افتتحت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مسجد العودة، في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك بعد نحو ثلاث سنوات من بدء إعادة إعماره.
وشارك في حفل الافتتاح المئات من الأهالي بحضور وكيل وزارة الأوقاف د. عبد الهادي الأغا، والنائب في المجلس التشريعي د. يونس الأسطل، ورئيس لجنة إعمار مسجد العودة حسن جابر، ومدير أوقاف رفح م. طارق أبو يونس ولفيف من الشخصيات الاعتبارية والوجهاء والأعيان.
وخلال كلمته، قال الأغا : "بإعادة بناء مسجد العودة وافتتاحه اليوم تعود الفرحة إلى رفح وروحها وقلبها النابض"، مشيراً أن هذا الصرح طال انتظاره، سيما أنه عاد بأبهى وأجمل حلة، بفضل الله".
وقدم الأغا، شكره للجنة إعمار المسجد وكل من كان له سهم بالرعاية والدعم والإسناد والتبرع، لصالح المسجد الشامخ العريق والذي يعد معلماً عظيماً من معالم حضارتنا الإسلامية.
وشدد وكيل وزارة الأوقاف على أهمية المساجد في إعداد القادة والمجاهدين والذاكرين والموحدين والمؤمنين الثابتين الصادقين الذين يدافعون عن حياض الإسلام وكرامة الأمة العربية والإسلامية وتحرير القدس والمسجد الأقصى من دنس المحتلين.
ونوه إلى أن مسابقة إمام المسجد الأقصى التي أطلقتها الوزارة بمثابة رسالة تأكيد للعدو الصهيوني أننا عائدون، موضحا أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل المسابقة في المرحلة القادمة لإفساح المجال لاحقا ليتسابق عليها الحفظة وحملة التعليم الشرعي.
ودعا الأغا أبناء شعبنا كافة للتقيد بإجراءات السلامة والوقاية من فيروس كورونا، والمتمثلة بالتباعد ولبس الكمامة وتقصير مواقيت الأذان والإقامة، كي تبقى مساجدنا مفتوحة، لأداء الصلوات وقيام الليل والاعتكاف في شهر رمضان المبارك الذي يحل علينا بعد أيام.
بدوره تحدث الأسطل عن أهمية المساجد في حياة المسلمين، لافتا إلى أن المسجد يُعد البؤرة والمنطلق والنقطة الأولى للتحرير.
وأشار الأسطل الى أن المساجد تُفدى بالأرواح والأنفس وأغلى ما نملك لما لها من أهمية في حياة البشرية عامة والأمة الاسلامية خاصة.
وأوضح أن المسجد ليس مركزا للصلاة فقط ولكن مؤسسة للتعليم ومجلس للإصلاح ومركز للقضاء وحاضنة تربوية فهو متعدد الأهداف.
ووفق الأسطل، فإن النبي اتخذ من المساجد جامعة ومدرسة ومكان لإعداد القادة وحل الخلافات والنزاعات، مقدماً في الوقت ذاته شكره لكل من كان له سهم في بناء وتشييد هذا المسجد.
من جهته أكد جابر على قدر المساجد ومكانتها عند الله عز وجل, لافتاً الى أن مسجد العودة أُسس بجود أبناء محافظة رفح وعرق أهله، داعياً أهل الحي والمنطقة لعمارته بالصلاة والاعتكاف والدعاء والوحدة والتعاون بين الجميع.
بدوره، بين نائب رئيس لجنة إعمار مسجد العودة مجدي البابا، أن إعمار المسجد استغرق نحو ثلاث سنوات ونصف، بتكلفة بلغت مليون وثلاثمائة ألف دولار.
ولفت إلى أن ما تم إعماره من المسجد هو بناء الطابق الأرضي والسدة للمصلين الرجال، وبناء الطابق الأول وهو مخصص للنساء ولم يكتمل تشطيبه، مشيرا أن المسجد يحتاج إلى بناء الطابق الثاني وهو مركز إسلامي لتحفيظ القرآن الكريم.
وقال البابا: "أيضا سيتم استكمال بناء القبتين والمئذنتين في المراحل النهائية من إعمار المسجد إضافة إلى التشطيب الخارجي"، موضحا أن المسجد بُني بتبرعات أهل الخير من أهالي رفح؛ رغم ضيق الحال.
يُذكر أن مسجد العودة تأسس عام 1952م، وتم تجديده وإجراء إصلاحات عليه عام 1965م, ويقع في قلب مدينة رفح ويعتبر منارتها ومسجدها الرئيس الذي يُشَيَّع منه جثامين الشهداء منذ النكبة إلى يومنا هذا.