أمهات شهداء: القمة لا تمثلنا

رفض شعبي وفصائلي واسع لِمُشاركة السلطة في قمة "شرم الشيخ" الأمنية

حسين الشيخ ومسؤول بالاحتلال

خاص – شهاب

بعد 3 أسابيع من عقد قمة "العقبة" الأمنية، عادت قيادة السلطة إلى ضرب تضحيات الشعب الفلسطيني في عرض الحائط، من خلال الإعلان عن مُشاركتها في قمة "شرم الشيخ"؛ غيرُ آبهة بالمجازر الصهيونية التي تُرتكب يوميًا بحق أبناء شعبنا الأعزل في مُدن وقٌرى الضفة الغربية المحتلة.

أمهات شهداء وشخصيات فلسطينية أعربوا في أحاديثٍ مُنفصلة لِوكالة "شهاب" للأنباء عن استنكارهم وإدانتهم الشديدة لِمُشاركة السلطة في المؤتمر، خاصة في ظل تواصل جرائم الإعدام الميدانية بحق أبناء شعبنا في الضفة الغربية.

عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، أكد أن السلطة تواصل اللهث خلف سراب اجتماعات شرم الشيخ وتفاهمات العقبة، وتريد إشغال شعبنا بالعودة للمناكفات السياسية.

وقال أبو ظريفة إن السلطة تنشغل بالتضليل وروايات الغش والادعاءات الكاذبة عن جدوى مسار العقبة- شرم الشيخ وضرورته المزعومة لخدمة مصالح شعبنا، وحفظ أمنه ولجم الأعمال العدوانية لدولة الاحتلال، وقطعان المستوطنين المسعورة على مساحة الضفة الفلسطينية المحتلة والقدس، وترغب في إشغال شعبنا بالعودة للمناكفات التي أنهكت شعبنا وساهمت في ضياع القضية.

وأشار إلى أن مجازر الاحتلال تُشكّل صفعة لفريق التنسيق الأمني والذين يعملون على التحضير لاجتماع شرم الشيخ، ويروجون له ويدعونه واجبًا وطنيًا لدرء مخاطر الأعمال العدوانية لإسرائيل، ليتأكد بالواقع الملموس أن اجتماع شرم الشيخ وما سبقه من تفاهمات في اجتماع العقبة لم يكن إلا غطاءً وتسترًا على حكومة الاحتلال ووزرائها الفاشيين ليذهبوا بعيدًا في توسيع أعمال القتل والإعدام لشعبنا، دون رد فاعل وصارم وحاسم من السلطة.

وأضاف أن هرولة السلطة نحو الوصول إلى تفاهمات مع حكومة نتنياهو الفاشية يشجعها على التوغل بالدم الفلسطيني ومواصلة ارتكاب المجازر وسفك الدماء.

ولفت إلى أن التجارب المُرّة مع مسار العقبة- شرم الشيخ والتي ظهرت منذ ما قبل انعقاده، تؤكد أن تفاهماته لم تكن مٌلزمة إلا للسلطة الفلسطينية وحدها، ولم يتردد وزراء الفاشية الإسرائيلية في السخرية من هذا المسار وتفاهماته، دون أن تستخلص السلطة ما يجب استخلاصه بل تورطت أكثر فأكثر في ذلك وآخرها، تلك الصفعة المدوية في جنين أثناء انهماك وفد السلطة في تحضير أوراقه للالتحاق بشرم الشيخ، بحثًا عن خشبة إنقاذ لسلطة باتت أكثر عجزًا من أن تقاوم الضغوط الأميركية والاسرائيلية والإقليمية، وأكثر عجزًا من أن تقاوم الانجرار وراء مصالحها الفئوية والطبقية وأكثر عجزاً من أن تستجيب لمصالح شعبنا بكل ما يتطلبه ذلك من إرادة وطنية وصلابة سياسية ووفاءً لدماء الشهداء ومصالح الشعب وحقوقه الوطنية المشروعة.

بدوره، أكد عضو المجلس الثوري في حركة فتح، فخري البرغوثي، أنه لا مبرر لمشاركة السلطة الفلسطينية في مؤتمر "شرم الشيخ الأمني"، خصوصًا في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

وشدد البرغوثي على أن مشاركة السلطة في هذا المؤتمر "أمر مرفوض من جميع أبناء شعبنا الفلسطيني"، مُوضحًا أن مثل هذه اللقاءات الأمنية لا تنعكس على الفلسطينيين إلا بمزيدٍ من الضرر.

وذكر أن نتائج مؤتمر شرم الشيخ لن تأتي بجديد على القضية الفلسطينية والرابح الأكبر منها هو الاحتلال "الإسرائيلي"، الذي أصبح يخشى المقاومة المتصاعدة بالضفة الغربية، خصوصًا في شهر رمضان المبارك.

وبيّن البرغوثي أن المؤتمر هدفه تقديم السلطة مزيدًا من التنازلات والخضوع حتى يمر شهر رمضان بسلام على الاحتلال، مُؤكدًا أن هذا ما يرفضه شعبنا.

من ناحيتها، أكدت والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، أن قمة "شرم الشيخ" الأمنية، وغيرها من القمم لا تمثل أهالي الشهداء، ولا دماء أبنائهم التي سالت من أجل الدفاع عن أرضهم ووطنهم.

وقالت والدة الشهيد النابلسي إن كل القمم واللقاءات التي تُعقد بين الاحتلال والسلطة لن تنفع بشيء ودماء أبنائنا الذين ارتقوا شهداء لن تذهب هدرًا، مُشددةً على أن كل قمة على هذه الشاكلة هي مرفوضة بالنسبة لنا.

وأضافت أن كل القمم الأمنية التي عقدت في الآونة الأخيرة، هي قمم فاشلة ولن تفلح في وأد وقتل روح المقاومة فينا.

وتابعت النابلسي: "الاحتلال الذي يشارك في هذه القمم لا يريد سلامًا مع الشعب الفلسطيني بل يريد أن يحمي نفسه وأن تقوم السلطة بدورها من أجل حمايته". وطالبت قيادة السلطة بالحفاظ على دماء الشهداء التي سالت دفاعًا عن القضية الفلسطينية، بدلًا من الذهاب للقمم الأمنية التي تهدف لقمع وملاحقة المقاومة والمقاومين.

وأردفت: أنا بقول كلمة واحدة حكاها ابني ابراهيم الله يرحمه الله، "نفسي هالناس كلها تصحصح، وأنا بقول والله نفسي هالناس كلها تصحصح، وإذا صحصحوا راح ننتصر بإذن الله".

ودعت والدة الشهيد إبراهيم النابلسي الجماهير الفلسطينية لنصر الأسرى والوقوف معهم، في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرضون إليها من قبل السجان الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الأسرى مقبلين على إضراب في أول أيام شهر رمضان المبارك ويجب علينا إسنادهم والوقوف معهم.

كما اعتبرت والدة الشهيد محمد الجنيدي، مُشاركة القيادة المتنفذة بالسلطة في مؤتمر "شرم الشيخ"، المُزمع عقده غدًا الأحد، تعزيزًا لحماية "إسرائيل" ومُستوطنينها، تزامنًا مع تغوله في دم الشعب الفلسطيني.

وأكدت أم محمد أن مثل هذه القمم هي لتحقيق مصالح سياسية للاحتلال الإسرائيلي فقط، من خلال مُطاردة المُقاومين ووأد المقاومة في أنحاء الضفة الغربية.

وقالت والدة الجنيدي إننا نطالب السلطة الفلسطيني بأن يتقوا الله في أبنائنا، الذين ضحًوا بدمائهم فداءً للوطن.

كما طالبت المسؤولين بالسلطة بأن ينظروا لهم بعين الحق والعدل، ويوفروا الأمن والأمان، الذي فقدوه جراء المجازر الصهيونية المتتالية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة.

يُذكر أن أجهزة أمن السلطة اعتقلت الشهيد محمد الجنيدي في عديد من المرات السابقة وصادرت سلاحه، كما تعرّض إلى إصاباتٍ بالغة خلال اشتباكات سابقة مع قوات الاحتلال، أُصيب بإحداها في جمجمته.

واستشهد الجنيدي في الثاني والعشرين من فبراير الماضي رفقة الشهيد حسام اسليم، وهما من قادة مجموعات عرين الأسود بنابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال التي دكّت المنزل والمتواجدين فيه بالصواريخ المضادة للدبابات.

وتأتي قمة "شرم الشيخ" بعد أقل من يومين على ارتكاب قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرة جديدة في جنين مساء الخميس، أسفرت عن ارتقاء أربعة شهداء وإصابة آخرين.

كما قتل الاحتلال أمس الجمعة، شابًا في محيط قرية بيتين قضاء رام الله.

وجاء المؤتمر الأمني، استكمالًا لقمة "العقبة" الأمنية التي عُقدت بالأردن يوم 26 فبراير الماضي بحضور الأطراف ذاتها ، لبحث إنقاذ الاحتلال المأزوم من خلال مُحاولة وقف التصعيد وحالة المقاومة المتصاعدة بالضفة والقدس، قبل رمضان.

وانطلقت دعوات فلسطينية للمشاركة في وقفة احتجاجية غدًا الأحد برام الله؛ رفضًا لمشاركة السلطة في قمة "شرم الشيخ" مع الاحتلال.

ودعا المؤتمر الشعبي الفلسطيني "14 مليون" والفعاليات الشعبية والحراكات الشبابية، إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية الرافضة لعقد "لقاء شرم الشيخ" والمشاركة الفلسطينية فيه.

وكانت فصائل بمنظمة التحرير وهي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)، قد دعت رئيس السلطة محمود عباس بوقف المشاركة في اجتماع شرم الشيخ الأمني المقرر انعقاده غدًا الأحد.

وطالبت الفصائل في بيانٍ مشترك، مصر والأردن إلى إلغاء هذا الاجتماع، وعدم المُضي في هذا المسار بالغ الخطورة على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة.
 

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة