"احتفالات رغم الملاحقة والاعتقال"

تقرير انطلاقة حماس بالضفة .. موسم لإظهار بشاعة التنسيق الأمني ووحشية السلطة

أجهزة أمن السلطة تقمع مسيرة في الخليل -أرشيف-

شهاب - أحمد البرعي

في وقتٍ جعلت حركة "حماس"، من قطاع غزة واحة للحريات وحاضنة للعمل الوطني والمقاومة لكل الفصائل الفلسطينية، ما زالت السلطة تقود الضفة الغربية المحتلة نحو وضعٍ خطير جراء استمرار القتل والقمع والتهديد والاعتقال السياسي.

وتوفر "حماس" في القطاع، بيئة خصبة للمقاومة وفصائل العمل الوطني والإسلامي كافة للاحتفال بمناسباتها المختلفة، في المقابل تواجهها السلطة بمنع الحركة من إقامة أي مظاهر احتفالية أو وطنية، بالتنسيق مع الاحتلال "الإسرائيلي".

اقرأ/ي أيضا.. بعد مهرجان ذكرى "وفاة عرفات بالقطاع".. نشطاء: غزة واحة للحريات وستبقى حاضنة للعمل الوطني والمقاومة

اقرأ/ي المزيد.. بالصور| الجبهة الشعبية تحيي ذكرى انطلاقتها الـ55 بمهرجان جماهيري في غزة

وتواصل أجهزة أمن السلطة، اعتداءاتها وانتهاكاتها بحق المواطنين، واعتقالاتها السياسية لأنصار "حماس" بالتزامن مع ذكرى الانطلاقة الـ35 للحركة، إذ شنّت حملة اعتقالات تخللها اعتداءات على المواطنين، في محافظات الضفة.

اقرأ/ي أيضا.. بالفيديو والصور| أجهزة السلطة تقتحم منازل الفلسطينيين بالخليل وتعتقل عددًا من الشبان

وفي سياقٍ متصل، أكد نشطاء وسياسيون، أن ممارسات السلطة الممنهجة التي تستهدف عناصر وكوادر "حماس" خاصة، وفصائل المقاومة بوجه عام، تخدم دائما أهداف الاحتلال، في محاولة لإنهاء الحالة الثورية المتصاعدة بالضفة.

"هجمة كبيرة ومشتركة"

النائب في المجلس التشريعي باسم الزعارير، قال إن أبناء ورموز حركة حماس بالضفة الغربية يتعرضون لهجمة كبيرة جداً ومشتركة من السلطة والاحتلال.

وأضاف الزعارير أن الحملة الشرسة التي شنتها السلطة والاحتلال تهدف لمنع إحياء ذكرى انطلاقة حماس الـ 35.

وذكر أن السلطة الفلسطينية تهدف لتغييب حماس عن الضفة الغربية، مشدداً في الوقت ذاته على أن محاولات السلطة بتغييب الحركة ستفشل.

وبيّن أن شعبنا الفلسطيني يتوق إلى حركة حماس، وأن السلطة تحاول طمس وجودها بالضفة.

ولفت النائب الزعارير إلى أن إنزال رايات حماس بالضفة الغربية يُخالف القيم الوطنية.

وأشار إلى أن معاملة أمن السلطة تجاه المعتقلين السياسيين تعكس الحقد الشديد وانعدام المسؤولية.

"لن تنهي وجود حماس"

أكدت النائبة سميرة حلايقة، أنّ حملة الاعتقال السياسي التي تشنها أجهزة أمن السلطة بالضفة الغربية ضد أنصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لن تنهي وجود الحركة أو تؤثر على شعبيتها.

وقالت حلايقة لـ"شهاب"، إنّ حملة السلطة ضد حماس مستمرة منذ شهور ولكنها اشتدت خلال الأيام القليلة الماضية بالتزامن مع الذكرى الـ35 لانطلاقة حماس".

وذكرت أنه "بالرغم من أن الاعتقالات السياسية غير مبررة وغير مرتبطة بالانتخابات الجامعية أو السلطات المحلية إلا أن الدافع الأساسي لاستمرارها هو تخوفات محللين إسرائيليين وقادة في جيش الاحتلال والسلطة من سيطرة فصائل المقاومة على الواقع السياسي في الضفة، مما سيقلب الموازين ضد الاحتلال.

واستهجنت النائبة حلايقة، اعتداء الأجهزة الأمنية على عائلات فلسطينية بادعاء وجود راية حماس، لاسيما أنّه في المقابل سمحت حماس في غزة لأنصار حركة فتح بالاحتفال في ذكرى انطلاقتها.

وطالبت السلطة بأن تدرك أن هذه السياسات ستؤثر على شعبيتها نفسها، أكثر مما سيؤثر على شعبية غيرها.

"احتفالات رغم الملاحقة"

من جهته، أكد الناشط السياسي بسام حماد أن أبناء الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت تمكنوا من إحياء ذكرى انطلاقة حماس الـ 35، رغم ملاحقتهم من أجهزة أمن السلطة والاحتلال.

وشدد على أن لو أُتيح المجال لإقامة مهرجان مركزي لانطلاقة حماس بالضفة، لحشد مئات الآلاف.

وأشار الناشط حماد إلى أن حركة حماس أثبتت أنها تتعاظم يوماً بعد يوم، وقادرة على حماية الشعب الفلسطيني.

من ناحيته، ذكر الناشط السياسي نادر العويوي، أن الاعتقالات السياسية والاستدعاءات من قبل السلطة مرفوضة وطنية ولها انعكاسات سلبية.

وأكد أن الاعتقالات السياسية تُؤذي حالة المقاومة بالضفة الغربية.

"رسالة للسلطة"

فيما قال القيادي في حركة حماس، حسين أبو كويك، إنه وتزامنا مع الاحتفالات بذكرى انطلاقة حركتنا المباركة، صعدت السلطة وأجهزتها الأمنية، من اعتداءاتها واعتقالاتها واستدعاءاتها ومضايقاتها لأبناء الحركة.

وطالب السلطة وأجهزتها الأمنية بالانحياز إلى شعبنا ووقف ملاحقة الشرفاء وقمع الحريات.

وأكد أن الأجهزة الأمنية حاولت منع أي مظاهر احتفالية بذكرى الانطلاقة، وهي تسعى بذلك لإثبات أنها وكيل أمني قوي ممكن الاعتماد عليه، سيما وأن اليمين الصهيوني الصاعد إلى الحكم في كيان الاحتلال، توعد بالتضييق على السلطة والعمل على تقويضها، والتضييق على أسرانا البواسل.

وأضاف: "بدلا من أن تنحاز هذه السلطة لشعبنا ومقاومته، صعدت من أعمال الملاحقة والاستدعاء والاعتقال، ناهيك عن السعي المحموم لإنهاء واستئصال ظواهر المقاومة المتصاعدة في الضفة تماشيا وتزامنا مع الهجمة الصهيونية المسعورة".

وبين أبو كويك أن السلطة تعتقد بأن اتيانها بالمزيد من الملاحقات والمتابعات والاعتقالات، أن تلقى بذلك القبول لدى اليمين الصهيوني وأجهزة الحكومة الأمنية، فتحافظ بذلك على وجودها وامتيازات أفرادها ومصالحهم الخاصة على حساب الشعب ومعاناته.

وتابع: "للأسف لم يعد للسلطة اي مشروع وطني حقيقي، فمشروعها الوحيد هو إرضاء الاحتلال بكافة السبل والأوجه".

وأردف أبو كويك قائلا إن "شعبنا الفلسطيني الصابر المرابط وبمقاومته الباسلة والتفافه حول خيار المقاومة، سيقض أحلام المنسقين والخونة وسيجعل بإذن الله مكرهم يرتد إلى نحورهم".

يذكر أن أجهزة أمن السلطة، قد داهمت الليلة الماضية، منازل عدد من المواطنين في مدينة الخليل بطريقة همجية، رافقها إطلاق النار وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما خلق حالة من الذعر والخوف في صفوف الأطفال والمواطنين.

واعتقل عناصر أجهزة السلطة عددًا من الشبان من أنصار حركة حماس، بذريعة رفع الرايات الخضراء فوق سطح أحد المنازل.

واعتبرت "حماس"، اعتقال أجهزة السلطة فجر اليوم عدداً من المواطنين وأنصار الحركة في مدينة الخليل بعد الاعتداء عليهم وعلى ذويهم سلوكا جبانا وهمجيا، وعملا غير وطني يجب أن يتوقف.

وقالت "حماس" في تصريح صحفي، إنّ تصرفات هذا التيار المتنفّذ في السلطة بحقّ المواطنين، من الضرب المبرح وإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز، بحجة رفع راية لحركة حماس على أحد المنازل في ذكرى الانطلاقة الـ 35، انتهاكٌ يعبر عن حالة التغول على شعبنا وتكميم الأفواه ومحاصرة الحريات السياسية، وتعبير عن الحنق إزاء الحالة الشعبية العارمة المؤيدة للمقاومة.

ودعت أبناء شعبنا إلى الوقوف في وجه هذه الانتهاكات الآثمة، وعدم السماح لعناصر أجهزة السلطة بالتعدي على حرمات البيوت والاعتداء على الأهالي.

كما دعت عناصر السلطة إلى التوقف عن سياسة التنسيق الأمني الآثمة، التي تقدم خدمة مجانية للاحتلال على حساب أمن وحرية وكرامة شعبنا المجاهد.

وأكدت أن المقاومة ستبقى عنوان شرف شعبنا، وستبقى راياتها خفاقة محلقة في كل ربوع الوطن الحبيب، ولن ترهب أبناء شعبنا كل المحاولات البائسة لصده عن طريقه في مواجهة الاحتلال، منوهة بأن شعبنا سيواصل المقاومة بكل أشكالها، حتى تحرير البلاد من دنس المحتلين.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة