غزة - شهاب
أكد الكاتب والمحلل السياسي، ماجد الزبدة، أن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وبدورها المريب و العلني في ملاحقة المقاومة، تسهّل مهمة اليمين الإسرائيلي المتطرف ومخططاته لتهجير جميع الفلسطينيين من الضفة المحتلة للأردن، ولا تحظى باحترام شعبها ولا حتى المجتمع الدولي.
واضاف الزبدة في تصريح لوكالة شهاب، إن "السلطة الفلسطينية بإصرارها على نهج التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال، تبدو اليوم كمن يشنق نفسه بيديه وهي تفقد أوراق القوة بدءاً بضعف تأثيرها السياسي والدبلوماسي، ومروراً بفقدان الحاضنة الشعبية التي تؤمن بخيار المقاومة كفطرة طبيعية لكل الشعوب الواقعة تحت الاحتلال عبر التاريخ".
وتابع" للأسف فإنه في حال استمرت السلطة الفلسطينية في ذات النهج فإن مستقبل الضفة المحتلة ذاهب باتجاه التيه الوطني بإسهام من أيادٍ فلسطينية؛ وإكمال اليمين الصهيوني سيطرته على جميع أراضي الضفة المحتلة من خلال الإستيطان الإحلالي لصالح المستوطنين اليهود".
نتنياهو يراوغ
وحول وضع نتنياهو السياسي وأزمات الاحتلال الداخلية قال الزبدة: "بالتأكيد بعد إقرار الموازنة في الكنيست نجح نتنياهو في التحلل من بعض الضغوط التي تهدد استقرار حكومته في المدى القصير لكنه ما زال يواجه ملاحقات قضائية واتهامات بالفساد؛ إضافة إلى أزمات داخلية عديدة مثل تعثر إقرار قانون التجنيد وعدم قدرته على تجاوز التظاهرات الحاشدة التي تطالبه بإنهاء الحرب والذهاب إلى صفقة تبادل مع المقاومة، بالإضافة إلى المواجهة العلنية مع القضاء الإسرائيلي ومساعيه الحثيثة لتعزيز قبضته على الجيش والأجهزة الأمنية والقضاء، وهي قضايا ما زالت تشكل مهددات لاستقرار ائتلافه الحكومي".
وأوضح أن نتنياهو يحاول التهرب من أزماته الداخلية باتجاه تصديرها سواءً باتجاه استمرار العدوان على غزة أو توسيع نطاق العدوان ليطال سوريا ولبنان وربما إيران في المستقبل القريب، وهو يدرك أن استمرار الحرب وتوسع العدوان الإسرائيلي يلقى دعما كبيراً لدى قاعدته الانتخابية التي تتكون في مجملها من اليمين واليمين المتطرف، وفي المقابل فهو يسعى لإلجام الأصوات التي تطالبه بالاستقالة.
وأضاف:" الشعب الفلسطيني يواجه عدوا لا يقيم وزنا لأية قوانين إنسانية أو دولية، و دماء الفلسطينيين الأبرياء التي تنزف منذ ستة عشر شهرا لم تحرك المنظمات الدولية أو الأنظمة والدول التي تدّعي حمايتها لحقوق الإنسان، وفي المقابل وجدنا المقاومة الفلسطينية تتعاطى مع جميع المبادرات والمقترحات الهادفة إلى توقّف العدوان، وأبدت في سبيل ذلك استعدادها المتكرر لتسليم إدارة غزة لأية جهات فلسطينية ضمن رؤيتها لاستكمال مشروع الاستقلال الفلسطيني على أسس وطنية دون تنازل عن الثوابت".
وتابع الزبدة:" يبدو أن نتنياهو وائتلافه الحكومي المتطرف فهم خطأ تعاطي المقاومة إيجابا مع جميع المبادرات؛ وذهب لزيادة الضغوط بهدف ابتزاز المقاومة لدفعها لتقديم تنازلات جوهرية تكفل للاحتلال استمرار الحصار واستئناف العدوان متى شاء، تحت عنوان سيطرة الاحتلال الأمنية على غزة.
وأكد أن اليمين المتطرف الذي يسيطر اليوم على حكومة وبرلمان الكيان يسعى لطرد الفلسطينيين وتهجيرهم من غزة ابتداءً والضفة لاحقا، وما مخططات تهجير أهالي غزة المعلنة، وجرائم الاحتلال بتهجير مخيمات شمال الضفة عنا ببعيدة، وهي مخططات تستوجب صمودا ووحدة فلسطينية لمواجهة محاولات إنهاء القضية الفلسطينية وتحويلها لقضية إنسانية "طعام وشراب ومأوى" وتفريغها من بُعدها السياسي والوطني باعتبارها قضية شعب يسعى لنيل الحرية والاستقلال والتخلص من الاحتلال.