حالة من الهدوء الصمت الذي يسبق العاصفة ، العاصفة تحتاج الى رياح مدوية ، بوابة الرياح مغلقة ولا يملك مفاتيحها إلا طرفا واحدا، هذا الطرف عنيد لا يفتح بالمجان يريد ثمن ، البحث جاري على وسيط لمعرفة الثمن، والثمن معلوم ولكن يحتاج الى تفاصيل، والتفاصيل بحاجة إلى بحث، والبحث يحتاج طاولة والطاولة بحاجة إلى أطراف للتحاور والتشاور وهذا كله لم يبدأ بعد .
والسؤال كيف يمكن العمل على الاسراع ، هذا يحتاج إلى ذكاء ودهاء ومراوغة ومفاجأة من عيار ثقيل تربك المشهد المؤهل للإرباك؛ ولكنه بحاجة إلى المدخل السليم الذي يمكنه تحقيق الهدف بسهولة ودون خسائر، الفرصة الآن مواتية والبيئة مهيأة وجاهزة ؛ ولكنها بحاجة إلى جرأة في الطرح وقدرة عالية على استخدام لغة الجسد مصحوبة بشيء من التلاعب في استخدام المفردات اللغوية التي تزيد التعقيد والارباك تهز حالة الصمت وتدفع نحو الحراك للرأي العام.
هذا الرأي العام الذي يخشى منه نتنياهو وحاول على مدى عامين التهرب منه عبر الكذب والمراوغة والتضليل ، الرأي العام بحاجة إلى محرك هذا المحرك بيد حركة حماس وكتائب القسام التي يجب عليها التقاط اللحظة المناسبة كي تحرك ما يخشاه نتنياهو وهي قادرة على ذلك من خلال رسالة قصيرة بكلمات قليلة ذات مضامين قوية يلفها الغموض وهذا عنصرا مهما ، هذا الغموض في طياته ما يحمل الاثارة وهو ما يسمى (بالغموض البناء) والقسام قادر على ذلك.
(احنا بدنا أولادنا يروحوا) هذه كلمة السر التي رسخها القائد الشهيد أحمد ياسين ، وهي كلمة السر في قضية صفقة تبادل جديدة وعنوان للمرحلة، ولا أعتقد أن حماس القسام لديها رغبة في الاحتفاظ بالمفقودين من الجيش الاسرائيلي ، وهي تريد إنهاء هذا الملف؛ ولكن ليس بأي ثمن وفي نفس الوقت هي ليست على عجل من أمرها وإن كانت في شوق لرؤية ابنائها الاسري في اسرع وقت ممكن.
وأعتقد أن الوقت مناسب لفتح بابا للريح العاصفة كي تخرج وتحرك وتضغط على نتنياهو كي يبحث عن الوسيط ، فلماذا لا يُستثمر هذا الوقت المناسب في إحداث اختراق لا ثمن يدفع مقابله بل سنجني نتائجه من خلال تغيير طريقة التعامل مع هذا الملف.
رسائل ثلاث للقسام كان من نتائجها تغيير وصف الجنود المفقودين من قتلى إلى جنود قتلى مأسورين ، ومؤتمر والدة الجندي وإحساس الام وفر الكثير من ما يمكن أن يقال ، فلماذا لا نرسل الرسالة الرابعة وفي وقت تقبُلها سيكون صاعق لو أحسنا الأمر، لن نخسر بل سنجني نتائج ذلك ايجابيا بما يحقق الهدف، وأول الهدف تحريك الملف وفتحه أو اجبار نتنياهو على فتحه والتعاطي معه.
ونقول للجميع وعلى رأس هذا الجميع الإخوة في سجون الاحتلال أن حرب الاعصاب والحرب النفسية ستبدأ وستسمعون من الاحتلال الكثير من أجل هزيمتكم داخليا وبطرق شتى ، سواء عبر قوانين يقرها الكنيست أو يشرعها نتنياهو أو ليبرمان ، ثم يكون الحديث عن معلومات مغلوطة ومكذوبة وعن تخلي وعن تدخل وعن ضغوط تمارس وأن حماس في أزمة وفي ورطة وأن هناك خلافات بين القسام والحركة وأمور كثيرة ستبث عبر وسائل الاعلام العبري وقد يفتحوا عليكم قنوات متعددة عربية وبلسان عربي تعرفونها ولست بحاجة لذكرها.
ولكن كونوا على ثقة تامة أن حماس والقسام والداخل والخارج وغزة والضفة على قلب رجل واحد تقول بصوت واحد ( احنا بدنا اولادنا يروحوا) فلا تستمعوا إلا لهذا الصوت ورددوا هذا الشعار وكونوا على قلب رجل واحد وقولوا (سنخرج رغم أنف الاحتلال).