اعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال دانييل هاغاري، بأن الجيش فشل فشلًا ذريعًا في 7 أكتوبر، وجاء اعترافه خلال سلسلة وثائقية جديدة بعنوان "اليوم الذي لا ينتهي".
ووفق ما أوردته قناة كان العبرية، اليوم نقلا عن هاغاري قوله: "لقد فشلنا وفقدنا ثقة الجمهور"، ويحكي لأول مرة عن محادثة مع أحد الاسرى العائدين وكيف أثرت على رسائل تصريحاته طوال الحرب>
ويحلل المسلسل أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، دقيقة بدقيقة، من مئات الزوايا، ومن أفواه أكثر من 100 شخص تمت مقابلتهم - "ناجون" من مهرجان نوفا، سكان الغلاف وسديروت وأوفاكيم، مجندات مراقبات ناجيات من المعركة بالإضافة إلى مقاتلين وطيارين و بعضهم يظهر للكاميرا لأول مرة.
وذلك، ضمن خمس حلقات أبرزهم ميوتشد ليفشيتز، البالغ من العمر 86 عامًا، والذي تم إطلاق سراحه بعد 17 يومًا من الأسر مرورًا بالطفل يجيل يعقوب، الناجي من الأسر البالغ من العمر 13 عامًا من نير عوز، إلى جنود وجدوا أنفسهم في خط النار بالصدفة.
ويوم أمس، اتهم مراقب الدولة الإسرائيلي متانياهو إنغلمان، جيش الاحتلال بعرقلة التحقيقات التي يجريها في إخفاقات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته في مؤتمر البنية التحتية والطاقة والنقل، الذي عقدته صحيفتا "جيروزاليم بوست" و"معاريف" العبريتان، وموقع "والا" الإخباري، بالتعاون مع بنك لئومي الإسرائيلي.
وانتقد المراقب رئيس الأركان هرتسي هاليفي قائلا: "لم تبدأ أي جهة خارجية موضوعية بفحص الإخفاقات".
وقال إنغلمان: "نقوم بسلسلة من التحقيقات التي لا تتعلق فقط بفشل 7 أكتوبر، إحداها ترخيص الحفل في (مستوطنة) ريعيم التي قُتل واختطف فيها 350 شخصًا، ولم تصل قوات إنقاذ إلى هناك".
وأضاف: "أوشكنا على الانتهاء من هذا التقرير، ولكي نكمله علينا أن نلتقي بثلاثة أشخاص في الجيش (لم يسمهم)، بمن فيهم الشخص المسؤول عن الترخيص هناك".
وأوضح أن "رئيس الأركان يعتقد أن مكتب مراقب الدولة لا ينبغي له أن يدخل الجيش على الإطلاق، وهو مخطئ".
ومكتب مراقب الدولة هو المؤسسة المركزية في "إسرائيل" لمراقبة مختلف أعمال أجهزة الدولة وهيئاتها، لضمان الرقابة على المال العام والمساءلة.
ويتم انتخاب مراقب الدولة في الكنيست (البرلمان) عبر تصويت سري لولاية مدتها سبع سنوات. ويشغل إنغلمان مهام منصبه منذ عام 2019.
مراقب الدولة أكد في كلمته، أن مكتبه يحقق أيضا في المسؤولية الأمنية عن (مستوطنتي) سديروت وأوفاكيم بمحاذاة غزة، مضيفا: "لم يكن الجيش متواجدا هناك في 7 أكتوبر".
وأضاف: "هناك إخفاق كبير هنا، لقد مر عام ولم يبدأ أي طرف خارجي موضوعي في التحقق من الإخفاقات".
ومطلع مايو/ أيار الماضي، اتهم مراقب الدولة مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والجيش بعدم التعاون مع التحقيقات في إخفاقات 7 أكتوبر، بينما يقول نتنياهو إن تشكيل أي لجنة تحقيق رسمية يجب أن يحدث بعد انتهاء الحرب وليس قبل ذلك.
وفي أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن إنغلمان أنه سيحقق في "المسؤولية الشخصية عن الإخفاقات في 7 أكتوبر"، وفق ما نقلت آنذاك هيئة البث الرسمية.
ووقتها، قال مراقب الدولة، إن مكتبه "سيفحص بعمق الفترة التي سبقت السبت الأسود (يوم الهجوم)، وكذلك سلوك الوزارات الحكومية في الفترة التالية"، دون أن يحدد موعدا لذلك.
وتسبب هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، بحالة إرباك في "إسرائيل" على كافة المستويات، وسط اتهامات لحكومة نتنياهو بفشل التنبؤ المسبق بالهجوم الذي اعتبره مسؤولون إسرائيليون أكبر خرق استخباري في تاريخ "تل أبيب".
ومنذ ذلك اليوم، تصب "إسرائيل" جام غضبها على المدنيين في قطاع غزة، ضمن حرب حظيت بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.