تقرير من خيمته ارتقى شهيدًا.. من هو القيادي في حركة حماس صلاح البردويل؟

الدكتور صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس

خاص _ شهاب 

في صباح يوم الأحد، 23 مارس 2025، استشهد الدكتور صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، إثر استهداف طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" خيمته في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وقد استشهد معه في هذا الهجوم الغادر زوجته، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال في استهداف المدنيين.

السيرة الذاتية

وُلد الدكتور صلاح محمد إبراهيم البردويل في 24 أغسطس 1959 في مخيم خان يونس بقطاع غزة، لعائلة فلسطينية لاجئة من قرية الجورة في قضاء غزة، أتم دراسته الأكاديمية في مصر، حيث حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة القاهرة عام 1982، ثم حصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني من معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة عام 1987، وأكمل دراسته ليحصل على درجة الدكتوراة في الأدب الفلسطيني عام 2001.

المسيرة المهنية

تدرج الدكتور البردويل في عدة مناصب تعليمية وصحفية، حيث عمل مدرسًا في المدارس الحكومية بين عامي 1985 و1990، ثم محاضرًا في كلية التربية بجامعة الأقصى (1990-1993)، واستمر في العمل الأكاديمي محاضرًا في الجامعة الإسلامية بغزة لمدة تزيد عن عشرين عامًا، كما شغل منصب رئيس تحرير صحيفة "الرسالة" الأسبوعية بين عامي 1997 و2001.

الاعتقالات والمواقف السياسية

تعرض الدكتور البردويل للاعتقال عدة مرات على يد الاحتلال "الإسرائيلي"، حيث كان أول اعتقال له في عام 1993، حيث خضع للتحقيق لمدة 70 يومًا في سجني غزة وعسقلان، بالإضافة إلى ذلك، تم اعتقاله عدة مرات من قبل أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.

كان البردويل دائم الدعوة إلى المصالحة الفلسطينية الشاملة، داعيًا إلى إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية لضمان مشاركة جميع الفصائل في مؤسساتها، وطالب بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال والانخراط في مواجهة شاملة مع الاحتلال.

المجال الإعلامي

يعد البردويل من أقدم قيادات حماس في قطاع غزة، وبرز نشاطه في العمل الإعلامي بالحركة، وأسس صحيفة الرسالة عام 1996 باعتبارها أول وسيلة إعلامية تابعة لحماس، وترأس تحريرها.

كانت للبردويل بصمة في المجال الإعلامي، فقد كان كاتب مقال أسبوعي ساخر في صحيفة الرسالة حمل اسم "من شوارع الوطن" كان يدمج فيه بين الواقع والسياسة وانتقاد السلطة، مما كان سببا لاستدعائه بشكل دائم لدى الأجهزة الأمنية التي اعتقلته أكثر من مرة.

ترأس البردويل الدائرة الإعلامية لحركة حماس وأشرف على إدارة وتطوير وسائلها الإعلامية.

النشاط السياسي

ارتبط اسم البردويل بالقيادة السياسية لحركة حماس في وقت مبكر، وأسس حزب الخلاص الوطني الإسلامي الذي جاء كخطوة بديلة للالتفاف على تضييق السلطة الفلسطينية على حماس عام 1996، وأصبح عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني عن الحزب في ذلك الوقت.

شارك البردويل في أول حوارات أجرتها حماس مع السلطة الفلسطينية في السودان، وترشح للانتخابات البرلمانية عام 2006، وفاز بعضوية المجلس التشريعي عن محافظة خان يونس.

تولى ملف العلاقات الخارجية في كتلة حماس البرلمانية، وكان مقررا للجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني.

في عام 2017 شغل البردويل عضوية المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، وتولى دائرة العلاقات الوطنية التي توكل إليها مهام التواصل والتنسيق مع الفصائل الفلسطينية، إذ تربطه علاقة قوية مع القيادات الوطنية.

وفي عام 2021 أعيد انتخاب البردويل لعضوية المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، ثم تولى مسؤولية مكتب التخطيط للحركة في الداخل والخارج.

ربطت البردويل علاقة قوية مع رئيس حركة حماس في غزة الشهيد يحيى السنوار والقائد العام لكتائب القسام الشهيد محمد الضيف والشهيد ياسر النمروطي أول قائد لكتائب القسام، وذلك بحكم نشأتهم جميعا في مخيم خان يونس.

الاستشهاد

في فجر يوم 23 مارس 2025، استهدفت غارة جوية إسرائيلية خيمة الدكتور صلاح البردويل في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أدى إلى استشهاده مع زوجته.

وقد أكدت حركة حماس في بيان لها أن البردويل كان من أبرز الشخصيات الوطنية، واصفة إياه بواحد من أعلام العمل السياسي والإعلامي، ورمزًا للثبات والتضحية.

نعي البردويل

ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان لها عضو مكتبها السياسي الدكتور صلاح البردويل "الذي ارتقى شهيدا في عملية اغتيال صهيونية غادرة".

وقالت الحركة "لقد كان الشهيد البردويل علما من أعلام العمل السياسي والإعلامي والوطني ورمزًا في الصدق والثبات والتضحية، لم يتخلف يومًا عن واجب أو موقف أو ساحة من ساحات الجهاد وخدمة القضية، وبقي ثابتا على درب المقاومة حتى نال شرف الشهادة في أحب الليالي إلى الله".

وأكدت الحركة أن دماء البردويل ودماء زوجته وسائر الشهداء الأبرار ستبقى وقودا لمعركة التحرير والعودة، وأن العدو المجرم لن ينال من عزيمتها وثباتها، فكلما ارتقى شهيد ازدادت جذوة المقاومة اشتعالا حتى زوال الاحتلال.

كما نعى المجلس التشريعي الفلسطيني النائب البردويل الذي ارتقى في جريمة جديدة ضد الآمنين والقادة الذين يديرون الشأن العام.

وأشاد المجلس في بيان له بالدور الذي لعبه البردويل في خدمة قضيته وشعبه.

حافظ البردويل لسنوات على مقاله "من شوارع الوطن" الذي كان ينقل حديث وهموم الناس حتى رحل في خيمة مقامة بين أهله على أرض الوطن.

وبرحيل الدكتور صلاح البردويل، فقدت فلسطين قائدًا شجاعًا وملتزمًا بقضية شعبه، حيث كرّس حياته لخدمتها، وتبنى الثوابت الوطنية الفلسطينية.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة