مصطفى الصواف

سايبر حماس كسر احتكار التكنولوجيا

بقي الاحتلال الصهيوني عقودا طويلة من الزمن  وهو متفوق في كل الأمور العسكرية والاقتصادية والزراعية والعلمية والتكنولوجيا والمخابراتية حتى وقت قريب استمر هذا التفوق لأنه زرع وسط عربي بات في الآونة الأخيرة مشغولًا بجمع الاموال والبحث عن متاع الدنيا من نساء وشهوات وطعام، لا يفكرون في البحث عن التطوير التكنولوجي والعلمي والمعرفي إلا قلة قليلة أدركت أهمية ذلك؛ ولكن في وقت متأخر، وعندما نتحدث عن ذلك نحن نقصد النظم والدول ومن لدية سطوة المال والسلطة ، وهذا ما ابقى تفوق الكيان على كافة دول المنطقة حتى يومنا هذا ، واصبحت الارض العربية مستباحة بكل السبل أمام الكيان الصهيوني وآخر ما اُكتشف شبكة تجسس صهيونية تعمل جنوب الجزائر ومن قبلها عملية اغتيال الشهيد محمد الزواري في تونس والشهيد المبحوح في الامارات.

واليوم بات من لا يملك المال الوفير والمحاصر منذ عشر سنوات والمُعتدى عليه يزعج  الكيان الصهيوني والذي بات هذا الكيان يعتبره تهديدا وجوديا سواء عبر الانفاق و عبر تطوير السلاح أو من خلال الاعداد والتدريب البري والبحري ومن خلال صناعة طائرات بدون طيار التي أرعبت الاحتلال ثم أخيرا وليس آخر السايبر مجموعات حماس التي اخترقت منظومة الاحتلال التكنولوجي وتنصت على هواتف جنوده وضباطه وتوصلت إلى مجموعة من المعلومات من خلاله وإن كانت محدودة كما يدعي الاحتلال؛ ولكن الاختراق بحد ذاته هو الذي لم يتوقعه الاحتلال.

سايبر حماس الأخير لم يكن الأول فبعد عدوان 2014 تمكنت مجموعات حماس التكنولوجية من اختراق أجهزة وزارة الحرب (الدفاع) الصهيونية وتمكنت من الحصول على العديد من الوثائق الامنية والتي منها عملية أبو مطيبق وعملية زيكيم البحرية والتي في وقتها هزت كيان الاحتلال ولا تزال تشكل هاجسا في منظومته الأمنية خشية تطوير كوماندو البحرية خاصة في ظل الحديث عن غواصة الزواري التي يخشى الكيان أن تكون حقيقية وقد وصلت إلى يد حماس وكتائب القسام.

اليوم انكسرت نظرية التفوق الصهيوني أمام فئة بالمقاييس البشرية ضعيفة قليلة العدد والعدة ولكن لديها إرادة وتسعى إلى الوصول إلى كل ما لدى العدو بل وتتفوق عليه وهي تؤكد على أن هناك إمكانية للتفوق على هذا العدو لو توفرت إرادة حقيقية والحقت بالبحث والعمل لما تمكن الاحتلال من تحقيق هذا التفوق الذي وصل إليه.

صراع الأدمغة هو عنوان المرحلة في الصراع مع العدو والذي عليه أن يدرك أن هذا الصراع لن يتوقف وهو مستمر ومتطور وإن كان ببطء؛ ولكنه متراكم، وعلى العدو أن يدرك أن احتكار التكنولوجيا لم يعد مقتصرا عليه ولا على أي فئة من هذا العالم وهي متاحة الآن للجميع ويمكن الوصول إليها، وأن هذا الاحتكار للتكنولوجيا كسر على أيدي فئة آمنت بحقها في الحياة وحقها في الدفاع عن حقوق شعبنا وحقها في تحرير أرضه المغتصبة وطرد هذا المحتل.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة