"بعد تسهيلات الاحتلال الوهمية"

خاص المجاعة تعود إلى شمال قطاع غزة مجددًا

خاص - شهاب

لم يعد يخفى على أحد في العالم، أن الاحتلال "الإسرائيلي" يستخدم أسلوب التجويع كأداة حرب ضد سكان قطاع غزة، منذ بدء عدوانه الوحشي قبل أكثر من ثمانية أشهر.

ويعاني المواطنون خصوصًا في شمال قطاع غزة، مؤشرات المجاعة من جديد بشكل واضح؛ وذلك جراء أسلوب التجويع الذي لا يزال الاحتلال يتبعه خلال هذه الحرب.

ويغلق الاحتلال، المعابر، ويطبق حصاره للقطاع، ويقطع الإمدادات الغذائية والسلع الأساسية والمياه والدواء والكهرباء، ويقصف ويدمر كل مقومات البقاء على قيد الحياة وسبل العيش، وفي مقدمتها المستشفيات ومرافق تقديم الرعاية الصحية.

"تسهيلات وهمية"

قبل أسابيع، حذرت العديد من المنظمات والهيئات الدولية وفي مقدمتها برنامج الغذاء العالمي ومنسق الشئون الإنسانية من تعرض سكان محافظتي غزة وشمال غزة لمجاعة حقيقية، عندما اشتدّت حرب التجويع وتجلت صورها في حينه من خلال لجوء المواطنين لطحن الأعلاف وحبوب الحيوانات لسد جوعهم وإطعام أطفالهم، وبدأت تتوالى المطالبات الدولية والتصريحات الأمريكية الداعية لضرورة إدخال المساعدات وإنقاذ شمال غزة من مجاعة محققة.

كعادته قام الاحتلال بالالتفاف على هذه المطالب، إذ عمل على كسر حدة المجاعة مؤقتًا وتأخير وقوعها والسعي لتجميل صورته عبر تسهيلات سطحية وغير حقيقية بإدخال بعض شحنات المساعدات وغالبيتها محملة بالطحين، وتم فتح عدد محدود من المخابز باشراف برنامج الغذاء العالمي.

بناءً على تلك "التسهيلات الوهمية" اختفت المطالبات الأممية والتحذيرات الدولية من المجاعة، وكأنّ أسبابها انتهت ولم تعد قائمة، رغم أن الاحتلال منذ شهر يمنع إدخال السلع الأساسية مثل: السكر والزيوت والحليب والقمح والفواكه واللحوم والبيض وغيرها. 

كما يقنن الاحتلال دخول الخضروات بكميات يجعلها باهظة الثمن ولا يستطيع غالبية المواطنين شراءها، فضلا عن استمرار منعه إدخال الغاز والوقود منذ بداية العدوان.

"مجاعة حقيقية"

وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن هذا الواقع يشي بأن وقوع المجاعة في شمال القطاع بات أمرًا محققًا.

وذكر أن مؤشرات سوء التغذية التي ظهرت على جميع سكان شمال القطاع، أحد دلائل وقوع هذه المجاعة؛ وذلك نظرا لعدم توفر مصادر الغذاء وفقما يحتاج الإنسان الطبيعي من كميات ونوعيات.

وطالب "المكتب الإعلامي الحكومي" الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لوقف حرب التجويع، وإدخال احتياجات المواطنين في شمال غزة.

وفي نفس الوقت، أكد "المكتب الإعلامي" أن كل حديث عن تسهيلات وزيادة أعداد شاحنات المساعدات هو ذر للرماد في العيون وتزييف للواقع، مشيرا إلى أنه أوضح ذلك سابقا بكشف أعداد ونوعيات شاحنات المساعدات التي دخلت شمال غزة، وكيف أنها بلغت طوال شهر كامل ٤١٩ شاحنة فقط.

ومنذ نحو 230 يومًا، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا وحشيا غير مسبوقة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إذ يرتكب يوميا العشرات من المجازر وجرائم الحرب ضد المدنيين العزل، رغم المطالبات الدولية بوقف هذه "الإبادة الجماعية".

وتجاوزت حصيلة العدوان الإسرائيلي 35709 شهيد و79990 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بينما لا يزال هناك الآلاف من المفقودين تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة