تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي رفضها تسليم جثمان الشهيد الأسير ناصر أبو حميد (50 عامًا) من مخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة، بعد أكثر من أسبوعين على استشهاده نتيجة الإهمال الطبي ومعاناته مع مرض السرطان.
وأفاد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، أن سلطات الاحتلال ومن أعلى المستويات رفضت تسليم جثمان الشهيد أبو حميد، والهيئة والمؤسسات الحقوقية تواصل جهودها، مشيرًا إلى أن الاحتلال يواصل رفض تسليم جثمانه، إلى جانب جثامين 10 أسرى آخرين.
وأكد أبو بكر على وجود حراك قانوني ودبلوماسي متواصل للمطالبة بالضغط على "إسرائيل" لتسليم جثمان ناصر والشهداء الأسرى، لكنها ترفض حتى الآن.
من جانبه، قال مسؤول الدائرة القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، المحامي جميل سعادة، إن "الهيئة تقدمت بطلب لتسليم جثمان ناصر بعد استشهاده، لكن جيش الاحتلال أصدر قرارًا بعدم تسليم الجثمان"، مشددًا على أن هذه القضية إضافة إلى الجهود القانونية بحاجة لجهد سياسي دبلوماسي للضغط على الاحتلال لتسليم جثمان ناصر والشهداء المحتجزين.
واستشهد ناصر أبو حميد القيادي في كتائب شهداء الأقصى وأحد مؤسسيها في العشرين من الشهر الماضي، جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد (القتل الطبي) التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى، بعد نحو عام ونصف من معاناته مع مرض السرطان.
ولم تفلح كل النداءات التي أطلقتها عائلته والمؤسسات الحقوقية بضرورة الإفراج عنه، أو نقله لمستشفى مدني مع تواجد عائلته لجانبه، حيث أصرت سلطات الاحتلال على الإبقاء على اعتقاله وعدم نقله بشكل دائم بالمستشفى، بل واحتجزت جثمانه بعد الإعلان عن استشهاده.
ورفضت عائلة أبو حميد استقبال التعازي باستشهاد ابنها إلا بتسليم جثمانه، وأطلقت سلسلة فعاليات للمطالبة باسترداد الجثمان، ومن بين تلك الفعاليات مسيرة باتجاه حاجز قلنديا العسكري المقام شمال القدس، لكن الاحتلال يصر على احتجاز جثمانه.
وقبل أسبوع من استشهاده، زارته عائلته بينهم والدته، في سجن "عيادة الرملة"، حيث استمرت الزيارة لمدة 45 دقيقة، بحضور طاقم من الصليب الأحمر الدولي، وقد تمكنت والدته في نهايتها من احتضانه، حيث أُحضر ناصر على سرير، وتحدث بكلمات محدودة مع عائلته، وكانت ترافقه أنبوبة الأوكسجين طوال الوقت، لكن ليلة استشهاده نُقِل بشكل عاجل للمستشفى بحالة غيبوبة، وتم استدعاء عائلته لوداعه، ليعلن بعد ساعات عن استشهاده.
في أغسطس\ آب 2021، أُصيب ناصر أبو حميد بمرض السرطان، وتدهورت حالته الصحية ولم يعد العلاج الطبي كيماويًا ولا غيره يستجب مع جسده، حتى وصل إلى حالته الصعبة، وسط جريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء) التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقه، حتى استشهد.
وناصر أبو حميد (50 عامًا) من مخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة محكوم بالسّجن المؤبد 7 مرات و(50) عامًا، واعتقل عدة مرات قبلها، كما أن له أربعة أشقاء آخرين يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد، وشقيق آخر شهيد وهو الشهيد عبد المنعم أبو حميد الذي ارتقى عام 1994، وتعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات كان آخرها عام 2019.
والعام الماضي، سُجّلت إصابة 17 أسيرًا بمرض السرطان بأنواع مختلفة كان آخرها إصابة الأسير وليد دقة، علمًا بأنّ سلطات الاحتلال تعتقل في سجونها نحو 600 أسيرًا مريضًا، من بينهم نحو 200 أسيرًا يُعانون من أمراض مزمنة، و 24 أسيرًا ومعتقلًا يُعانون من السرطان، والأورام بدرجات متفاوتة.