مسؤولون أميركيُّون: "إسرائيل" ستجد صعوبةً في تدمير حزب اللَّه.. وهذا ما طلبه بايدن من "تل أبيب"فور اغتيال نصر الله

مسؤولون أميركيُّون: "إسرائيل" ستجد صعوبةً في تدمير حزب اللَّه.. وهذا ما طلبه بايدن من "تل أبيب"فور اغتيال نصر الله

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن مسؤولين أميركيين يرون أنه من الصعب على "تل أبيب" النجاح في تدمير قدرات حزب الله، وأن الغزو البري "المحتمل" للبنان قد يأتي بنتائج عكسية.

وفي تقارير سابقة، أكّدت تقارير عبريّة، وتحليلات عسكرية، أنّ المعركة ضدّ حزب الله "طويلة ومعقدة"، مشددةً على امتلاك حزب الله "القدرة على الاستمرار في استنزاف إسرائيل".

وبحسب الصحيفة الأمريكية، اعتبر هؤلاء المسؤولون أن "إسرائيل" ستجد صعوبة في تدمير حزب الله إذا بدأت غزوا بريًا لمعقله في جنوب لبنانوأشاروا إلى، أن تضرر المدنيين سيكون أكبر مما حصل في قطاع غزة إذا قرر نتنياهو مهاجمة ترسانة الحزب.

ورجح هؤلاء، وفقًا لـ "نيويورك الأمريكية"، اتخاذ حزب الله إجراءات أشد ضد "إسرائيل" ردًا على اغتيالها أمينه العام حسن نصر الله في غارات جوية على ضاحية بيروت الجنوبية أول أمس الجمعة.

كما ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ رئيس وزراء  الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اغتيال نصر الله قد يشعل حربًا إقليمية، وطلب منه وقف نيرانه.

وقال مسؤول أميركي، إن واشنطن تحذر من أن الغزو البري للبنان قد يأتي بنتائج عكسية، وفق ما نقلت صحيفة واشنطن بوست.

وأضاف، أن واشنطن تواصل نصيحة "إسرائيل" بعدم شن غزو بري للبنان.

كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول إسرائيلي أن حزب الله قادر على إطلاق مئات الصواريخ في وقت واحد على مدن مثل تل أبيب وحيفا، وأضاف أن تجاوز عدد قليل من الصواريخ الدفاعات الجوية كاف لإحداث أضرار هائلة.

وفي السياق ذاته، اشتكى مسؤولون أميركيون من أن "إسرائيل" تفعل ما تريد دون استشارة واشنطن ثم تسارع لطلب الحماية منها.

ووفق هؤلاء المسؤولين، فإن "الخطر الأكثر قربًا هو كيف ستختار إيران الرد على اغتيال نصر الله".

ومن جانبها ذكرت الباحثة في مركز "كونترول ريسكس"، دينا عرقجي، أنه كان لدى الحزب في عام 2006، قرابة "15 ألف صاروخ"، وهو عدد "تضاعف نحو 10 مرات" على الأقل.

وتُعتبر وحدة "الرضوان" الأبرز في صفوف حزب الله، وهي معروفة بشكل خاص بكفاءتها القتالية وأهميتها الاستراتيجية في الصراعات التي شهدتها المنطقة.

تضم الوحدة عدة آلاف من العناصر المدربة تدريباً عالياً، وبعضهم لديهم خبرة عملياتية من الحرب  السورية.

إلى ذلك تُعتبر قدرات حزب الله التسليحية ملحوظة، وتُشبه بشكل أكبر جيش دولة متوسطة الحجم، حيث يمتلك الحزب أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك صواريخ فجر-5 وزلزال-2 المصنوعة في إيران.

وتُبرز هذه الأسلحة التهديد الذي يشكله حزب الله على أمن إسرائيل، وفق الموقع ذاته، حيث إن ترسانته قادرة على الوصول إلى أعماق الأراضي الإسرائيلية.

وفي مقال كتبه اللواء في احتياط "جيش" الاحتلال، والقائد السابق للكليات العسكرية فيه، غيرشون هاكوهن، أوضحت الصحيفة أنّ "إسرائيل لا تزال تعمل من دون استراتيجية" في وجه حزب الله.

أما الحزب، فتركز استراتيجيته على "محاولة المحافظة على زخم الاستنزاف"، بحيث "يمكن أن يبقى في يديه، حتى لو عمل الجيش الإسرائيلي براً وتموضع عند الليطاني"، بحسب ما تابعت الصحيفة الإسرائيلية.

ووفقاً لما أضافته، فإنّ كل ما يحتاج إليه حزب الله للحفاظ على حالة الاستنزاف هذه هو "مخزون كبير بما فيه الكفاية من الصواريخ والقذائف الصاروخية والطائرات المسيّرة، وهو ما يمتلكه بالفعل، والاستمرار في إطلاقها نحو إسرائيل".

في السياق نفسه، تساءلت منصة إعلامية إسرائيلية: "هل تم القضاء على حزب الله؟ هل يستسلم؟"، لتجيب مؤكدةً أنّ الجواب عن ذلك هو "لا".

وشدّدت على أنّ حزب الله "يحسب أفعاله، ويفحص وجهة الأمور بعد تلقيه ضربةً"، محذّرةً من أنّ الذروة لم يتم بلوغها بعد، "فهي لا تزال في الأمام وليست في الخلف، وردود حزب الله في الطريق على الرغم من التأخير".

قائد الدفاع الجوي الإسرائيلي السابق: لدى حزب الله قدرات إطلاق لا تنتهي

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن قائد الدفاع الجوي السابق في "الجيش" الإسرائيلي، العميد تسفيكا حايموفيتش، قوله إن حزب الله أطلق بيوم واحد، ما يفوق 180 صاروخاً، مؤكداً أن لدى حزب الله القدرة على فعل ذلك في ساعة واحدة.

وأضاف أنّ لحزب الله قدرات إطلاق لا نهائية، ولا تنضب، لافتاً إلى أن ما شهدته "إسرائيل" في اليومين الماضيين لا يقترب مما يمتلكه حزب الله من قدرات، ومما يستطيع فعله.

وفي وقت سابق، أكّد رئيس مجلس "الأمن القومي" السابق، يعقوب عميدرور، أنّ "إسرائيل ليست قريبة حتى من بداية تدمير قدرات حزب الله"، مضيفاً أنّ "تل أبيب بعيدةً جداً جداً عن هزيمته، أو سلب قدراته".

وأضاف عميدرور للقناة الـ"14" الإسرائيلية أنّ "حزب الله بدأ الحرب بعد أن رمى على إسرائيل عشرات آلاف الصواريخ، وهو لديه نحو 100 ألف، وإذا ضربنا 30 ألفاً، فما زال لديه 70 ألفاً، وهو سبعة أضعاف ما كان لدى حماس"، لذلك، "نحن بعيدون جداً جداً عن هزيمته وسلب قدراته".

وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ حزب الله "قادر على ضرب تل أبيب وشلّ المجال الجوي الإسرائيلي ومحطات الطاقة وقواعد سلاح الجو، على الرغم من عمليات الجيش" الإسرائيلي.

وأضاف الإعلام الإسرائيلي أنّ "الأهداف ستنتهي بعد وقت، وستبدأ حرب استنزاف، ونحن نعلم هذا من الماضي".

وأطلق حزب الله نحو 400 صاروخ من لبنان منذ الإثنين، بحسب ما أفاد الإعلام الإسرائيلي، طالت مقار وقواعد للاحتلال الإسرائيلي في الشمال وفي حيفا وفي العمق، على الرغم من العدوان الإسرائيلي الواسع والعنيف، والذي طال مختلف المناطق اللبنانية في الجنوب والبقاع.

إذن، كم تبلغ بـ "لغة الأرقام" و"التقديرات" ترسانة حزب الله العسكرية؟

وفقا للمعلومات المتوفرة فإنه لدى حزب الله 100 ألف جندي ووحدات قتالية خاصة، وترسانة صواريخ تقدر بنحو 200 ألف قطعة مداها الأقصى يصل إلى نحو 700 كيلومتر، ومسيرات وصواريخ مضادة للطائرات والسفن والدبابات.

وسبق أن صرح الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأن عدد مقاتلي الحزب يبلغ 100 ألف، من بينهم وحدة قتالية تحمل اسم "الرضوان"، وهي وحدة كوماندوز ذات خبرة قتالية عالية يبلغ عدد مقاتليها نحو 2500.

لم يكشف حزب الله عن ترسانته العسكرية بصورة واضحة وصريحة، إلا أن تقديرات لمراكز أبحاث ودراسات كشفت جزءًا مهمًا من تلك الترسانة.

يمتلك حزب الله ترسانة ضخمة من الصواريخ يقدر عددها بين 100 و200 ألف صاروخ، وقذائف هاون وقذائف صاروخية، منها مئات الصواريخ عالية الدقة والتدمير.

أطول صواريخ الحزب مدى هي صواريخ "سكود سي" و"سكود دي" التي يصل مداها إلى نحو 700 كيلومتر، ويمتلك الحزب منها عددًا محدودًا.

ويمتلك الحزب أيضًا صواريخ بعيدة المدى، مثل صاروخ "زلزال" أو النسخة المطورة منه التي تعرف باسم "فاتح 110" بعدد يصل إلى 30 ألف صاروخ.

وتحمل النسخ المطورة من صواريخ "فاتح 110" نحو 500 كيلوغرام من المواد المتفجرة، ويمتد مداها بين 200 إلى 300 كيلومتر، وهي مجهزة أيضًا بآليات ملاحية دقيقة تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي أس" وتتمتع بقدر كبير من الدقة والتدمير.

أما عن الصواريخ متوسطة المدى، ففي ترسانة حزب الله نحو 80 ألف صاروخ من طراز فجر 3 و5 و"خيبر" أو "رعد 2 و3"، وهي صواريخ تصل إلى بعد 100 كيلومتر، بينما يمتلك الحزب نحو 40 ألف صاروخ من نوع "غراد" بمدى يمتد بين 15 إلى 20 كيلومترًا، إضافة إلى صواريخ كاتيوشا الروسية التي يصل مداها إلى 30 كيلومترًا.

ويمتلك حزب الله كذلك صواريخ مضادة للسفن من طراز "سي 802" صينية الصنع، وقد نجح عام 2006 باستخدامها لإصابة سفينة حربية إسرائيلية كانت على بعد 16 كيلومترًا قبالة سواحل لبنان.

ومن بين الصواريخ المضادة للسفن، يمتلك الحزب صواريخ "ياخنوت" الروسية المطورة من صواريخ "كورنيت" المضادة للدبابات، إذ يبلغ مداها بين 120 و300 كيلومتر.

ومن الأرض والبحر إلى الجو، يمتلك الحزب قدرات عسكرية تستطيع التصدي للطائرات عبر صواريخ "إس إي 17" و"إس إي 22" التي تستطيع ضرب الطائرات المسيرة والمروحيات، إذ أعلن الحزب إسقاطه مسيرة إسرائيلية لأول مرة جنوبي لبنان بصاروخ أرض جو في 29 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ومنذ العام 2006 طوّر حزب الله منظومة طائرات مسيرة، إذ أصبح يمتلك القدرة على تنفيذ مهمات استخبارية على مدى يصل إلى 400 كيلومتر عبر طائرات "أيوب" و"مرصاد" التي يمكنها أيضًا نقل حمولة صغيرة من الذخائر.

أبرز الصواريخ المضادة للدروع التي يملكها حزب الله هي صواريخ "كورنيت" الروسية الموجهة، والتي يصل مداها إلى نحو 5 كيلومترات، وتمتلك قدرة تدميرية هائلة.

مسيرات حزب الله

تشمل منظومة حزب الله الدفاعية صواريخ أرض-جو تكتيكية قصيرة المدى تعمل على ارتفاعات منخفضة من طراز (SA8)، وهو نظام دفاع صاروخي متنقل يشمل مركبات كبيرة سداسية العجلات، ومنصات إطلاق محسنة بإمكانها حمل ستة صواريخ، كما أنه معزز بثلاثة أنظمة من الرادارات: نظام مراقبة من طراز (H-BAND) بيضاوي الشكل يصل مداه إلى 30 كيلومترا، ونظام رادار نبضي للتعقب من طراز (J-BAND) يبلغ أقصى نطاق تتبع له نحو 20 كيلومترا، ورادار التوجيه من طراز (I-BAND) الذي بإمكانه توجيه صاروخين إلى هدف واحد.

وتضم المنظومة الدفاعية أيضًا نظام الدفاع الجوي (SA17) المعزز بصواريخ أرض-جو متوسطة المدى، وهو نسخة مطوّرة من نظام الدفاع الجوي المحمول (Buk-M1)، وتحتوي على أربع قاذفات صواريخ، ورادارات لتحديد الأهداف، ورادار للتوجيه، ومحطة لإدارة المعركة، ومركبات إطلاق ذاتية الدفع. ويمكن للمنظومة الاشتباك مع مجموعة واسعة من الأهداف تحلق على ارتفاعات تتراوح بين 10-24 ألف متر، وبمدى أقصى يصل إلى 50 كيلومترا، ويمكنها الاشتباك مع ما يصل إلى 24 هدفا في وقت واحد ومن أي اتجاه.

هذا بخلاف نظام الدفاع الجوي قصير المدى (SA22) الذي صممته روسيا في التسعينيات خصوصا لحماية الأهداف العسكرية والإستراتيجية. بإمكان هذا النظام التعامل مع مجموعة واسعة من الأهداف الجوية، مثل الطائرات والصواريخ البالستية وصواريخ كروز والمسيرات، هذا النظام مزود بنحو 12 صاروخا اعتراضيا أرض-جو جاهزة للإطلاق، ومحرك يعمل على مرحلتين بالوقود الصلب، ويصل مداه إلى 20 كيلومترا كحد أقصى.

وفي يومي 6 و9 يناير/كانون الثاني من العام الجاري، نجح حزب الله في تنفيذ هجومين بطائرات مسيرة على أهداف "إسرائيلية"، الأول استهدف قاعدة مراقبة حركة المرور التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في جبل ميرون، والثاني استهدف مقر القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي في مدينة صفد. الأمر الذي أرجعه البعض إلى أخطاء تكتيكية جسيمة من قِبَل منظومة الدفاع "الإسرائيلية"، في حين تساءل البعض الآخر عما إذا كانت المسيرات قد ساعدت حزب الله في قلب موازين المعادلة مع الاحتلال "الإسرائيلي".

ووفقًا لتقديرات "مركز ألما للأبحاث" الإسرائيلي لعام 2021، تشمل ترسانة حزب الله من المسيرات طائرات متعددة الأحجام، لها قدرات استطلاعية وهجومية، أهمها الطائرتان "مرصاد 1" و"مرصاد 2″، وهي نسخ مستوحاة من الطائرات الإيرانية "مهاجر 2" و"مهاجر 4″، ويصل مداها من 50 إلى 150 كيلومترا، كما أنها مزودة بكاميرتين أو ثلاث كاميرات من أجل المهام الاستطلاعية.

وتأتي بعد ذلك المسيرة "أيوب"، المسماة نسبة إلى حسين أيوب، أحد أهم العقول العسكرية للحزب في مجال التصنيع العسكري، ويتراوح مدى المسيرة ما بين 1700-2400 كيلومتر، ويمكنها حمل ما يصل إلى ثماني قنابل دقيقة التوجيه، بحسب بعض التقديرات. ويلي ذلك الطائرة "أبابيل"، وهي طائرة هجومية انتحارية يصل مداها إلى 150 كيلومترا، وبإمكانها حمل ما يصل إلى 45 كيلوغراما من المتفجرات. ثم تأتي المسيرة "حسان"، التي جالت في الأراضي الفلسطينية المحتلة فبراير/شباط 2022، وذلك لمدة 40 دقيقة إبان مهمة استطلاعية بعمق 70 كيلومترا، وعادت بعدها إلى قواعدها سالمة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة