شهاب / خاص
قال المختص في شؤون القدس زياد ابحيص إن الإصرار الإسرائيلي على العدوان على المسجد الأقصى، هدفه ترجمة الرؤية الصهيونية الدينية بأن تغيير هوية المسجد الأقصى هو بوابة الحسم، وبوابة الهزيمة النفسية التي إن وقعت فإنها تفتح الطريق لكل ما بعدها.
وأوضح ابحيص في تصريح صحفي خاص لوكالة شهاب، أن هذا الإصرار يفرض التعامل مع العدوان على المسجد الأقصى باعتباره عملاً من أعمال الحرب وأولوية من أولويات إدارة الجبهات فيها.
وبين أن الاحتلال يعتبر الإصرار على فرض هذه الطقوس تفريغاً لـمعركة طوفان الأقصى من معناه، إذ أنها تواصل تغيير هوية الأقصى رغم الحرب وكل التضحيات، وهو ما يمكن إفشاله بالرباط وطول النفّس في التمسك بالهوية الإسلامية الخالصة للأقصى ومواصلة الدفاع عنها وعدم التسليم بأي أمرٍ واقع يفرض فيه.
وأشار ابحيص إلى أن عدوان رابع أيام "عيد العرش التوراتي" اليوم الإثنين على المسجد الأقصى، شكل أكبر اقتحام عددي مسجل في تاريخ اقتحامات أعياد العرش العبرية، حيث بلغ عدد المقتحمين فيه 1,783 مقتحماً.
وأوضح أن المستوطنين أدخلوا البوق إلى المسجد الأقصى المبارك ونفخوا فيه مرتين، ليصبح مجموع عدد مرات النفخ في البوق في موسم الأعياد الحالي 14 مرة وفق اعتراف جماعات الهيكل المتطرفة، مع تجرؤ جماعات الهيكل على توثيق ذلك ونشره علناً، في إطار مسعاها المتدرج لتطبيع الذهن الفلسطيني والعربي والإسلامي على تكرار الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى.
وذكر أن أهمية النفخ في البوق بنظرهم تأتي من كونه إعلاناً للسيادة الصهيونية المزعومة على الأقصى.
ولفت إلى أن جماعات الهيكل أدخلت القرابين النباتية "ثمار العُرُش" وقدمتها داخل الأقصى، في طقس ديني تهدف منه إلى تغيير هوية المسجد والقول بأنه قد بات هيكلاً "تسكنه روح الرب" وفق الاعتقاد التوراتي، ولذلك يؤتى بالقرابين إليه.
ولفت إلى أن جماعات الهيكل كانت قد دعت إلى أداء طقوس "الصلاة المضافة" الخاصة بعيد العرش بشكلٍ جماعي في الساعة 9:30 صباح اليوم في المسجد الأقصى، باعتباره المركز الذي يجب أن تؤدى فيه هذه الصلوات وليس ساحة البراق، وقد اجتمع بالفعل العشرات من نشطائها في ساحته الشرقية وأدوا هذه الصلاة كاملة تحت رعاية شرطة الاحتلال في أكبر صلاة جماعية يشهدها المسجد الأقصى منذ احتلاله.
وواصل ابحيص، تزامن ذلك كله مع استفراد تام بالساحة الشرقية للمسجد الأقصى التي تمت فيها كل هذه الطقوس، والتي باتت جماعات الهيكل تتعامل معها وكأنها الكنيس غير المعلن في المسجد الأقصى، وتستفرد فيه بأداء الطقوس التوراتية لنحو ست ساعات يومياً على مدار خمسة أيامٍ في الأسبوع.
ووفقًا لابحيص فإن "عيد العرش" يمتد لسبعة أيام ما تزال مستمرة حتى الأربعاء 23-10 ويليها عيد ختمة التوراة الذي انطلق من بعده طوفان الأقصى في العام الماضي 2023.