تقرير زوجة الشهيد القائد يحيى عياش: ذكراه لا تغادرنا وفعله المقاوم خلده للأبد

الشهيد المهندس يحيى عياش

في عداد الزمن مضى 26 عاماً على استشهاد المهندس القسامي يحيى عياش، وفي عداد القلوب لا تزال لوعة رحيله حاضرة كلحظتها الأولى، ولا تزال بصماته في المقاومة تفرض استحضار ذكراه في كل لحظة.

تقول زوجة الشهيد عياش "ام البراء": نشعر أن أبو البراء لا يزال يعيش بيننا، ورغم مرور 26 عاماً على استشهاده، فذكراه موجودة بكل ثانية وكل يوم بيننا، وبكل موقف في حياتنا، خلال مرورنا بالشارع واستحضار الناس له، وفي نظري لأولادي وحركاتهم في صلاتهم وابتسامتهم التي تشبه حركات والدهم، كل ذلك يجعل ذكراه موجودة في كل وقت ما غابت أبداً".

وتؤكد "ما مرّ هو فقط سنوات ووقت وزمن، لم يمحُ حضور الشهداء بيننا، فكلما تقدمت السنوات يزداد الشعور بالذكرى وكأنهم استشهدوا أمس" وتردف "لا أزال أذكر كيف استشهد أبو البراء في يوم الجمعة وكيف خرجت الجماهير يوم السبت في تشييعه بجنازة جماهيرية مميزة وكأنه أحد الملوك، أستذكر كل هذه التفاصيل كأنها اليوم".

 رابطة الجراح

فقد الأحباب ولد لدى عائلات الشهداء رابطاً عجيباً يستمر على مر سنوات رحيلهم، تؤكد أم البراء بقولها: "أهالي الشهداء تجمعهم علاقة خاصة، فنحن تعرفنا ببعضنا من خلال شهادة أحبابنا وهذا جعل رابطتنا قوية، نحن نتشارك الظروف والجراح".

وتستطرد: "أشعر أنَّ أهالي الشهداء أنفسهم مميزين، لهم ميزه خاصة، فقبل أيام ذهبنا لزيارة عدد من أهالي الشهداء في جنين منهم جميل عموري وأمجد حسينية، وهناك شعرت كم تحمل هذه العائلات من ميزة خاصة، حتى حوائط منازلهم مميزة كذلك، تزدان بصور أبنائهم الأبطال، وابتسامتهم تدل على مدى فخرهم بأبنائهم وما قدموا في طريق المقاومة".

وترى أم البراء أنَّ علاقة العائلات الفلسطينية المكلومة ببعضها تمتد من عائلات الشهداء للأسرى، الذين تشملهم أسرة النضال الفلسطيني، وتقول: "نتشارك مع عائلات الأسرى مرارة غياب أبنائهم وقلوبنا تدمع على حال الأسرى، ونتألم على وضعهم ولا نملك إلا الدعاء لهم بالفرج".

 بطولات حاضرة

وتشدد أم البراء على أن المقاومة وبطولات الشهداء تبقى حاضرة بقوة رغم كل التغيرات في الواقع الفلسطيني، وتقول: "الحمد لله لا يذهب الجهاد في فلسطين وإنما ينتقل في مراحل مختلفة وإن شاء الله التحرير قادم بإذن الله، لكن أعوام التسعينات التي عايشناها حملت زمن الأصالة وزمن المطارد الذي له كلمته وزمن الحفاظ على المطارد واحتضانه ولم يكن هناك تكنولوجيا وكاميرات تكشف المطاردين، وكانت المطاردة تستمر لأشهر، وكانت العمليات التفجيرية النوعية، المميزة التي تركت بصمة خاصة".

وتؤكد: "الظرف في وقتنا الحالي فارق بشكل كبير في الفعل المقاوم وحياة المقاومين، وللأسف نحن في زمن لا يساعد المطاردين الذين اجتمعت عليهم ملاحقة الاحتلال وأجهزة السلطة وهذا يضيق الخناق عليهم أكثر، وكلما طالت فترة المطاردة كانت الفرصة أكبر للعمل المقاوم".

 الأمل بالمقاومة

يمتد فخر عائلات الشهداء بالمقاومة على مر سنيّ الجهاد في فلسطين ويكبر، وهو ما بدا في رسالة زوجة العياش في ذكراه الـ26 التي وجهتها للمقاومة.

تقول أم البراء: "أملنا بمقاومتنا وفي غزة تحديداً فهي الروح والأصل، ونسأل الله أن يشد على أيديهم ونستمد منهم القوة، وهم سندنا في ضيقنا وأملنا برب العالمين أولا والمقاومة ثانيا وعلى رأسها القيادي محمد ضيف".

ولعائلات الشهداء عامة وجهت رسالتها: "ليس أمامنا سوى الصبر ونحن نعيش في دنيا زائلة وليس أجمل من أن يترك الإنسان بصمة له في هذه الحياة، وهل أجمل من بصمة الشهيد يحيى عياش في التاريخ والجهاد والمقاومة وذكره الحاضر بقوة حتى اليوم، وهو الحب الذي وضعه في قلب كل فلسطيني من مختلف الفصائل وهذا فخر وعز لنا".

وتختم: "في فلسطين نماذج خالدة في المقاومة، أمثال الشهداء العياش، ويوسف السركجي وجمال منصور وجمال سليم ومهند الحلبي ومئات الشهداء من الأسماء اللامعة المشرفة، اسأل الله أن يجمعنا بهم وكل عائلاتهم في ركن خاص بالجنة".

 نبذة تاريخية

ويعد الشهيد يحيى عبد اللطيف عياش الملقب بالمهندس من أبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" حتى اغتياله في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بتاريخ 5 يناير 1996 باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتفه النقال.

وولد عياش، في السادس من شهر مارس عام 1966م، في قرية رافات قضاء سلفيت وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الهندسة بقسم الهندسة الكهربائية، ورزق باثنين من الأبناء هما البراء ويحيى.

ونشط العياش خلال الانتفاضة الأولى في صفوف كتائب عز الدين القسام، وتركز نشاطه في مجال تصنيع المتفجرات من مواد أولية، لينفذ أول تجربة لصناعة عبوة مفخخة بأحد كهوف الضفة بداية عام 1992، ويغدو المهندس الأول في صناعة المتفجرات، وكان المسؤول والمشرف عن سلسلة من العمليات الاستشهادية النوعية التي هزت الكيان الإسرائيلي.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة