بثت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الثلاثاء، مشاهد من "استهداف وتدمير آليات تابعة للاحتلال بقذائف (الياسين 105) شرق معسكر جباليا، شمالي قطاع غزة".
وبدأ المقطع بظهور 3 مقاتلين داخل أحد مواقع التمركز بين أسلحتهم، وأحدهم يقول "نحن هنا في الصفوف الأولى بمعسكر جباليا وبصحبة هذا الحاج الذي اقترب عمره من الستين عاما، ورفض عيش الذل والهوان وطلب الجهاد في سبيل الله".
وأضاف، وهو يربت على ساق من جلس في المنتصف وجميعهم قد أخفيت ملامحهم، "سيكرمه الله إن شاء وسنثخن في هذا العدو الذي يستقوي على الأطفال والنساء ويرتكب المجازر يوما تلو الآخر، وبعون الله وقدرته سنريكم من جحيم معسكر جباليا".
وأظهر المقطع قيام الرجل الستيني باستهداف دبابة وإصابتها إصابة مباشرة، وكذلك استهداف دبابة أخرى متحركة وناقلة جند بقذائف "الياسين 105".
وبعث المقاومين رسالةً لجنود الاحتلال، مؤكدين "أنهم سيجعلوا الجنود يرون من جحيم معسكر جباليا بإذن الله".
وتعليقًا على ذلك، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن المتقاعد واصف عريقات إن عملية كتائب القسام الأخيرة تحمل رسائل متعددة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن وجود مقاتل في الستينيات من عمره في الصفوف الأمامية يعكس عمق ثقافة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، التي لا تقتصر على فئة عمرية محددة.
وأضاف عريقات، في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، أن هذه العملية فريدة وتعبر عن فخر واعتزاز لكل فلسطيني وكل مناصر لقضية الشعب الفلسطيني، معتبرا أن المقاتل الستيني أثبت أن المقاومة إرادة وليست عمرا، وهو بذلك يعزز الروح المعنوية ويرسل رسالة قوية للعدو.
وأضاف عريقات أن كل مشهد في الفيديو الذي بثته كتائب القسام له دلالات عميقة، من لباس المقاتلين وحتى تفاصيل المكان، مضيفا أن جباليا لم تعد مجرد "مخيم" وإنما باتت معسكرا حقيقيا يواجه العدو ويزعزع أمنه.
وأشار إلى أن تكرار عمليات المقاومة في ظل التفوق العسكري الإسرائيلي يدل على أن العامل البشري، المتمثل في إرادة المقاوم وشجاعته، هو الأهم في معادلة المواجهة.
حرب نفسية
واعتبر عريقات عملية المقاتل الستيني الذي أصاب هدفه بدقة ليست مجرد معركة ميدانية، بل هي جزء من حرب نفسية وإعلامية تديرها المقاومة باحترافية رغم الحصار والتعقيدات.
وذكر الخبير العسكري أن جيش الاحتلال لا يكشف عن حجم خسائره الحقيقية، مؤكدًا أن الخسائر أكبر بكثير من الأرقام المعلنة، وأن الجيش الإسرائيلي يعاني من إنهاك وتراجع في الروح المعنوية بفعل هذه العمليات.
كما أوضح أن تدمير الجغرافيا من قبل الجيش الإسرائيلي جاء بنتائج عكسية، إذ استطاع المقاوم الفلسطيني استغلال الأنقاض لمصلحته، مما يعكس مرونة عالية وقدرة على التكيف مع الواقع الصعب.
وتحدث عريقات عن قدرة المقاومة الفلسطينية على إرباك الجيش الإسرائيلي، مضيفًا أن الجنود الإسرائيليين الذين يواجهون المقاومين يعانون من الخوف ويتحدثون عن مواجهة "أشباح"، وذلك يوضح تأثير العمليات على معنوياتهم.
وأكد أن نجاح المقاتلين في الاستمرار بتنفيذ عمليات نوعية رغم مرور 404 أيام من العمليات يعكس الفاعلية الكبيرة للمقاومة، ويقلل من قيمة الأسلحة المتقدمة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي، مثل الطائرات والدبابات.