خاص - شهاب
لم يكن إعلان السلطة الفلسطينية، وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال "الإسرائيلي" عقب مجزرة جنين، الأول من نوعه، بل سبق أن اتخذت قرارًا مشابها أكثر من 60 مرة، لكن سرعان ما فضحها سلوك أجهزتها الأمنية وأثبت أن ذلك مجرد "استعراض إعلامي".
ووضعت السلطة نفسها أمام اختبار جديد، يكون الفلسطينيون الحكَم، إذ باتوا يتساءلون "هل بالفعل أنهت السلطة التنسيق الأمني مع الاحتلال أم كما التجارب السابقة لا يتعدى كونه استعراض إعلامي"، وسط تصريحات "إسرائيلية" تُقلل من هذه الخطوة المُكررة.
ويعتقد المسؤولون "الإسرائيليون" أن السلطة لا يمكنها وقف التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال؛ بذريعة "أنها ضعيفة وتحتاج إليه أكثر من إسرائيل نفسها"؛ فيما الهم الأكبر للقيادة المتنفذة فيها، تهدئة الشارع الفلسطيني واستمرار مصالحهم الشخصية الضيقة، فقط.
"خطة لتهدئة الضفة"
وتطرقت القناة العبرية الـ12 لإعلان السلطة بشأن التنسيق الأمني، الذي جاء قبل أيام من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن إلى المنطقة، إذ اجتمع الساعات الماضية، مع مسؤولي الاحتلال والسلطة، عقب زيارة مصر ولقاء المسؤولين هناك.
وكشفت القناة العبرية أن "خطة لتهدئة الأوضاع في الضفة، من المقرر أن يقدمها اليوم رئيس السلطة محمود عباس، لوزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، خلال لقاءهما برام الله، لبحث التصعيد الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في الضفة والقدس".
وبحسب القناة فإن ما سيدور في لقاء الثنائي لن يخرج عما تحدث به أبو مازن مع وليام بيرنز رئيس المخابرات الأمريكية (cia)، خلال الساعات القليلة الماضية.
"اقتراحات عباس"
وكشفت أنّ خلاصة حديث عباس مع رئيس الـ(cia)، سينقل نصًا لبلينكن، ومخرجاته أنّ "التعاون المخابراتي مع إسرائيل سيتواصل، وأن السلطة ستستأنف العمل على منع تنفيذ العمليات (الإرهابية)، وأنها ستجدد التنسيق الأمني حين تهدأ الأجواء".
ووفقًا للقناة، فإن عباس أوضح لرئيس المخابرات الأمريكية بأنّ الإعلان قبل أيام بأن التنسيق لم يعد قائمًا، كان هدفه حث "إسرائيل" على إعادة النظر في قضية الاستيطان، وأنّه لم يشجب عمليات القدس الأخيرة، لأنه يعتبر ذلك انتحار سياسي بالنسبة له.
وأشارت إلى أن تفاصيل مقترحات عباس في لقائه اليوم مع بلينكن تتضمن "الإعلان عن فترة من 3 إلى 6 أشهر لتهدئة التوتر، وخلالها ستتخذ عدة إجراءات أبرزها وقف التوسع الاستيطاني، وتجنب تغيير الترتيبات في الأقصى، ووقف انتشار القوات الإسرائيلية في منطقة (A)، ووقف هدم المنازل".
ولفتت إلى أنّ "أبو مازن في مقابل قبول تلك الاقتراحات سيستأنف التنسيق الأمني مع "إسرائيل"، ويمتنع عن تقديم السلطة طلبات العضوية في المنظمات الدولية الأخرى".
"التنسيق لم يتوقف"
وفي السياق ذاته، يرى المختص في الشأن "الإسرائيلي" سعيد بشارات، أنه "مسألة تخلي عباس عن التنسيق الأمني، مُستحيلة"، وقال: "التنسيق أصلا لم يتوقف على أرض الواقع، ليتم استئنافه".
وأوضح بشارات لوكالة (شهاب) أنّ "السلطة ملتزمة رغمًا عنها بالتنسيق الأمني، وهي موجودة بسببه، عادًا أن "وجودها لا يتعدى كونها مصلحة أمنية استراتيجية للاحتلال، بالتالي من سابع المستحيلات أن توقفه".
وتطرق إلى "خطة عباس" التي كشفت عنها وسائل الإعلام العبرية، إذ يعتقد أنه "لا قيمة لها"؛ كون السلطة تُدرك أن "وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، يعني نهايتها".
وتساءل بشارات: "جاء في الخطة، وقف التوسع الاستيطاني، هل يستطيع عباس وقف الاستيطان؟ مستحيل، لاسيما أن حكومة الاحتلال الحالية معروفة بأنها تضع الاستيطان على سلم أولوياتها، حتى أنّ وزارة الجيش الإسرائيلي تسلمها المتطرف سموتريتش من أجل الاستيطان فقط".
#شاهد.. ماذا يعني التنسيق الأمني بالنسبة لإسرائيل؟ وماذا يعني بالنسبة للسلطة الفلسطينية؟
— سعيد بشارات Saaed Bsharat (@saaed_bsharat) January 31, 2023
أمس أبلغ محمود عباس أبو مازن وزير الخارجية الأمريكي وقبله رئيس CIA بان التعاون الاستخباراتي مع إسرائيل مستمر وأن السلطة ستبقى تحارب النضال الفلسطيني (سماه ارهاب) و ستعيد التنسيق الامني قريباً pic.twitter.com/yq6iHNolAA
تجدر الإشارة إلى أن الفلسطينيين لم يتفاعلوا مع إعلان السلطة، قرارها "وقف التنسيق الأمني"، إذ يرى مراقبون ومحللون أن ذلك نابع من خذلانها المستمر لشعبنا وحالة اليقين التي أوصلته إليها بأنها "غير جادة في وقف العلاقة مع الاحتلال" ولا تريد توحيد البيت الوطني، تحت راية واحدة.