الاحتلال "الإسرائيلي" غير جاهز لزلازل وكوارث طبيعية

فحص مدى جهوزية سلطات الاحتلال للتعامل مع الزلازل

في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية، الإثنين الماضي ، وأودى  بحياة أكثر من 9 آلاف قتيل وأكثر من 24 ألف إصابة، يطرح مجددا السؤال إذا ما كان كيان الاحتلال "الإسرائيلي" جاهزا للتعامل مع الهزات الأرضية والكوارث الطبيعية، حيث تظهر التقديرات عدم جهوزية السلطات "الإسرائيلية" للزلازل.

وعقب الزلزال في تركيا وسورية، أصدر رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تعليماته إلى ما يسمى "رئيس مجلس الأمن القومي" التابع لمكتب رئيس الحكومة، تساحي هنغبي، لفحص مدى جهوزية السلطات "الإسرائيلية" للتعامل مع الهزات الأرضية والزلازل أو الكوارث الطبيعية.

ويأتي ذلك، فيما قال ما يسمى "مراقب الدولة الإسرائيلي"، متنياهو أنغلمان: "سننشر قريبا تقريرا عن استعداد وجهوزية السلطات للزلازل والهزات الأرضية"، علما أنه في آخر تقرير نشر في العام 2018، أتضح أن إسرائيل غير مستعدة للزلزال أو كارثة طبيعية".

وأتى تقرير "المراقب" السابق، القاضي المتقاعد يوسف شبيرا، بالعام 2018 بعنوان "جهوزية إسرائيل لهزة أرضية – البنية التحتية الوطنية والمباني"، حيث أكد فيه أن "إسرائيل" ليست جاهزة لمواجهة هزة أرضية قوية، كالتي يجري الحديث أنها متوقعة في الفترة القريبة المقبلة.

وتعكس تصريحات المراقب أنغلمان وتوجه مكتبه من أجل الإعلان عن التقرير الجديد المتعلق بالجهوزية للتعامل مع الزلازل والكوارث الطبيعية، أنه لم يتغير الكثير في جهوزية "السلطات" لمواجهة الهزات الأرضية، علما أن تقرير المراقب سيأتي في أعقاب سلسلة هزات أرضية غير قوية ضربت المنطقة بالأعوام الأخيرة.

وأضاف المراقب أنغلمان "قد تكون هذه هي الدقيقة التسعين، فبدلا من إنتظار لجنة تحقيق بعد وقوع كارثة، يتعين على الحكومة أن تتصرف بالاستعداد قبل وقوع كارثة".

وعلى حد قوله فإن "مئات القتلى وآلاف الجرحى، هذه كارثة رهيبة، يجب أن نعتني ونهتم بالاستعداد في حالة وقوع مثل هذا الزلزال، لقد شعر كثيرون في إسرائيل بالزلزال".

وأوضح أن مكتبه أجرى تدقيقا وفحصا للتأهب والجهوزية للزلازل والكوارث الطبيعية في "السلطات المحلية"، التي تقع على طول خط الشق السوري الأفريقي، وخصوصا في المناطق التي تواجه خطرا أكبر، وهي بيسان، وطبرية، وصفد، وإيلات، و"كريات شمونة"، و"مجدل هعيمك"، والعفولة، و"حتصور هجليليت"، و"روش بينا وكاتسرين"، والضواحي والمناطق القريبة من مسار الشق السوري الأفريقي. بحسب تعبيره.

ويستدل من الفحوصات أنه لم يتم تنفيذ ما تنص عليه الخارطة الهيكلية القطرية "تاما 38"، بشأن الجهوزية وتحصين وتدعيم المباني والبنى التحتية للزلازل والكوارث الطبيعية، الأمر الذي يلزم "اتخاذ إجراء آخر من الحكومة للجهوزية للزلازل"، وفق المراقب أنغلمان.

وأوضح المراقب أنه "إلى جانب ما تقوم به السلطات المحلية، نقوم أيضا بفحص الإجراءات المتخذة في الوزارات الحكومية المختلفة، مع التركيز على وزارة الداخلية، واللجنة التوجيهية المشتركة بين الوزارات للتحضير للزلازل ومركز رسم الخرائط".

ووفقا له، كجزء من تقارير المراجعة، يقوم مكتب المراقب بفحص مدى جهوزية البنية التحتية العامة، والمباني العامة والمباني الخاصة، وتحضير السكان وتأهيلهم لكيفية التعامل مع الزلزال والكوارث الطبيعية. قائلا إننا "نتحقق أيضا من مدى جهوزية السلطات لليوم التالي ما بعد وقوع الزلزال، من خلال إقامة نظام الطوارئ والتزود بالأجهزة والوسائل والمعدات".

واستذكر إنغلمان أنه قبل خمس سنوات في العام 2018، نشر المراقب السابق تقريرا بهذا الخصوص، حيث ظهرت العديد من أوجه القصور، بالإضافة إلى التقرير الذي نشر العام الماضي، والذي تطرق إلى المباني الخطرة، وذكر أنه "في إسرائيل يوجد أكثر من 600 ألف مبنى لا تلبي  معيار مواجهة الزلازل".

وقال المراقب إنغلمان إن "هذه الشقق والمباني معرضة للانهيار في حالة وقوع زلزال، وقد تنهار آلاف المباني على ساكنيها". وكشف التقرير أن المكاتب الحكومية ليس لديها صورة محدثة للوضع وليس لديها أي فكرة عن مكان انهيار المبنى المقبل، فيما تقول السلطات المحلية إنها لا تملك الموارد اللازمة للتعامل مع التحديات بخصوص الكوارث الطبيعية والزلازل.

ودعا ما تسمى "وزراء الداخلية والبناء والإسكان" في الحكومة "الإسرائيلية" إلى "عدم انتظار حدوث مثل هذه الكارثة. والعمل فورا على استعداد وجهوزية "إسرائيل" للزلازل".

بالإضافة إلى ذلك، ذكر المراقب في التقرير أنه تم بناء حوالي 185 مركز شرطة ومركز إطفاء ومنشآت إسعاف وسجون قبل عام 1980، وذلك يعني أن هذه المباني معرضة لخطر الانهيار.

ووفقا لفحوصات مكتب المراقب، فإن شبكة البنية التحتية متزعزعة، كما أن المباني القديمة لم يتم تدعيمها، وهناك أيضا خطر قطع المياه عن مئات الآلاف من المواطنين، كما أن العديد من المناطق معرضة لخطر كبير، والسلطات المحلية ليست مستعدة لمواجهة الزلزال، وأيضا اليوم الذي يلي الزلزال أو الكارثة الطبيعية.

وأوضح المراقب أنه تم بالفعل الانتهاء من إنشاء "نظام الكشف عن الزلازل"، ووضع أجهزة الاستشعار على طول خط الشق السوري الأفريقي، ولكن هناك مشكلة صعبة "إسرائيل" ليست مستعدة لها، يقول المراقب "هي إمدادات مياه الشرب في حالات الطوارئ".

ويعيش حوالي 2.4 مليون شخص في المناطق غير المستعدة بشكل كاف للهزات الأرضية والكوارث الطبيعية، علما أن 75% من السلطات المحلية لدى الاحتلال ليست جاهزة لمواجهة أزمة المياه في حالة الطوارئ.

ليس هذا وحسب، بل لا يوجد لدى "سلطة المياه" لدى الاحتلال معلومات عن كميات المياه التي يخزنها السكان في حالة الطوارئ، ولم تتخذ أي إجراءات إعلامية لتوعية السكان بضرورة تخزين المياه بالشكل المطلوب، كما أن موردي المياه ليسوا مستعدين بشكل كامل لإمدادات مياه بديلة.

بالإضافة إلى ذلك، ما يقرب من 30% من المستشفيات "الإسرائيلية" ليس لديها خزانات مياه تكفي لتلبية احتياجاتها الطارئة كما هو مطلوب، وفي 3 مستشفيات لم يتم إنشاء خزان مياه للطوارئ على الإطلاق.

وفي حال وقوع زلزال في بلدة بيسان على سبيل المثال، فإن جميع سكان بيسان، وطبرية، وصفد ونصف سكان حيفا و20% من السكان الذين يسكنون شمال خط بيسان-حيفا وفي الجولان، ستقطع عنهم المياه لمدة أسبوعين على الأقل.

وفي 5% من أحياء المدن وفي البلدات الأخرى الواقعة بين خط الكرمل وأسدود، سيتم قطع المياه عن السكان لمدة أسبوع على الأقل.

وفي حال وقوع زلزال مركزه البحر الميت، فإن المياه ستقطع عن حوالي نصف السكان لمدة أسبوعين على الأقل، في منطقة البحر الميت، والنقب، ومناطق أخرى عديدة، كما ستقطع المياه لمدة أسبوع على الأقل عن السكان في 5% من أحياء المدن وباقي البلدات في المنطقة الواقعة بين بئر السبع، و"ديمونا"، و"كريات غات"، والقدس. وفق الاحتلال.

المصدر : مواقع إلكترونية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة