قال الخبير في شؤون القدس جمال عمرو، إن الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك تشتد خطورة وتغولا، وخاصة مع اقتراب "الأعياد اليهودية" منذ منتصف الشهر الجاري وما بعده، وهي تستخدم كذريعة لزيادات هذه الاقتحامات واستغلالها لتطبيق التقسيم الزماني والمكاني على أرض الواقع.
وأضاف عمرو لوكالة شهاب للأنباء، أن أكبر مأساة حلت بالعالم الإسلامي هو الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ووضع يده في مرحلة لاحقة على المسجد الاقصى المبارك، وهذه مأساة كبيرة وكبيرة جدا وتسببت في فرقة العالم الاسلامي وانقسامه.
وأكد أن حريق المسجد الأقصى المبارك على يد الإرهابي مايكل ديني شروهان، ماهي إلا حلقة سبقها حلقات، وهي وجود الاحتلال الهمجي في فلسطين، وتبعها حرائق فالحرائق كانت ولا زالت مستمرة، والاقتحامات كانت ولا زالت مستمر وتزداد خطورة وتغولا، شكلا ومضمونا.
وأشار عمرو إلى أن الاقتحامات اليوم أصبحت على "عينك يا تاجر"، وتتم برعاية حكومة الاحتلال وليست منظمات متطرفة، لأن الحكومة نفسها هي منظمة متطرفة وهي عصاب متطرفة من رأس الهرم حتى آخر جندي.
وأوضح أن الاقتحامات عسكرية وليست مدنية لأنها تتم بقوة السلاح، وبالقهر وبالعدوان وبالاعتداء والسادية والفوقية والهمجية، وبالتالي نحن أمام مرحلة في منتهى الخطورة من ازدياد الاقتحامات شكلا ومضمونا وهو عنوان المرحلة.
ويرى عمرو أن الاقتحامات سابقًا كانت تنسي إلى جمعيات لأجل الهيكل الصنم المعبود لدى الصهاينة، وتتذرع الحكومات الإسرائيلية السابقة بأنهم فئة من المتدينين اليهود، لكن اليوم الحكومة نفسها متورطة.
وتابع، الحكومة تدفع هذه المنظمات الكثيرة جدا للحضور وأداء الطقوس، وما عادت الصلاة سرية ولا عادة خفية، وأصبحت صلوات علنية وبصوت مرتفع وبرفع العلم الصهيوني، صلوات جماعية وتقديم شروحات عن الاصنام التي ينوون بناءها في الأقصى.
ويلفت عمرو إلى "أن هذا تقديم لتقسيم الاقصى لثلاث أرباع لليهود وربع واحد للمسلمين، هكذا ببساطة يعني حاكم وجلاد، فنحن إذا أمام مرحلة خطيرة وخطيرة جدا، وهي ساعة بعد ساعة تزداد وضوحا".
وبين عمرو أن منظمات الهيكل لا تخفي سرا ولا تقوم بالعمل بصورة سرية، بل تعلن على مواقعها الرسمية وتضع برامج وتحضر حافلات وتحضر اتباع من جميع أنحاء فلسطين.
مضيفًا، هذا يؤكد أننا أمام مرحلة في منتهى الخطورة، وهذه المرحلة التي تسمى أعياد وما هي بأعياد، هي طقوس تلمودية مصطنعة، وهي في الحقيقة مناسبة حربية بامتياز للاعتداء على الأقصى وسائر مقدسات المسلمين في فلسطين.
ويحذر عمرو من تجليات ما يحصل، وخاصة من منتسبي الجمعيات اليهودية المتطرفة، ومنتسبي الاحتلال المستجلب إلى فلسطين، وخاصة جماعة جبل الهيكل والذين لديهم قناعة بأنهم بنوا في ذهنهم ما يسمى الهيكل المعنوي، وأنهم يرون أنهم قطعوا نصف المشوار الأول وما بقي إلا النصف الآخر، وهو بناء الهيكل على أرض الواقع .
ويختم عمرو بأن الأشد خطورة من ذلك، هو هرولة بعض الأنظمة العربية للارتماء في أحضان الاحتلال والتطبيع معه على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.