أكد خبير عسكري إسرائيلي، أن حركة حماس تسعى جاهدة لإشعال الضفة الغربية المحتلة، في الوقت الذي يستمر فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي بحملة "جز العشب" منذ عام 2002.
وأوضح يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن حملة "جز العشب" التي يواظب عليها جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة منذ حملة "السور الواقي" عام 2002، "غايتها أن تجتث في كل مرة النشطاء (المقاومة) كي تضمن ألا تخرج عمليات".
ولفت إلى أن "هذه الطريقة التي تعتمد على التفوق الاستخباري وحرية العمل العملياتية الكاملة، تثبت نفسها منذئذ، كما أنها هي السبب في أن مستوى العمليات متدن جدا في السنوات الأخيرة، مقارنة بالماضي".
وأوضح ليمور، أن "هذه النجاحات ليست بوليصة تأمين، ففي الجانب الآخر، ولا سيما حماس، يعملون بمواظبة لدحرجة العمليات، وتفيد تجربة الماضي، بأن هذا النشاط تدفعه بشكل عام ثلاثة مصادر قيادة وتمويل أساسية: قيادة حماس في قطاع غزة، قيادة الخارج التي تستقر بشكل متبادل في تركيا ولبنان، والأسرى في السجون".
وأكد أن "هناك اتصالا وثيقا بين الثلاثة، بل وتماثلا كبيرا؛ فحماس في القطاع يقودها يحيى السنوار، محرر صفقة شاليط، وكذا صالح العاروري، الذي يقود قيادة الخارج، ولكليهما هدف متماثل، هو تحرير رفاقهما المتبقين في السجون الإسرائيلية".
وزعم الخبير، أن خلية حماس التي كشفت في الضفة، كانت "ستهدف ضمن أمور أخرى أسر إسرائيليين لأهداف المساومة (صفقة تبادل أسرى)، وكانت هذه شبكة واسعة نسبيا، خططت لتنفيذ عمليات متدرجة لهز إسرائيل، وسمح لها حجمها بأن تبالغ في التخطيطات، وهذا كان في غير صالحها؛ فكلما شارك عدد أكثر في السر، زاد احتمال انكشافهم".
ونبه إلى أن خطط هذه الخلية التابعة لحماس "لم تختبئ عن عيون الشاباك، فالاعتقالات الأولى نفذت قبل أكثر من أسبوع، وكشف التحقيق مع المعتقلين الخطة الكاملة، وأدى ذلك إلى ليلة اعتقالات واسعة فجر أمس، وتم العمل ضد كل الأهداف دفعة واحدة، في خمس بؤر بالتوازي، استهدفت منع إمكانية أن يفهم أي من أعضاء الشبكة، أن زمنه محدود فيسارع إلى محاولة تنفيذ عملية قبل أن يعتقل".
وأضاف: "كما هو الحال دوما، فإن مثل هذه الاعتقالات تدار تحت النار، وهذا جزء من الخطر العملياتي، ولهذا فإن هذه المهام تكلف بها في الغالب وحدات نوعية وأكثر خبرة، من مثل: "اليمام"، "اليسم" و"دوفدفان".. مؤكدا إصابة اثنين من جنود وحدة "دوفدفان".
ورجح ليمور، أن تقوم سلطات الاحتلال بنشر تفاصيل خطة عملة تلك الخلية بعد استكمال التحقيق مع المعتقلين، وهي كما أوضحنا سابقا "تتضمن عمليات قتل وأسر".
ورأى أنه "من المعقول لحماس الآن أن تسعى للرد من القطاع على قتل بعض رجالها في الضفة خلال حملة الاعتقالات، ولكنها بذلك تخلق اتصالا مباشرا بينها وبين الشبكة التي انكشفت، وبالأساس ستجبر إسرائيل على أن ترد في غزة أيضا بحدة نسبية".
وأكد الخبير العسكري، أن نجاح حماس في الضفة بتنفيذ عملية أسر لجنود إسرائيليين، "لن تنتهي في الضفة، بل ستؤدي بالضرورة إلى معركة في غزة، وعليه فإن أهمية هذه الإحباطات أكبر بكثير مما تراه العين، فهي لا تمنح الأمن فقط، بل أيضا تمنع التدهور الأمني"، بحسب تقديره.
وشن جيش الاحتلال حملة واسعة، أدت إلى استشهاد 5 مقاومين فلسطينيين في جنين وشمالي القدس المحتلة، واعتقال العديد من الشبان الفلسطينيين.