كشف د. محمد حبيب رئيس قسم القلب والقسطرة القلبية في مستشفى الشفاء الطبي، يوم السبت، عن أرقام صادمة تتعلق بحرمان الحكومة برام الله، مرضى قطاع غزة من حقهم في الأدوية والتحويلات الطبية.
وقال د. حبيب في حديثٍ خاص بوكالة "شهاب" للأنباء إن تم تسجيل انخفاض بنسبة كبيرة في التحويلات الطبية التي تصدر عن دائرة العلاج بالخارج التابعة لوزارة الصحة برام الله لمرضى غزة مقارنة مع الضفة الغربية.
وبحسب حبيب، فقد أصدرت دائرة العلاج بالخارج 104 آلاف تحويلة طبية لمرضى فلسطين خلال عام 2019 منها 31 ألف تحويلة لغزة مقابل 72 ألف تحويلة للضفة، وفي عام 2020 صدرت 80 ألف تحويلة منها 14600 لمرضى غزة و65 للضفة.
وأوضح أن التقليص بين غزة والضفة كبير وغير متوازن، إذ بلغ 53% في القطاع و11% فقط بالنسبة للضفة، محذرًا من وجود سياسة تستهدف القطاع في ظل الانقسام والحصار "الإسرائيلي" المفروض لأكثر من 14 عاما.
وأضاف د. حبيب أن "عدد تحويلات الضفة بالنسبة لعدد تحويلات غزة 82%-18% على الرغم من أن القطاع يشكل 40% من إجمالي السكان فيما الضفة 60% منهم"، معتبرًا أن النسبة لا بد أن تكون أكثر توازنا والنقص يوزع بالمنطق.
واستغرب ما كانت تروجه الحكومة برام الله حول المبالغ التي تدفع للقطاع، مبينا أن التحويلات الطبية التي صدرت عام 2020 كلفت إجمالا 826 مليون شيكل، ذهب منها 700 مليون شيكل لمرضى الضفة (85%) و126 مليون شيكل فقط لغزة (15%).
وكشف حبيب عن وجود تقليصات سنوية تستهدف غزة تتراوح ما بين 25% مقابل 75% للضفة "لكن هذه النسبة ارتفعت هذا العام وأصبح النقص الحاد ضد القطاع".
وأشار إلى أن الأزمة المالية التي تمر بها السلطة ليست السبب الأساسي في هذه التقليصات، إنما هناك سياسة ممنهجة تستهدف قطاع غزة منذ سنوات فيما يتعلق بالرواتب والتوظيف.
وأفاد د. حبيب بأن الحكومة برام الله لم توظف أي طبيب في قطاع غزة منذ 17 عاما.
ووفق حبيب، يبلغ إجمالي ميزانية وزارة الصحة برام الله عام 2020، 2 مليار و100 مليون شيكل أي 650 مليون دولار، 40% منها للعلاج بالخارج و35% رواتب والباقي للأدوية والمستهلكات الطبية.
وأضاف أن غزة حصلت على 126 مليون شيكل كنفقات للعلاج بالخارج و148 مليون رواتب و19 مليون أدوية، مستطردا بقوله إن "كل ما أنفق على غزة لا يعادل 14% من الموازنة العامة. بالتالي الإجمالي ضد غزة والتقليص البسيط جدا هو ما يميز القطاع الصحي بالضفة".
زيادة نسبة الوفيات
وزادت نسبة الوفيات في صفوف مرضى القلب بقطاع غزة جراء عدم تحويلهم لتلقي الخدمات خارج وزارة الصحة، حيث كانت النسبة 62 وفاة لكل 100 ألف نسمة في 2019 وفي 2020 ارتفعت النسبة إلى 169 لكل 100 ألف نسمة.
وذكر أن 40-60% من التحويلات الطبية في فلسطين هي لمرضى القلب والأورام، منوها إلى أن النقص الكبير في التحويلات أثر بشكل كبير على هؤلاء المرضى.
نقص توريد الأدوية
ومع النقص الحاد في التحويلات الطبية لمرضى غزة، كشف د. حبيب عن نقص آخر في إرسال الأدوية خصوصا لمرضى القلب في القطاع من قبل الحكومة في رام الله.
وقال إنه لم يصل قطاع غزة سوى 500 دعامة من رام الله على الرغم من حاجة قطاع غزة 4500-5000 دعامة سنويا "بالتالي هناك تقليص في الأدوية والمستهلكات الطبية والعلاج بالخارج".
وأضاف أن "تقليص خدمات وزارة الصحة بالتوازي مع تقليص العلاج بالخارج يعني أننا نحكم بالقتل والموت على المرضى لا سيما مرضى القلب (..) هناك 7 آلاف حالة تحتاج إلى قسطرة قلبية خارج مستشفيات وزارة الصحة سنويا ولا يمكن وقف التحويلات عنهم وإلا سيكون مصيرهم الوفاة".
وحول تقليصات التحويلات الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية لهذا العام، قال د. حبيب لشهاب : "العام الحالي ستكون النسب أسوأ من السابق أيضا، بناء على المعطيات التي نشاهدها على الأرض قبل صدور التقرير السنوي من وزارة الصحة".