ألغت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة حيفا بالداخل الفلسطيني المحتل مؤخرًا اسم حي "وادي الجمال" في المدينة، كما رفضت حتى إدراج الاسم العربي على اللافتات والأوراق الرسمية إلى جانب الاسم العبري الذي وضعته سلطات الاحتلال للحي.
ولقي قرار بلدية الاحتلال ردود فعل غاضبة وسط الفلسطينيين والنشطاء في الحي الذي يقطنه غالبية فلسطينية عربية وليسوا يهودًا، والذين اعتبروه خطوة متقدمة في الصراع على المتبقي من الأحياء والشوارع التي يسكنها الفلسطينيون في المدينة المحتلّة.
وجاء قرار الرفض من قبل ما تسمى بلجنة التسميات في بلدية حيفا مؤخرًا، والتي قررت ألّا توصي المجلس البلدي بإضافة اسم "وادي الجمال" العربي إلى جانب اسم "عين هيام" العبري.
كما أحدث القرار صراعًا داخل اللجنة التي تضمّ أعضاء فلسطينيين، وكان من المفترض أن يتم عقد جلسة لهذه التوصية إلا أن أعضاء "اليمين المتطرف" تهرّبوا من حضورها، ليتمّ أخيرًا الخروج بقرار عدم التوصية
ويقع حي "وادي الجمال" في جنوب غرب جبل الكرمل بحيفا، وأقيم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على أيدي عائلات فلسطينية من مدينة حيفا.
وبرغم فلسطينيته الخالصة، إلّا أنّ سلطات الاحتلال تطلق عليه اسم "عين هيام"، وهو ما يرفضه أهالي الحي ويصرون على إعادة الاسم العربي لحيّهم.
قرار عنصري
وتقول عضو الحراك الحيفاوي وعضو لجنة التسميات الفلسطينية سهير بدارنة لوكالة "صفا": "إنّ قرار إلغاء عروبة الاسم ورفض إضافته عنصري بامتياز، خاصة وأنّ المعارضة تأتي من قبل أعضاء اليمين المتطرف في البلدية".
وتضيف بدارنة "الاسم في الأساس مسمى عام 1951 بحي الجمال، وهم من غيروه حينما احتلوا المدينة إلى اسم عين هيام، وحاول أهل حيفا استرجاعه عام 2016، لكن أعضاء اليمين المتطرف رفضوا حتى بقاء الاسم العربي بجانب الاسم العبري على لافتة الحي".
وتؤكد أن أعضاء اليمين المعارضين تغيّبوا عن جلسة من المفترض أن يتم خلالها التوصية بشأن اسم الحي، وهو يعكس رفضهم المستمر لكل ما هو عربي، لكن هناك عريضة تم توقيعها من ألف إنسان داخل الحي تطالب بإعادة الاسم العربي للحي.
ويبلغ عدد سكان الحي ما يزيد عن 3 آلاف نسمة تقريبًا، واستخدم في السابق محطة استراحة لقوافل الجمال المسافرة من الساحل السوري اللبناني باتجاه مصر مرورًا بعكا وحيفا، وقيل إنّه سُمّي بـ"الجِمال" بكسر الجيم نسبة إلى قوافل الجمال التي كانت تسير في القوافل التجارية بالمدينة عام 1951.
تصعيد الحراك
وتشير بدارنة إلى أن أعضاء اليمين المتطرف يحاولون إضفاء الصبغة العبرية على كل شوارع مدينة حيفا، خاصة وأن هناك شوارع أخرى عليها صراع بشأن تسميتها.
وتتابع "نحن نريد إعادة الأسماء التي طمسوها وهم يريدون إلغاء ما تبقى من أسماء الأحياء باللغة العربية كما حدث في قضية وادي الجمال؛ لذلك فإن الأمور تتجه للتصعيد، خاصة وأن نشطاء وسكان الحي مصممون على موقفهم".
وتلفت إلى أنه سيتم تنفيذ حملة كبيرة في المدينة حتى يتم إعادة الاسم الأصلي للحي، خاصة وأن هناك ملفات أخرى عليها صراع بين أهل المدينة الأصليين والمحاولين لإضفاء اليهودية على كل معالمها.
وتظهر رئيسة بلدية الاحتلال في حيفا وهي يهودية بمظهر الموضوعية في تعاطيها العام مع قضية وادي الجمال وغيرها من قضايا الصراع في المدينة، بزعم أنّها تدعم فكرة التعايش بين اليهود والفلسطينيين في المدينة.
لكن بدارنة تؤكد أن رئيسة البلدية تتأثر بأعضاء "اليمين المتطرف" الإسرائيلي، مضيفة "هي ونحن كفلسطينيين أيضًا على قناعة تامة بأن فكرة التعايش هذه غير موجودة على أرض الواقع وهي مجرد حبر على ورق".