"بريسايت" ذراع "اسرائيلي "سيحصل على بيانات الأردنيين رقميًا

الأردن يوقع عقدًا مع شركة "إسرائيلية" إماراتية متهمة بالتجسس والاختراق الأمني

MRoLI.jpg

تحولت دولة الإمارات إلى بوابة استخبارات "إسرائيل" للتغلغل في الدول العربية عبر ما تقيمه من سلسلة تحالفات بين شركاتها والشركات الإسرائيلية لا سيما العاملة في مجالات جمع المعلومات والذكاء الاصطناعي.

أحدث الأدلة على ذلك توقيع وزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية قبل أيام اتفاقية مع صندوق أبوظبي للتنمية، للإعلان عن مشروع التحول الرقمي بقيمة 100 مليون دولار.

نتاج مشروع مشترك

وبحسب ما تم إعلانه فإن مشروع التحول الرقمي مختص بتطوير القطاع الصحي، وتقييم لواقع الخدمات الرقمية المقدمة في القطاع وما تحتاجه من تطوير، 85 مليون دولار منها معنية بتطوير القطاع.

النائب الأردني عبدالرؤوف الربيحات وجه مذكّرة إلى وزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان حول التعاقد مع شركة "بريسايت" لرقمنة وتحديث القطاع العام، قائلا إن هذه الشركة هي نتاج مشروع مشترك بين شركة إماراتية وشركة صهيونية.

نقلت وسائل إعلام أردنية مذكرة وجهها النائب في مجلس النواب الأردني عبدالرؤوف الربيحات إلى وزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان حول التعاقد مع شركة "بريسايت" لرقمنة وتحديث القطاع العام، قائلا إن هذه الشركة هي نتاج مشروع مشترك بين شركة إماراتية وشركة صهيونية.

ولفت النائب الربيحات إلى أنه وبعد البحث عن شركة "بريسايت" التي جرى توقيع عقد تنفيذ مشروع التحوّل الرقمي في وزارة الصحة الأردنية معها، تبيّن أن هذه الشركة هي نتاج مشروع مشترك بين شركة "G42" ومقرّها دولة الإمارات، وشركة "رافائيل" لأنظمة الدفاع والمعنية بتصنيع أنظمة خاصة لحماية كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد النائب الربيحات أنه "من غير المقبول ولا المفهوم أن تقوم الحكومة بإتاحة قواعد بيانات القطاع الصحي الحكومي، أحد أهمّ وأكثر القطاعات حيوية، لشركة تعمل لدى الاحتلال الضالع بجرائم حرب مستمرة"، مبيّنا أنه حاول التواصل مع الوزيرة طوقان للاستيضاح، غير أنها لم تُجب على تساؤلاته.

وأشار الربيحات إلى أن إتاحة الوصول للبيانات الصحية المتعلقة بالمواطنين الأردنيين هي مسألة حساسة تتعلّق بالبنية التحتية البشرية للدولة، وهي معلومات تتعلّق يمكن استثمارها في أي حالة حرب مقبلة لصالح كيان الاحتلال الاسرائيلي بطرق عديدة.

ودعا النائب الربيحات الوزيرة طوقان لتوضيح مضامين العقد الموقّع مع الشركة، والمضيّ بأسرع وقت للانسحاب من هذا التعاقد الذي يشكّل تهديدا حتميا للأمن الوطني الأردني، مؤكدا رفضه التام لأي علاقات تطبيعية مباشرة أو غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي.

تحذيرات أمنية

تعتبر شركة بريسايت (Presight)، الإماراتية الإسرائيلية، التي تعمل في مجال تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي ذراعا إسرائيليا إماراتيا خطيرا لاختراق امن المعلومات في الدول التي تعمل فيها، تعمل في خدمة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، الموساد والشاباك وأمان والوحدة 8200، وترتبط الشركة بعقود مع هذه الأجهزة الإسرائيلية.

تأسست في عام 2020 في الإمارات العربية المتحدة. وفي العام التالي دخلت في شراكة واسعة مع أهم شركة اسرائيلية للصناعات العسكرية، وتضم بريسايت أكثر من 390 خبيرًا من أكثر من 30 جنسية مختلفة، مع نسبة أماراتية تبلغ 9% ونسبة مشاركة نسائية تصل إلى 25%. ويهيمن المهندسون والخبراء والفنيين الاسرائيليين على الشركة، وبعضهم ممن عمل في اجهزة امنية واستخباراتية اسرائيلية في الموساد والشاباك وامان ووحدة التجسس العسكرية الاسرائيلية 8200.

ويذكر ان مركز الإمارات للدراسات والإعلام حذر “إيماسك“، تغلغل أمني خطير لإسرائيل في الإمارات من بوابة الاستثمارات الاقتصادية وذكر المركز في دراسة تحليلية، أنه منذ إعلان التطبيع بين الإمارات وإسرائيل في العام 2020 عبر “اتفاق إبراهيم”، زادت العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين إلى مستويات لا يمكن التغافل عنها حتى وصلت إلى مستويات مهمة من التعاون في مجالات أمنية وعسكرية.

وقد لاحظ مسؤولون ومراقبون للشأنين الإماراتي والإسرائيلي الاندفاعة الإسرائيلية إلى السوق الإماراتية وخاصة الشركات الأمنية والعسكرية أو تلك المتعلقة بالذكاء الصناعي ما يفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة تتعلق بالجانب الأمني لأبوظبي بشكل خاص والخليج بشكل عام.

وتقول تقارير صحفية في هذا الخصوص أن عشرات الشركات الأمنية الخاصة وأخرى تابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية كثفت من تواجدها وعملها في الإمارات، ما يجعل البلاد مكشوفة لأي أعمال تجسس إسرائيلية محتملة داخل الإمارات نفسها وخارجها.

ومنذ أيام فقط كشفت أوساط أمنية وعسكرية إسرائيلية أن شركة إسرائيلية متخصصة في جمع المعلومات الجوية وتحليلها، باستخدام الطائرات بدون طيار، تقوم ببناء بنية تحتية لمجموعة من الطائرات بدون طيار في المناطق الحضرية لهيئة حكومية في الإمارات، في صفقة بلغ مجموعها مليوني دولار .

وللتذكير أيضا فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية منذ عدة أشهر عن دخول شركات إسرائيلية أمنية وأخرى تعمل في مجال سايبر إلى الإمارات للعمل ضمن ائتلاف يضم عددا من تلك الشركات وأكدت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية في وقتها، أن شركة السايبر “XM cyber”، التي يمتلك رئيس جهاز “الموساد” السابق تامير فيردو جزءا من أسهمها، دخلت لأول مرة إلى الخليج العربي بهدف بيع منتجاتها الأمنية الدفاعية للبنية التحتية المرتبطة بالغاز والنفط والأمور المالية.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة