أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" زاهر جبارين، يوم الثلاثاء، أن الاتصالات مع الحركة من عدة جهات حول صفقة تبادل أسرى لم تنقطع منذ سبع سنوات، مشددًا على أن مطالب وشروط حماس واضحة للوسطاء.
وقال جبارين في لقاءٍ خاص عبر وكالة "شهاب" للأنباء إن حركة "حماس" عرضت على كل الوسطاء خارطة الطريق لـ"صفقة التبادل"، مشيرًا إلى أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال "الإسرائيلي" وليس لدى المقاومة.
وأضاف : "مطالب وشروط المقاومة واضحة للوسطاء والاحتلال وإذا أراد العدو أن تكون هناك صفقة ستكون من الغد"، مؤكدا أن المقاومة لا يمكن أن تتنازل عن إطلاق سراح الأسرى الأبطال الذين يحتجزهم الاحتلال لمدة تزيد عن 40 عاما في السجون من الفصائل كافة.
وذكر جبارين أن العائق الأساسي أمام صفقة التبادل هو "كِبّر الصهاينة"، مبينا أن الاحتلال يبحث ليل نهار عن أسراه لكن كتائب القسام تحافظ على هؤلاء الأسرى الجنود الذين جاءوا ليقتلوا أهلنا في قطاع غزة.
وفي سياقٍ متصل، جدد جبارين التأكيد على تعهد كتائب القسام بأن يكون الأسرى أبطال عملية سجن جلبوع الذين انتزعوا حريتهم قبل أن يعاد اعتقالهم، على رأس القائمة في صفقة تبادل الأسرى المقبلة.
وشدد القيادي في حركة "حماس" على أن أوسلو والتنسيق الأمني لم يحققا شيئا لشعبنا، موضحا أن المقاومة هي خيار الشعب الفلسطيني لإطلاق سراح أسراه كما حدث في صفقة "وفاء الأحرار".
وبهذا الصدد، قال جبارين : "إذا ثبت أن أي جهة فلسطينية قد نسقت مع الاحتلال لتسليم أسرى جلبوع، هذا يخدش بشرعية هؤلاء وتاريخ شعبنا المناضل الحر الأبي"، منوها إلى أن الاحتلال يسيطر على مدن وشوارع الضفة وكل مكان فيها مستباح بما فيها المقاطعة في رام الله بعكس الوضع في غزة بفضل المقاومة الباسلة.
الاعتقالات السياسية
وأفاد بأن كل الفصائل الفلسطينية ترفض التنسيق الأمني مع الاحتلال الذي تمارسه أجهزة أمن السلطة وكذلك الاعتقالات السياسية التي تنفذها يوميا في الضفة المحتلة.
ووفق جبارين، فإن هناك اتصالات تجريها حركة "حماس" مع قيادات من فتح لحلحلة هذه القضايا، "لكن الأجهزة الامنية تتجاوز فتح وقراراتها وتعمل ليل نهار لتشويش الجو الإيجابي للشعب الفلسطيني".
وشدد القيادي بحماس، على ضرورة "إنهاء هذه الظاهرة المعيبة بحق أبناء شعبنا"، مؤكدا في الوقت ذاته تمسك حماس بإنهاء الانقسام "لكن الجميع يعلم من ألغى الانتخابات بحجج واهية". في إشارة إلى رئيس السلطة وحركة فتح محمود عباس.
الانتخابات شاملة
واستنكر جبارين دعوة السلطة لـ"انتخابات للبلديات" واعتبر ذلك "عبث في مصير شعبنا"، متسائلا : "كيف نذهب لانتخابات بلدية ونترك الرئاسة والمجلس الوطني والتشريعية؟!".
وقال إن "هذا عبث وكل الفصائل ترفض الانتقائية"، مشددا على جاهزية حماس للذهاب إلى انتخابات شاملة غير منتقاة لا تستنثى أي جزء من مؤسسات الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الشرعية تؤخذ من الشعب الفلسطيني وليس من المجتمع الدولي الذي لا يستطيع فرض شرعيته على المحتل الغاصب.
وأضاف القيادي بحماس : "شعبنا انتخب عام 2006 وفازت حماس والجميع يعرف من انقلب على النتائج وبدأ بإحباط هذه التجربة العزيزة لشعبنا".
وحول سبب توجه السلطة للانتخابات البلدية بعد قيامها بعرقلة وإلغاء الانتخابات العامة، قال جبارين إن "هناك دول أوروبية تضغط على السلطة لعودة المساعدات وليس لأجل الانتخابات".
ووفق جبارين، تريد هذه الأطراف تجميل السلطة التي نُزعت شرعيتها بعد معركة "سيف القدس" وتوحد شعبنا خلف المقاوم وكتائب القسام وكل المقاومين من جميع الفصائل.
وتابع إن "السلطة تعرف أنها إذا ما نزلت في انتخابات حرة ونزيهة ماذا سيكون مصيرها، لذلك تعبث بهذا العبث غير المقبول من الفصائل كافة".
الفلتان الأمني بالضفة
وقال جبارين إن اغتيال السلطة للشهيد نزار بنات "تجاوز للخطوط الحمراء"، لافتا إلى أن هذا تجاوز للاعتقالات السياسية إلى حد القتل.
وأضاف أن الفلتان الأمني الموجود داخل الضفة لا يخدم إلا الاحتلال وأعداء الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن شعبنا حر كريم ولا يحق لأي طرف تاوز الخطوط الحمراء.
رسالتان لشعبنا والسلطة
وفي ختام حديثه، وجه جبارين رسالة إلى الشعب الفلسطيني قائلا إن "شعبنا مرابط ومجاهد وعملاق لا يقبل استمرار هذا الظلم والعبث. نحن مع الحق الأساسي والاستراتيجي لشعبنا بالانتخابات الحرة النزيهة التي تمثله في كل مؤسساته وليس بطريقة عبثية انتقائية من أي فيصل كان".
كما وجه رسالة للسلطة، قائلا : "نحن أبناء شعب واحد وهذا التعامل مع أبناء شعبنا لا يمكن أن يستمر ولا يمكن أن يخدم إلا الاحتلال. كفى انقساما وعبثا بمقدرات شعبنا الفلسطيني ومصيره".
وأكد أن المقاومة في مقدمتها حركة حماس ترفض منهجية رئيس السلطة التي ستؤدي لدمار القضية الفلسطينية، مطالبا السلطة بالعودة إلى رشدها والوحدة الوطنية والانتخابات الشاملة في كل مؤسسات الشعب الفلسطيني.