القوارض والفئران تشارك الغزيين خيم النزوح والطعام

"الأونروا" :" تحذر من انتشار القوارض والحشرات التى يشكل خطرا على صحة النازحين

خاص / شهاب

دون سابق إنذار استقظ سكان الخيام فى منطقة فش فرش غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.على صوت صراخ متواصل من أحد السيدات فى منتصف الليلة الماضية، بعد استيقاظها فجأة لتجد ان عدد من الفئران والقوارض تشاركها المكان الذى تنام فيه هى وصغارها.

صراخ أم محمود النازحة من شمال القطاع دفع جيرانها للإتجاه الى خيمتها لتقديم المساعدة ليتبين ان ان مجموعة غير قليلة من الفئران تشاركها الخيمة فى ساعات الليل القاتمة.

خوف شديد

 

يقول ابو فوزى (43 عاما):" ان مشكلة القوارض والفئران هى معاناة آخري لكافة سكان الخيام و لا ااحد فينا يجد حل قد يساعد بالتخلص منها ، منوهاً ان عوامل عدة ساعدت في ظهور الفئران والقوارض و الثعابين وسط خيام النازحين، أولها ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يقارب 40 مئوية، إضافة إلى أن هذا موسم تكاثر الحشرات والقوارض ، علاوة عن التغيرات البيئية التي طرأت على القطاع نتيجة الحرب" والقصف المتواصل بالصواريخ والقنابل الارتجاجية التى من شأنها ان تخرج كل هذه المخلوقات الى سطح الارض واماكن تواجد الناس .

ويتابع غالبية النساء فى الخيم تعيش في خوف شديد ومستمر بعد ظهور ثعبان في خيمة مجاورة ، ويفكر كثيرون في الانتقال  من المواصي الى داخل المدينة ، لكن ادركوا جميعا ان  انتشار القوارض بين معسكرات النازحين يزداد يوما بعد يوم فى كل المناطق .

ويرى أبو فوزي أن  الحشرات والقوارض والثعابين تشكل خطراً على حياة النازحين خاصة الأطفال، إذ باتت تلدغ المقيمين في الخيم وتسبب لهم أمراضاً تستدعي تدخلاً طبياً، لكن الواقع الصحي في غزة منهار للغاية ولا يستطيع التعامل مع حالات الأمراض الناتجة من القوارض.

بينما يقول علاء جرادة (38 عاما ):" كنت أجلس على باب المخيم عندما بدأ صراخ زوجتى وأطفالى فهرعت الى خيمتى بسرعة جنونية فوجدت زوجتى وأطفالى فى حالة صدمة وخوف شديد وهم يشاهدون ثعبان طويل على أرض الخيمة .

ويضيف استطعت بمساعدة بعض الرجال اخراج زوجتى وأطفالى من الخيمة ومن ثم القضاء على الثعبان الذى تجول بأكثر من خيمة قبل ان نستطيع القضاء عليه ، منوها ان ما حدث فى خيمتى حدث مع كثير من العوائل فى الخيم المجاورة

أما فدوى درويش (28 عاما ) تقول لـ"شهاب":" بعد أن انتهيت من إعداد الخبز عدت إلى خيمتى لأجد ان الفئران قضمت عدد لا بأس به من الأرغفة من اضطرنى إلى رمي بقية الأرغفة ، واضطرينا ليلتها المبيت دون طعام او خبز .

تدهور الاوضاع الصحية

تقول فدوي إنها رصدت أكثر من مرة انتشار القوارض في محيط مخيم الإيواء الذي تعيش فيه، واشتكت في حديثها مع جاراتها من هذه المعضلة، لكنه تبين لها أن الجميع بات يعاني مع وجود الفئران وأنواع أخرى من الزواحف والقوارض في بيئة المواصي.

يواجه سكان خيم النازحين سيلاً من الحشرات الكبيرة والصغيرة الطائرة والزاحفة إضافة إلى العناكب، و الذباب والبراغيث والبعوض.

من جانبها حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من انتشار القوارض والحشرات في قطاع غزة، ما يشكل خطرا على صحة الناس في ظل الأوضاع المتردية.

وقالت الأونروا، في بيان عبر موقعها الرسمي، "تتدهور الأوضاع الصحية في غزة بشكل متزايد يومًا بعد يوم، حيث تشكل الحشرات والقوارض خطرًا على الصحة من خلال نشر الأمراض، ما يهدد صحة الناس".

وأضافت "تعمل فرق الأونروا على دعم العائلات النازحة في الملاجئ، بهدف منع هذه الآفات من اجتياح المساحات المكتظة التي يعيشون فيها".

وتجد المؤسسات البيئية الرسمية صعوبة في إزالة أكوام القمامة، التي تتسبّب العوامل البيئية بتحلّلها بطريقة غير آمنة، بسبب ضعف الإمكانيات واستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمعدات اللازمة لذلك، علاوة على شح الوقود اللازم لنقل النفايات وتصريفها.

تحدي كبير 

فيما أكد تقرير لمركز الميزان لحقوق الإنسان، أن "مخاطر النفايات الصلبة تتفاقم في القطاع بسبب سوء إدارتها نتيجة لمكبّات النفايات أو محطات ترحيلها أو نقاط تجمّعها، سواء كانت مخاطر بيئية أو صحية، ومنها خطر اشتعالها وحدوث حرائق، إضافة إلى التسبّب بأزمات صحية للسكان، والعاملين في المهنة على حدٍ سواء".

ويرجع التقرير، تدهور واقع إدارة النفايات الصلبة بغزة، وما ينتج عنه من آثار بيئية وصحية لمكبّات النفايات، لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، التي تعيق نقل النفايات وتستهدف البنى التحتية والآليات الخاصة بالبلديات، كما وتمنع وصول الوقود للمؤسسات البيئة، ما أدى لتكدّس النفايات وانتشار الحشرات والأمراض والأوبئة.

يمثّل ذلك التحدّي، حرباً أخرى من الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، فبعد توقّف جميع بلديات القطاع عن العمل وخروجها من الخدمة بسبب الحرب، يجد السكان أنفسهم أمام خيارات صعبة للغاية، تؤدّي جميعها إلى الموت.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة