تشكل عربدة المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة مصدر قلق بالغ، الذين يصعدون من انتهاكاتهم وهجماتهم المختلفة بحماية ودعم حكومة الاحتلال الإسرائيلية، فى كثير من القري والمدن المحاذية لأماكن تواجدهم واستيطانهم خاصة فى الخليل الجنوبية وغور الأردن والقدس الشرقية التي تحيط بها المستوطنات والبؤر الاستيطانية من كل ناحية.
رصد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عدة انتهاكات يمارسها المستوطنين بحق سكان فلسطين منها مهاجمة النساء والأطفال في منازلهم أو بالقرب منها، وأشعال النيران في الممتلكات والبيوت والسيارات والمحاصيل الزراعية ومخازن البضائع ، اضافة الى سرقة المواشي وتدمير البنية الأساسية لمنع الوصول إلى المياه.
وإلى جانب عمليات الهدم التي تنفذها الإدارة المدنية الإسرائيلية، التى تجبر الفلسطينيين على ترك أراضيهم، ما يساعد على تعزيز وتوسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية الإسرائيلية في هذه المناطق.
توسيع السيطرة
وأفاد تقرير نشره مكتب المفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان بأن حجم المستوطنات الإسرائيلية القائمة حاليا توسَّع بشكل ملحوظ خلال الفترة التي يغطيها التقرير، من 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقد أقيمت حوالي 24300 وحدة سكنية داخل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال هذه الفترة، وهو أعلى مستوى مسجل منذ بدء الرصد عام 2017. وشمل ذلك نحو 9670 وحدة في القدس الشرقية.
يخلص التقرير إلى أن سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية تبدو متماشية إلى حد غير مسبوق مع أهداف حركة الاستيطان الإسرائيلية، الرامية إلى توسيع السيطرة طويلة الأمد على الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ودمج هذه الأرض المحتلة بشكل مطّرد في دولة إسرائيل.
وشدد المفوض السامي لحقوق الإنسان على ضرورة أن تتوقف أفعال إسرائيل فورا ضد السكان الفلسطينيين. وقال إن لسبيل الوحيد للمضي قدما هو إيجاد حل سياسي قابل للتطبيق ينهي الاحتلال نهائيا، ويقيم دول فلسطينية مستقلة ويضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
من جانبها تقول الباحثة والناشطة السياسية:" سمر حمد أن "المستوطنين باتوا سيفٌ مسلط بوحشية على الضفة الغربية وساكنيها أصحاب الحق الأصيل بها"، منوهة إلى أن التوسع الاستيطاني ألتهم ما تبقى من أراضي فلسطينية بالضفة وحصر أماكن تواجد الفلسطينيين.
وتابعت حمد: "هذا ما تسعى إليه الحكومة اليمينية المتطرفة لجيش الاحتلال بهرمها الثلاثي المتمثل في نتنياهو وسموترتش وبن غفير"، موضحة أن "مخطط ضم الضفة الغربية والتوسع الإسرائيلي هو الماثل أمام نواظرهم، وذلك يحرصون على جعل الضفة الغربية غير مؤهلة لأن تكون نواة لدولة فلسطينية كما يطالب العالم".
تمهيدا لتهجيرهم
وأكدت أن"السلاح الأهم هو أن يعزل الاحتلال أماكن تواجد الفلسطينيين عن بعضها البعض، ويحيطها بمستوطنات، حتى تصبح الضفة الغربية مقطعة الأواصر والمستوطنون يعربدون فيها وينكلون بالفلسطينيين بشتى الطرق، لتضييق العيش عليهم، تمهيدا لتهجيرهم كخطوة أولية من الأرياف والمناطق القريبة من المستوطنات."
وذكرت أن مساعي الاحتلال تهدف إلى ابتلاع المزيد من الأراضي ومصادرتها لصالح التوسع الاستيطاني، الذي أصبح يحاصر المدن الفلسطينية ويفرض عليها حزاما ناريا يخنق حياة الفلسطينيين وأمنهم.
ولفتت إلى أن الاحتلال يطلق العنان لمليشيات المستوطنين للعربدة والتنكيل، بكل ما هو فلسطيني في الضفة الغربية.
من جانبه أفاد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا قرية عرب المليحات في المعرجات شمال غرب أريحا واقاموا حفلا غنائياً صاخباً تخلله رقصات “تلمودية”، استمر من بعد منتصف الليلة الماضية بحماية من جيش الاحتلال و حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم .
وأشار مليحات، إلى أن هذه الممارسات والانتهاكات تندرج في إطار تبادل الأدوار مع المستوطنين، حيث سمحت قوات الاحتلال لمستوطنيها بإقامة هذا الحفل في إطار فرض هيمنتها الكاملة على المنطقة ومحيطها، في وقت يحاصر فيه المواطنين وتنفذ ضدهم هجمات يومية.
وأكد أن الاحتلال يريد من ذلك، فرض عمليات التهويد المستمرة، ومنها بث صور المستوطنين يرقصون بكل راحة وطمأنينة، الوصول إلى مرحلة تهجير المواطنين الفلسطينيين من الأماكن التي يريد السيطرة عليها في مناطق الأغوار، وفق مخطط ممنهج تنفذه حكومة الاحتلال مع المستوطنين.