلال يلحق هذه الانتهاكات بالمسجد الإبراهيمي، ومن ثم يسعى لفرض السيادة الكاملة على المسجد الأقصى لاحقا.
وأضاف أن تركيز الاقتحامات للمسجد الأقصى ومنع الأذان في المسجد الإبراهيمي في المناسبات والأعياد اليهودية، يهدف إلى ربط هذه الاقتحامات لهذه الأماكن بروابط دينية، ليوهم الجميع بأن له حقوقا دينية وتاريخية، ليضفي شرعية على كل هذه الممارسات وإن كانت باطلة.
وحذر من مخاطر هذه الاقتحامات والانتهاكات، مشددا على ضرورة التصدي لكل هذه الممارسات وفضحها وتعريتها إلى جانب ضرورة الحشد والرباط في المسجد الأقصى حتى لا يؤخذ الشعب الفلسطيني والأمة فيه على حين غرة.
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول أن يضفي شرعية محلية ودولية على ما يفرضه من أمر واقع ضمن خطة شاملة تستهدف الوجود الفلسطيني على هذه الأرض، وتستهدف كل ما يمت للعقل الفلسطيني بصلة، إما بالاقتلاع أو التدمير أو التهويد جغرافيا وتاريخيا وثقافيا ودينيا وفي كل المحاور والاتجاهات.
ويستبيح مئات المستوطنين، لليوم الخامس على التوالي، باحات المسجد الأقصى المبارك، في ما يسمى بعيد "العرش" اليهودي، وسط أداء طقوس تلمودية وصلوات توراتية جماعية ونفخ في البوق ورقص وغناء.
وأغلقت قوات الاحتلال، صباح اليوم الإثنين، المسجد الإبراهيمي في الخليل؛ بحجة الاحتفال بما يسمى عيد "العرش" اليهودي، والذي يصاف اليوم خامس أيامه، ضمن حرب الاحتلال على المقدسات.
وتحاول حكومة الاحتلال وما يسمى جماعات الهيكل ترسيخ الوجود اليهودي بشكل مكثف في مدينة القدس المحتلة.
ويتم توظيف ما يسمى بالأعياد التوراتية لمزيد من السيادة المزعومة والسيطرة على القدس والإحلال اليهودي، إن كان الإحلال التوراتي أو الإحلال السياسي على القدس.
ويسعى المستوطنون المتطرفون لأوسع اقتحامات ممكنة للأقصى، تلبية لدعوة جماعات “الهيكل” أنصارها لتكثيف اقتحام الأقصى طيلة “عيد العرش” اليهودي، الذي بدأ السبت ويستمر أسبوعاً، وهي فترة يُتوقع أن تشهد توترات كبيرة.
وتستمر اقتحامات المستوطنين حتى الخامس والعشرين من أكتوبر، وهو ذكرى السابع من أكتوبر حسب التقويم العبري، حيث انطلقت وقتها معركة طوفان الأقصى والتي كان أحد أسبابها عربدة المستوطنين في الأقصى خلال عيد العرش، وما سبقه من مناسبات عبرية، ومن المتوقع أن يحولها المستوطنون إلى ذكرى بكائية يستبيحون فيها الأقصى.
وإضافة إلى استخدام المستوطنين المتطرفين، تتبع حكومة الاحتلال سياسة تقود إلى زيادة أعداد المستوطنين في القدس وتقليل عدد الفلسطينيين، وتعمل منذ سنوات على تهويد المدينة بكل الطرق الممكنة، بما في ذلك خلق واقع جديد في الأقصى ومحيطه وأسفله كذلك.
وتتواصل الدعوات الفلسطينية لشد الرحال إلى الأقصى وتكثيف التواجد والرباط فيه، لمواجهة مخططات التقسيم والتهويد التي يحاول الاحتلال والمستوطنون فرضها.
وأطلق مرابطون مبعدون عن المسجد الأقصى، نداء لأوسع هبة شعبية صوب المسجد المبارك، للحشد فيه وحمايته من مخططات الاحتلال الخطيرة، وتفريغه من المصلين.