وجه حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رسالة إلى أبناء شعبنا، داعيا إياهم على عدم الخشية على المقاومة الفلسطينية ومقدراتها.
وقال بدران : "لا تخشوا على المقاومة ومقدراتها وما رأيتموه حتى الآن هو شيء قليل مما نملكه، وسنبذل كل شيء طالما استمر هذا العدوان".
جاء ذلك خلال مشاركته عبر سكايب، في الموجة المفتوحة التي أطلقتها إذاعة وطن تحت عنوان "فلسطين تواجه العدوان".
وأضاف: "نحن في قيادة حركة حماس ندير الأحداث في الضفة والقدس وفي كل مكان، ومعنا بقية الفصائل والقوى الفاعلة من أبناء شعبنا، ونريد أن نوضح صورتين؛ الأولى أن ما تتعرض له غزة هو إجرام غير مسبوق من حيث استهداف المدنيين، وحتى من حيث نوعية وكمية الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في هذا العدوان، ومشاهد انتشال جثامين الأطفال والنساء من تحت الأنقاض ستبقى وصمة عار في جبين العالم".
واستدرك: "لكن في المقابل أود أن يعرف كل الناس أننا كمقاومة لسنا في حالة إرباك وضعف وحزن ويأس أو إحباط، بل على العكس؛ الصورة الأكبر لدينا هي الاعتزاز والفخر والكرامة، خاصة وأننا نقف وحدنا كفلسطينيين اليوم، ومقاومتنا تقف في مواجهة أكبر وأقوى جيش في المنطقة، ورابع أو خامس جيش في العالم، ونواجهم ندا لند رغم امتلاكهم دعم كبير وقوة كبيرة".
وتابع: "شعبنا عليه أن يرفع رأسه بالمقاومة، فالزمن الذي كان يتم فيه قصف مدننا دون الرد انتهى، والآن المقاومة تتعامل ندا لند مع الاحتلال، ونحن نحدد حتى أماكن ضرب الصواريخ ووقتها المحدد وهذا دليل على قوتنا".
وأردف بدران قائلا: "البعض كان يعتقد أن كتائب القسام كان يبنى هذه المقاومة فقط لحماية غزة، ولكننا اليوم نقول أن هذه المقاومة هي لفلسطين كلها، وكل من يعتدي على فلسطين سنكون له بالمرصاد، وهذه المعركة التي نخوضها لأجل القدس أكبر دليل على ذلك".
وفي سياقٍ متصل، أكد بدران أن وقف إطلاق النار الذي تضغط تجاهه أمريكا بطلب من الاحتلال، يجب أن يكون بوقف العدوان كاملا عن غزة، وضرورة إعادة إعمار غزة ووقف الانتهاكات ضدّ القدس والاقصى والشيخ جراح.
وذكر بدران أن الاتصالات مع قيادة حركة حماس بدأت منذ اليوم الأول من أجل التهدئة ووقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن كل الاتصالات تتم عبر قيادة الحركة بالاتصال المباشر مع رئيسها إسماعيل هنية.
وأوضح أنّ هذه الاتصالات تتم بشكل رئيسي من قبل المصريين والقطريين والأمم المتحدة عبر ممثلها، وهناك أطراف أخرى أيضا تحاول التدخل ولكن هذه الأطراف الثلاثة تلعب دورا رئيسيا لوقف إطلاق النار.
وقال بدران: جميع هذه الأطراف تتحدث عن ضرورة وقف إطلاق النار، ونحن واضحون مع كل الأطراف؛ أننا لسنا معنيين بحرب مفتوحة، والاحتلال هو من بدأ هذا العدوان في القدس، حتى وإن كانت الصواريخ الأولى انطلقت من غزة، فإن الاعتداء كان في القدس وعلى الاحتلال ان يوقف عدوانه في القدس أولا.
وأضاف: الحديث عن وقف إطلاق النار موجود طيلة الأيام الفائتة، ولكن نحن نحتاج إلى وقف إطلاق نار يحقق طموحات شعبنا.
وتابع: الحوار مستمر مع هذه الدول، ونحن نبحث عن تحقيق الهدف الذي نشبت هذه المعركة من أجله، وحين تنضج الأمور أكثر فإن كل مكونات شعبنا ستكون حاضرة بهذا الامر.
وبيّن أن الاحتلال حاول عن طريق الأمريكان الذين تواصلوا مع عدّة أطراف تواصلت مع حركة حماس، حاولوا إقناع المقاومة بتخفيف الضرب أو التوقف عن إطلاق النار لساعات محدودة، ولكن المقاومة رفضت ذلك، مردفا: "رفضنا أن يبدو الاحتلال كمنتصر في هذه المعركة ويستطيع اتخاذ القرار متى يتوقف إطلاق النار، فهو ليس مجرم فقط وانما عاجز عن هزيمة شعبنا وإلحاق الأذى بالمقاومة".
وأشار أن الاحتلال حاول ان يتواصل مع حماس من خلال بعض الوسطاء، حتى قبل إطلاقها الضربة الأولى في الساعة السادسة مساء، ولكنه فشل في ذلك.
وشدد بدران أن الحركة على تواصل دائم مع قيادات الفصائل ومكونات شعبنا المختلفة لمأسسة هذا الحراك بشكل فعّال وعملي، لنكون موحدين في مواجهة الاحتلال، آملاً أن يؤسس هذا الحراك لشيء عملي على الأرض وقيادة واحدة تحرك الجماهير وتقودها.
وقال: نحن أول من قال إن قرار السلم والحرب يجب ان يكون بشراكة حقيقية متفق عليها من كل الأطراف الفلسطينية، ولهذا السبب تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة في قطاع غزة وجميع الفصائل تشرف على هذه العملية العسكرية وشاركت فيها.
وأضاف: منهجنا قائم على التواصل المستمر مع كافة مكونات الشعب، وحركة فتح هي حركة مؤثرة وكبيرة، والاتصالات موجودة والعلاقات لم تنقطع، وهناك محاولات للتنسيق في مختلف القضايا، وهناك موقف شعبي مجمع عليه في موضوع التنسيق الأمني ورفضه وضرورة أن يتوقف.
وتابع: دوما نحن نؤكد في خطابنا السياسي والإعلامي أن البوصلة لم تنحرف، ويجب أن تبقى واضحة نحو القدس، وقوتنا السياسية والإعلامية يجب أن تنصب نحو الاحتلال، وإخواننا في فتح مشاركين، وهناك تنسيق بيننا وبينهم، ونريد رفع سقف المشاركة في هذا الحراك، فقد آن الأوان أن ينخرط الجميع في مقاومة شعبية واسعة على امتداد الوطن.
وأكد أن المقاومة خيار الشعب، وكل الشعب يهتف بالمقاومة وبأسماء قياداتها ومتحدثيها ويطالبها بالدفاع عن الأقصى، وهذا استفتاء شعبي غير مسبوق على خيار المقاومة.
وأفاد بأن المقاومة هي نبض الشارع وليس ما تريده حماس، فنبض الشارع هو دعم المقاومة ضد هذا الاحتلال، وهذا الوضع الطبيعي لأي شعب يرزخ تحت الاحتلال من الطبيعي أن يقاوم.
ولفت إلى أنّ قيادة المقاومة هي قيادة حكيمة وواعية واختارت التوقيت المناسب والساعة المناسبة لإطلاق النار ومنحت الاحتلال مهلة لوقف عدوانه على القدس والمقدسات الدينية، ولكنه لم يستجب، فما كان منها إلا إطلاق الصواريخ كي تبرهن للاحتلال أنها لا تمزح وأن قضبة القدس تستحق أن نقدم لأجلها كل الإمكانيات.
وقال: نحن تركنا لأهلنا في الضفة والقدس المجال الأكبر ليدافعوا عن أنفسهم، بما لديهم من إمكانات عبر المظاهرات، وفي المقابل الاحتلال وقواته استهدفتهم بالرصاص والقنابل وداسوا المسجد الأقصى ودنسوه وأصابوا أكثر من 300 مصلي، وبالتالي المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تدنيس الأقصى والاعتداء عليه.
وأوضح أن الاعتداء على الشيخ جراح أيضا، ومحاولة طرد أهله منه ليس موضوعا ثانويا؛ لأنه مقدمة لنكبة ثالثة، أضف إلى ذلك أن هذه الأحداث تأتي بعد فترة ترمب الذي عمل على تغيير سياسي جذري في واقع القدس، من خلال نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، وهذا كله إلى جانب الهرولة العربية نحو التطبيع بطريقة مخجلة، فكان لا بد للمقاومة وحماس أن تقول كلمتها بشأنه.