خاص - شهاب

كشف رئيس لجنة التحقيق الوطنية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد ياسر عرفات، اللواء توفيق الطيراوي، أن طريقة دفن جثمان "أبو عمار" لم تكن صحيحة.

جاء ذلك في رسالة مُسربة سابقة أرسلها الطيراوي إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في أعقاب اغتيال الرئيس ياسر عرفات وتشكيل لجنة التحقيق برئاسته.

 وحصلت وكالة (شهاب) للأنباء على نسخ من محاضر التحقيق مع شخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية في ملف اغتيال الرئيس الراحل عرفات. وتكشف الوثائق، تفاصيل ما تحدثت به قيادات من السلطة وحركة فتح للجنة التحقيق التي تم تشكيلها برئاسة اللواء توفيق الطيراوي في أكتوبر 2010.

اقرأ/ي أيضا.. وثيقة مسربة.. ماذا قال محمد اشتية في شهادته حول اغتيال ياسر عرفات؟

وقال الطيراوي في رسالته لـ "عباس" إن الطريقة التي تم دفن الرئيس أبو عمار هي طريقة خاطئة بحيث أن كمية كبيرة من الباطون قد تم وضعها على القبر، اختلفت الشهادات بشأنها ولكن أقلها 14 كوب باطون.

وأضاف الطيراوي: "في حالة أن هذه الكمية قد التصقت بالحافظة الإسمنتية التي وضع القبر بها يكون قد تشكل كتلة إسمنتية يصعب تفتيتها بدون إتلاف في الخشبة".

وتابع: "في حالة وجود كمية من التراب على القبر وكمية الباطون فوقها يكون الضرر أقل".

وأردف الطيراوي قائلا: "الخطورة الأكبر إذا كان قد تسرب أي كمية من الباطون فوق الجثمان من خلال الفتحات الموجودة فوق البلاطات وهذا يجعل التلف كبيرا".

وجاءت رسالة الطيراوي لعباس حول موضوع الضريح والطريقة التي دفن الرئيس أبو عمار، وكذلك حول الدور الفرنسي والسويسري وتقرير المهندسين.

وذكرت الرسالة أن "الفرنسيين يريدون فتح الضريح وأخذ العينات ونحن بحاجة إلى قرار (من محمود عباس) في هذا الأمر. سنقوم بإحضار السويسريين على مسؤوليتنا ونفقتنا علما أن الفرنسيين يرفضون التعاون معهم".

وأكملت: "نحاول إحضار طرف ثالث وقد يكون من روسيا ويقوم الدكتور عبدالله البشير بالعمل على إحضارهم،. وسنرسل السيد نقيب المحامين حسين شبانة والسيد حسن بلعاوي الذي يتابع الملف معهم ومع السويسريين إلى جنيف وباريس للتباحث من الطرفين من أجل الجوانب القانونية كافية قبل فتح الضريح وأخذ العينات".

وختم الطيراوي رسالته لعباس: "نحن بحاجة إلى قرار سياسي لفتح الضريح، علما أن السويسريين لنهاية هذا العام تكون صلاحية مادة البولونيوم قد انتهت ولذلك يجب أخذ العينات قبل هذا التاريخ في حالة القرار بذلك".

وكان الطيراوي، قد أصدر بتاريخ 1 نوفمبر/تشرين ثاني 2022 بيانًا أكد فيه أن وثائق تحقيق تتعلق بوفاة عرفات "تمت قرصنتها وتسريبها". 

وشدد الطيراوي على أن تلك الوثائق "سرية لضمان سلامة سير التحقيق، إلى حين الوصول إلى الحقيقة الكاملة" المتعلقة بأسباب وفاة عرفات.

وتوفي ياسر عرفات "أبو عمار" في مشفى باريس العسكري في 11 نوفمبر 2004 بعد فترة من الحصار الإسرائيلي له في مقر المقاطعة برام الله وسط الضفة الغربية، فيما تم تشكيل لجنة التحقيق بعد مرور ست سنوات على اغتياله.

وكانت قناة الجزيرة كشفت في تحقيق استقصائي لها عن إمكانية وفاة عرفات بمادة البولونيوم المشعة.