أظهرت الأرقام الرسمية التي أعلنت عنها لجنة الانتخابات المركزية، اليوم السبت، عن تفوق كاسح للمعارضة والمستقلين على قوائم حركة "فتح" في الانتخابات المحلية 2021 المرحلة الأولى التي جرت وسط مقاطعة من "حماس".
وأفادت لجنة الانتخابات خلال مؤتمر صحفي عُقد للإعلان عن النتائج الأولية للمرحلة الأولى للانتخابات المحلية بأن القوائم المستقلة حصلت على 70.86% من العدد الكلي للمقاعد المتنافس عليها والبالغة 1,503 مقاعد، بينما حازت القوائم الحزبية (بينها فتح) على 29.14%.
وجاءت خسارة فتح المتوقعة أمام قوائم عائلية وتوافقية وائتلافية، ليؤكد توسع دائرة الرفض الشعبي لنهجها ونهج السلطة المتمسك بالتنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال "الإسرائيلي" رغم جرائمه المستمرة، وقمع الحريات والاعتقالات والاستدعاءات شبه اليومية على خلفية سياسية.
وبحسب رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر، فإن نسبة المشاركة في المرحلة الأولى بلغت 66%، فيما تم الإعلان عن أسماء القوائم ومرشحيها الفائزين بالتزكية في 162 هيئة محلية ترشحت في كل منها قائمة انتخابية واحدة مكتملة.
وردًا على أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر، أكد ناصر ضرورة أن "نذهب للانتخابات العامة وألا تبقى القدس هي المشكلة لمنع الانتخابات"، مضيفا : "يجب أن نجد وسائل أخرى لإجراء الانتخابات العامة في القدس وألا تكون هي المعطل، بل يجب أن تكون القدس هي المحفز لإجراء الانتخابات".
وتعقيبا على سؤال عن وجود ضمانات لإجراء المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية، قال ناصر : "لجنة الانتخابات لا تتعامل مع ضمانات وإنما مع قرارات، وصدر قرار بإجراء المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية".
واستطرد قائلا "إذا صدر قرار الانتخابات فنحن ملتزمون بإجرائه، ولن يُؤجل قانون الانتخابات بجرة قلم، وملتزمون بكل ما يصدر عن مجلس الوزراء ونعمل من أجل التجميع".
للاطلاع على النتائج كاملة أضغط هنا
اقرأ/ي أيضا.. عزام الأحمد يهاجم البرغوثي وحنا ناصر: الانتخابات مرّة واحدة في ظل الاحتلال
وبعد خسارة فتح وتأكدها من خلال صناديق الاقتراع تراجع شعبيتها في الشارع الفلسطيني، تسود حالة من القلق والتخوف لدى الفلسطينيين من أن تقدم السلطة (تسيطر عليها فتح) على إلغاء المرحلة الثانية للانتخابات المحلية، كما فعلت في شهر أبريل الماضي حينما ألغت الانتخابات العامة بعدما شعرت أن الأمور لا تسير كما تريد.
وفي هذا الصدد، اعتبر النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني باسم الزعارير، أن توجه السلطة لإجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية المحتلة على مرحلتين، عبارة عن "بالون اختبار"، موضحا أن نتائج الأولى ستحدد مصير الثانية التي ستجري في المناطق الكبرى.
وقال الزعارير في تصريحٍ خاص بوكالة "شهاب" للأنباء: "يبدو أن المرحلة الأولى ستكون اختبار، فإذا رأت السلطة أن هناك توجهًا في صناديق الاقتراع لا يصب لصالحها، سوف تغير رأيها في المرحلة الثانية وقد تقرر إلغائها أو تأجيلها".
ووفق النائب الفلسطيني، فإن السلطة تخشى دائما وصول الحركات الإسلامية إلى مواقع المسؤولية.
اقرأ/ي أيضا.. النائب الزعارير لـ شهاب: السلطة ستنقلب على أي نتائج انتخابات لا تصب بصالحها
وأكد أن السلطة ذهبت للانتخابات المحلية في ظل ضغوط أوروبية عليها لتجديد المسؤوليات وتغيير الوجوه وشرعنة كل المؤسسات الموجودة، مستدركا : "لكن السلطة تريد أن تبقي يدها موضوعة في جميع هذه المؤسسات".
وذكر أن السلطة تتخذ إجراءات فيها نوع من التحايل والاختبار لتوجهات الناس بشكل عام والمتنفذين فيها يرون أن من مصلحتهم الإبقاء على الوضع الحالي واستبعاد "الذين لديهم باع طويل في رعاية مصالح المواطنين وخدمتهم".
وشدد الزعارير على أن الانتخابات المحلية ليست أهم من العامة، مؤكدا أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وإصلاح النظام الوطني حتى يتم إصلاح النظام السياسي ومن ثم تفتح المجال لانتخابات لكل مؤسسات الوطن.