تقرير- عبد الحميد رزق
تواجه عائلة عاكف اشتية، والد المطارد لدى الاحتلال والمعتقل في سجون السلطة مصعب، حملة شرسة حُجِز على إثرها أبناؤه الأربعة، أحدهم يقبع في سجن أريحا المركزي، والآخرين في زنازين الاحتلال.
وتعتقل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة المطارد مصعب منذ سبتمبر الماضي، بينما يحتجز الاحتلال أشقاءه أنس وخالد، وآخرهم صهيب أمس الثلاثاء.
توافق بين الاحتلال والسلطة
عاكف اشتية، والد المعتقلين الأربعة، أكّد أنّ "الأحداث الأخيرة التي تعرضت لها عائلته، من قبل قوات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة تثبت حالة التوافق والتنسيق العالي بينهم".
وقال في تصريحٍ خاص بوكالة "شهاب" إنّ "أولادي قاموا بأدوارهم تجاه قضيتنا الفلسطينية وشعبهم ومقدساتهم، وإن شاء الله جميعهم يفرج عنهم قريبًا وكما قال نبينا يعقوب (عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا)".
وحول اعتقال نجله صهيب أمس، أوضح أنّ "اعتقاله كان لممارسة ضغطًا معنويًا على مصعب كون مكان الاعتقال -محل الجوالات- هو ملكه، وصادروا كل ما بداخله، ومن ثم احتجزوه".
وتابع "صهيب عمره 18 سنة لا يوجد عليه شيء حتى يتم احتجازه، وطريقة الاعتقال كانت وحشية، إذ أنّ قوات خاصة تتبع لجيش الاحتلال كانت مستقلة سيارات مدنية، اعتقلته، وهذه العملية لم تستغرق دقيقتين".
آخر مستجدات قضية مصعب
بيّن والد مصعب المعتقل لدى السلطة، أنّ "جلسة محاكمة جديدة من المقرر أن تُعقد له إما غدًا الخميس أو الأحد المقبل، بعد أن قدم محاميه استئنافًا للمحكمة العليا برام الله".
وأكد أنّه "حتى لو صدر قرار قضائي مجددًا بالإفراج عن مصعب؛ لا يتوقع أن يخلي جهاز الأمن الوقائي سبيله، كونه هو المتنفذ الرئيس في السلطة".
ولفت إلى أنّ "جهاز الوقائي لا يُبدي أي بوادر حسن نية للإفراج عن نجله، ولم يعترف بقرار المحكمة حين صدوره، ووعدوهم مرارًا بإخلاء سبيله، لكن في الآخر قالوها صراحًة أن لا إفراج له".
وأوضح أنّ "الوضع الصحي لمصعب يسوء، إذ أنّه مصاب بضغط مزمن، وتضخُّم في الغدة الدرقية، وحدثت لديه عدة تشنجات وفقد صوته كثيرًا الفترة الأخيرة".
وأشار إلى أنّ "وضعه ساء بشكل أكبر عندما أعلن خوضه إضرابًا عن الطعام والدواء، استمر آنذاك لـ5 أيام، وبعد ضغوطات كبيرة من العائلة فك إضرابه".
وأضاف "ابني أخذ إفراج من أعلى سلطة في الدولة، لكن لا يوجد أي شيء حاليًا في الأفق، ولا يوجد أي خطوات حالية على الواقع، ونحن بدورنا نحاول أن نضغط بشكل مكثف وبصفة قانونية للإفراج عنه".
وتابع "مصعب مطلوب للسلطة مثلما أنه مطلوب للاحتلال، هم يقولوا مشكلته مع (إسرائيل) ويريدون حلها، هم يتذرعوا بهذه الحجة، لكن هذا كله كلام فارغ".
واشتية (30 عامًا) أسير محرر ناشط بكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأحد أبرز قادة مجموعات "عرين الأسود" بمخيم نابلس.
وكان قد صدر قرارًا قضائيًا يوم الثلاثاء 4/10/2022، بالإفراج عنه، إلا أن جهاز الأمن الوقائي يرفض إخلاء سبيله.
ونجا اشتية من عدة محاولات اعتقال واغتيال، أبرزها عندما حاصرت قوات الاحتلال في يوليو الماضي منزلا يتحصن بداخله عدد من المقاومين بالبلدة القديمة، واستشهد في حينه المقاومان محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح.